مشروعات جديدة في 4 محافظات لدعم الحرف التراثية واحتضانها … وزير السياحة لـ«الوطن»: إقبال كبير من الحرفيين على حاضنة دمر … وزير الصناعة لـ«الوطن»: إعادة تأهيل المحال اليدوية
| فادي بك الشريف - هناء غانم
أكدت وزارتا السياحة والصناعة على أهمية إحداث سوق للمهن التراثية ضمن حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية، ضمن إطار التعاون المشترك للحفاظ على الحرف والمهن اليدوية التراثية وتأمين الأسواق والحاضنات بما يكفل استمرار العمل في هذه المهن ونقل الخبرة والتدريب.
وفي تصريح خاص لـ «الوطن» بين وزير السياحة محمد رامي مرتيني عشرات الطلبات المقدمة من الحرفيين لتخصيصهم ضمن المحال الموجودة في الحاضنة، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون المشترك بين السياحة والصناعة، مع التركيز على الترويج للمهن التراثية اليدوية وإيجاد أماكن تسويق لها داخلياً وخارجياً، ضمن إطار دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغير.
وكشف مرتيني عن البدء قريباً بالمرحلة الثانية من مشروع الحاضنة التراثية لتشمل تأهيل المزيد من الصالات، مؤكداً تأهيل 41 محلاً، إضافة إلى القاعة التدريبية والمطعم والمقهى التراثي والموقع العام والحديقة والمرآب.
وأكد أن المرحلة الثانية التي من المتوقع أن تنتهي نهاية العام تتضمن استيعاب عدد مضاعف من المحال الموجودة، متوقعاً أن يصل العدد إلى 100 محل وموقع للتدريب على المهن التراثية واليدوية، منوهاً بوجود عدد من الحرف ضمن الحاضنة المركزية أيضاً، وحاضنات في محافظات أخرى.
وبين الوزير وجود مشروعات أخرى في المحافظات تتضمن تطويراً لسوق المهن في حماة «بخان رستم باشا»، إضافة إلى مشروع إحداث الحاضنة التراثية في حلب «سوق البشائر» وهو مشروع مشترك مع مجلس المدينة، ناهيك عن التوقيع على مذكرة تفاهم قريباً لإشادة سوق للمهن التراثية في حديقة البطرني بمحافظة اللاذقية، والتعاون مع محافظة ريف دمشق لتطوير حاضنة التل للمهن التراثية واليدوية، مؤكداً الجهوزية للتعاون مع أي وحدة إدارية لتقديم الاستشارة والخبرة والدعم وحتى المساهمة بالتمويل ضمن البرامج الحكومية المتاحة.
هذا ويؤكد مرتيني أهمية حاضنة دمر التراثية لكونها من المشروعات الصغيرة، والتي تم تأهيلها بفترة مهمة جداً وخاصة بعد الاجتماع الاستثنائي المصغر للفريق الحكومي الذي ترأسه الرئيس بشار الأسد، والذي كان مخصصاً لهيكلة واقع المشروعات الصغيرة وكيفية رعايتها واحتضانها وإيجاد المناخ الملائم لتطويرها، مضيفاً: والأهم من ذلك استدامتها وتوفير فرص العمل اللازمة سواء في المواقع المحلية بالمحافظات أم بالمواقع المركزية.
وقال الوزير مرتيني: وزارتا السياحة والصناعة شركاء في الحفاظ على المهن اليدوية التراثية مع الوزارات والجهات المعنية ضمن لجنة دعم الحرف، مضيفاً: نحن معنيون بالإضافة إلى دعم هذه الحرف وتأمين الأماكن المتخصصة بها والبنية التحتية أيضاً بالتسويق والترويج لهذه الحرف التي هي ليست تاريخاً فقط بل حاضر ومستقبل.
وذكر مرتيني أن السياحة مستمرة بالعمل مع الجهات المعنية على رعاية الحرف اليدوية والحفاظ عليها ونقل مهارات صناعتها عبر الأجيال والترويج لها داخلياً وخارجيا، مؤكداً الاعتزاز بهذه الشراكة مع وزارة الصناعة والتي هي بداية لمشروعات مشتركة مستقبلية سنعمل على أن تتوسع وتتطور لدعم الحرفيين.
وبين الوزير أن كل المشاركات بالمعارض المحلية والإقليمية والدولية تتضمن شقاً مهماً يتعلق بالتراث الوطني والحرفي، معتبراً أن هذا نهج وزارة السياحة منذ تأسيسها.
يداً بيد
من جانبه أكد وزير الصناعة عبد القادر جوخدار أن وزارتي الصناعة والسياحة تعملان يداً بيد لدعم الحرف التراثية وتطوير التعاون المشترك بينهما، لتكون هذه المشروعات لتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة المتعلقة بالحرف اليدوية بين الحرفيين والجيل الشاب عبر التدريب.
وفي تصريح لـ«الوطن» نوه جوخدار بأن الوزارات والجهات المعنية تعمل على تقديم كل ما من شأنه مد يد العون للأخوة الحرفيين لدعم حرفهم على كل الصعد، مؤكداً أن هناك العديد من الإجراءات المقرر اتخاذها في الحاضنة على صعيد الاستمرار بإعادة تأهيل المحال والمباني خدمة للحرفيين، ولاسيما العاملين في الحرف التراثية ما يشكل داعماً لهم لتوفير الحيز المكاني وخلق نشاط ترويجي وتسويقي للمعارض.
وشدد الوزير على أهمية إحداث سوق للمهن التراثية ضمن الحاضنة بمنزلة معرض دائم، مشيراً إلى الدور الملموس لوزارة السياحة في القيام بالأعمال الإنشائية والتدعيمية ليكون هناك افتتاح رسمي للسوق والتوسع بعدد المحال في الحاضنة وتأمين كل الدعم اللوجستي.
واعتبر أن الحفاظ على المهن التراثية أمر مهم وأساس، مشيراً إلى وجود عروض دائمة في صالات العرض الموجودة بمشروع دمر التي تقام على مدار العام بمختلف الصناعات ولاسيما الصناعات اليدوية والحرف التراثية، مضيفاً: نحن ندعم الحرف التراثية للمشاركة في المعارض حاضراً ومستقبلاً، ونقدم كل ما يلزم للحفاظ عليها بالتعاون مع وزارتي السياحة والثقافة.
ووقع وزيرا السياحة والصناعة مذكرة تفاهم لتعديل المذكرة التي تم توقيعها بداية العام المنصرم والتي تم الاتفاق من خلالها على التعاون المشترك للحفاظ على المهن التراثية.
وتم تعديل مذكرة التفاهم باعتبار أن وزارة السياحة قامت بتأهيل الحيز المكاني المخصص لإقامة السوق والمحال المخصصة للحرفيين، بالإضافة إلى تأهيل الكافتيريا التي كانت موجودة في الموقع وتحويلها إلى مقهى تراثي، وذلك من موازنة وزارة السياحة للعام الماضي.
كما تضمنت مذكرة التفاهم أن يقوم الجانبان كل منهما أو بشكل مشترك بتقديم برامج التدريب على المهن اليدوية على أن تدرج ضمن الموازنة الاستثمارية لكلتا الوزارتين.
وتشمل المهن التراثية التي تضمها الحاضنة: «الأغباني، البروكار، القاشاني، الموزاييك، تنزيل الأحجار الكريمة على الفضة، الألبسة الشرقية، الألبسة الفولكلورية السورية، الفولكلور الفلسطيني، الصدفيات بأنواعها والموزاييك المصدف، الخزف، الجلديات، الفن التشكيلي، النحت، الفسيفساء الحجري والزجاجي، الرسم النباتي على الحرير، الحفر والنقش على النحاس، وغيرها».