سورية

لحرف الأنظار عن أزمة التنظيم الإرهابي بإدلب … «النصرة» يسعى إلى التقدم نحو عفرين شمال حلب ويصطدم بجيش الاحتلال التركي غربها

| حلب - خالد زنكلو

استغل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، بواجهته الحالية التي تسمى «هيئة تحرير الشام» حال التخبط والفلتان الأمني الذي تعيشها مناطق هيمنة ميليشيات أنقرة التي تدعى «الجيش الوطني» بريف حلب الشمالي، ودفع بأرتال عسكرية إلى المعابر التي تصل ريف حلب الغربي بريف المحافظة الشمالي، بغية التوجه إلى عفرين التي سبق أن سيطر عليها مرتين خلال العام المنصرم.

وقالت مصادر أهلية غربي حلب: إن «النصرة» استقدم أمس أرتالاً عسكرية، عبارة عن ناقلات جند محملة بإرهابيه وأسلحة متوسطة وثقيلة إلى معبر الغزاوية، الذي يربط منطقة سيطرته في ريف حلب الغربي بريف المحافظة الشمالي أو ما يدعى بمنطقة «غصن الزيتون»، بهدف جس نبض جيش الاحتلال التركي الموجود في المنطقة عبر قاعدة قريبة من المعبر، وعلى أمل مواصلة التقدم إلى عفرين، ومنها إلى مناطق النزاع بين ميليشيات «الجيش الوطني» في مارع واعزاز وحتى معبر الحمران بمنطقة الباب شمال شرق المحافظة، حيث يسيطر حلفاء التنظيم من ميليشيا «أحرار عولان» على المعبر.

وبينت المصادر لـ«الوطن» أن حشود «النصرة» استفزت جنود جيش الاحتلال التركي في قاعدتهم العسكرية قرب معبر الغزاوية، والذين بدورهم تقدموا لمسافة أكثر من كيلو متر باتجاه المعبر لمنع تقدم إرهابيي «النصرة»، دون حدوث صدام بين الطرفين.

مصادر مقربة من «الجيش الوطني»، ذكرت أن متزعم «النصرة» الإرهابي المدعو «أبو محمد الجولاني»، أراد من وراء هذا التحرك توجيه رسالة إلى حلفائه متزعمي «فرقة المعتصم» التابعة لما يدعى «الفيلق الثاني» في «الجيش الوطني» بأنه معهم ضد مدبري انقلاب الأربعاء الماضي في بلدة مارع، والذين تدخلت الاستخبارات التركية لإعادتهم إلى مناصبهم إثر اعتقال المسؤولين على الانقلاب بعد تسريبات نشروها على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن متزعمي الفرقة اتفقوا مع «الجولاني» لإدخالهم إلى البلدة مقابل مليون دولار قبل الإطاحة بهم.

وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن رسالة إدارة أردوغان كانت حازمة بمنع توسيع نفوذ «النصرة» ومتزعمه «الجولاني» إلى مناطق جديدة في عفرين أو أي منطقة في «غصن الزيتون»، وتوقعت «تقليم أظافر» الميليشيات الموالية لـ«النصرة» في «الجيش الوطني»، وخصوصاً ما يسمى «العمشات».

ورأت أن «النصرة» يحاول باستمرار حرف أنظار الرأي العام المحلي في إدلب وريف حلب الغربي عن أزمته الداخلية نتيجة مظاهرات الأهالي ضد التنظيم الإرهابي، والتي توسعت لتشمل جميع بلدات ومدن إدلب وريف حلب الغربي، وارتفع سقف مطالبها من تنحية «الجولاني» إلى إعدامه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن