مسؤولون أمنيون شككوا بفعالية العملية العسكرية المحتملة في رفح … نتنياهو يهاجم «الجنائية الدولية».. ومصادر إسرائيلية: كلامه خطأ والتوقيت حرج
| وكالات
هاجم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المحكمة الجنائية الدولية، فيما وصفت «مصادر مطلعة» هجومه بـ«الخطأ» وخاصة في هذا التوقيت الحرج لإسرائيل، على حين كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن شكوك تواجه المسؤولين السابقين بشأن فعالية العملية العسكرية المحتملة في رفح جنوب قطاع غزة، الأمر الذي يعكس الأزمة الإستراتيجية التي تواجهها إسرائيل في إدارة الحرب، وانتقدت مصادر مطلعة على تفاصيل الدعوى القضائية المرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتهجم على المحكمة، إذ قال في تغريدة عبر منصة «إكس»، إن « قرارات المحكمة الجنائية لن تؤثر على تصرفات إسرائيل، وإن إسرائيل لن تقبل بمحاولة النيل من حقها في الدفاع عن نفسها»، حسب تعبيره.
ووفقاً لهذه المصادر، فإن «تغريدة نتنياهو بحد ذاتها خطأ، ولاسيما في الوقت والوضع الذي تمر به إسرائيل حالياً، فأي تصريح قد يؤدي إلى تعقيد الوضع المعقد أصلاً، ولا مكان لتوجيه رسائل إلى المحكمة يمكن تفسيرها على أنها تهديد».
ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، أن رئيس الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «خائف ومتوتر من احتمال صدور مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية»، مشيرة إلى أن نتنياهو أجرى اتصالات خاصة مع الولايات المتحدة الأميركية، «لمنع صدور مذكرة اعتقال من الجنائية الدولية»، مضيفة إنه ثمة اعتقاد، بأن «صدور مذكرة الاعتقال مسألة وقت وقد تشمل مع نتنياهو وزير الدفاع ورئيس الأركان».
وفي الـ26 من كانون الثاني الماضي، طالبت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها، وحينها طلبت المحكمة أن تقدّم إسرائيل تقريراً للمحكمة حول استجابتها لهذه التدابير بعد شهر من الجلسة، واتخاذ كلّ التدابير الفورية لحماية المجموعة الفلسطينية في غزة، بينما بقيت هذه الإجراءات من دون التزام كيان الاحتلال الذي يواصل للشهر السابع عدوانه على قطاع غزة مرتكباً مجازر الإبادة الجماعية.
في الغضون، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن شكوك تواجه المسؤولين السابقين بشأن الإستراتيجية الإسرائيلية وفعالية العملية العسكرية المحتملة في رفح جنوب قطاع غزة، وقال موقع «إسرائيل نيوز 24»، إن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين أعربوا عن شكوكهم حول قدرة الجيش على تحقيق أهدافه في أي هجوم محتمل على رفح، وأضاف الموقع إن النقاشات التي تجري في الأوساط الإعلامية والاستخبارية «تعكس عمق التحديات التي تواجه القيادة الإسرائيلية في التعامل مع حركة حماس».
في هذا السياق، نقل الموقع عن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد»، يوسي كوهين، تأكيده أن الإعلانات الرسمية الإسرائيلية بشأن «العزم على دخول رفح قد تكون مبالغاً فيها»، وشدد كوهين على أن «التصريحات المثالية لا تعكس دائماً الواقع العملياتي أو الإستراتيجي»، مستبعداً القدرة على إزالة سلطة حماس في غزة بشكل كامل، إذ إن «التصفية الكاملة للحركة هي غير واقعية».
بدوره، تطرّق مراسل الشؤون السياسية في القناة «الـ12 «الإسرائيلية»، أمنون أبراموفيتش، إلى «عدم توافّر بديل منظّم لحماس خلال الأشهر الخمسة والنصف الماضية، ما يؤكد الصعوبات الإسرائيلية في تفكيك البنية التنظيمية لحماس».
من جانبه أعلن الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية إسرائيل زيف معارضته أي عمل عسكري في رفح، من دون وجود خطة واضحة لمن سيتسلّم السيطرة على المنطقة بعد العملية، وأشار في مقابلة إذاعية، إلى وجود «مصيدة إستراتيجية» أعدّتها حماس قد تؤدي إلى كارثة يتحمّل مسؤوليتها الجانب الإسرائيلي، موضحاً أن هذه العملية «فيها مخاطرة أعلى من كل ما فعله الجيش في القطاع، نظراً إلى حقيقة أن رفح مكان صعب للغاية ومزدحم للقتال، إضافة إلى الحساسية المصرية والأميركية تجاهها».
يأتي ذلك فيما تتزايد التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح، المدينة التي وصلت كثافة السكان فيها إلى نحو 1.1 مليون فرد يعيشون في مساحة 63.1 كم2، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وحسب «إسرائيل نيوز 24» فإن «الشكوك المعلنة من جانب المسؤولين الأمنيين السابقين، تكشف عمق الأزمة الإستراتيجية التي تواجهها إسرائيل في التعامل مع قطاع غزة وحركة حماس، في وقت تستمر فيه التحديات الإقليمية والدولية بالتصاعد».
إلى ذلك، تحدّث الموقع عن المفاوضات الجارية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، قائلاً إنها «لا تزال تشهد تطورات»، حيث «يجري البحث في مقترحات جديدة لاستئناف محادثات تبادل الأسرى، التي تشمل إعادة أسرى إسرائيليين مقابل عودة غزيين إلى شمال القطاع»، وأضاف الموقع إن هذه التحركات تأتي في وقت «تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل توتراً، ما يعزز من موقف حماس في المفاوضات».