البعث يعقد اجتماع لجنته المركزية الموسع السبت القادم … أبو عبد اللـه لـ«الوطن»: أمامنا مهام صعبة أبرزها مأسسة عمل الحزب وفصله عن السلطة
| منذر عيد
بعد تحضيرات استمرت عدة أشهر منذ اجتماع اللجنة المركزية الحالية لحزب البعث العربي الاشتراكي في السادس عشر من كانون الأول الماضي، قرر حزب البعث عقد اجتماع اللجنة المركزية الموسع في قصر المؤتمرات السبت القادم الساعة العاشرة صباحاً؛ حيث سيناقش الاجتماع القضايا المطروحة على جدول أعماله وينتخب أمينه العام ولجنة مركزية وقيادة مركزية ولجنة الرقابة والتفتيش وأمين سر اللجنة المركزية، حيث أكد مدير مدرسة الإعداد الحزبي المركزية، والمرشح لانتخابات «اللجنة» عن فرع دمشق بسام أبو عبدالله أن «اللجنة» ستعمل في المرحلة القادمة ضمن إطار مؤسساتي، وهي بمثابة برلمان الحزب إن صح التشبيه وبالتالي يجري العمل نحو مأسسة عمل الحزب، وهناك مجموعة مهام مستقبلية مثل فصل الحزب عن السلطة، وإخراج الحزب من مؤسسات الدولة ضمن قانون الأحزاب، وموضوع المحاسبة والمساءلة وآلياته.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال أبو عبدالله: «اجتماع اللجنة المركزية الموسعة قرر يوم السبت الساعة العاشرة صباحاً، وهناك 405 أعضاء تم انتخابهم، إضافة لأعضاء اللجنة الحاليين، ومن أضيف إلى اللجنة الحالية نحو 488 عضواً، كذلك هناك مئة وعشرون عضواً سيسميهم الرفيق الأمين العام للحزب الرئيس بشار الأسد، ليصبح العدد قرابة ستمائة أو أكثر بقليل، والاجتماع تنظيمي بحت، وسوف يتضمن كلمة توجيهية للرفيق الأمين العام، ثم انتخاب الرفيق الأمين العام أولاً من خلال التصويت في الجلسة العامة، وكذلك اختيار أعضاء لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية وهي اللجنة الرقابية العليا بالحزب والتابعة للأمين العام، ثم الانتقال إلى انتخاب ثمانين عضو لجنة مركزية، بناء على قائمة الترشيحات التي يفترض أن تصدر اليوم أو غداً، حيث سيجري التصويت بشكل إلكتروني في القاعة وهناك خمسة وأربعون عضواً سيضافون من قبل الأمين العام، تمثل شخصيات مختلفة، أمنيين وعسكريين وقطاع وزارة الداخلية أيضاً، إضافة لشخصيات مهمة فكرية وما يراه الرئيس الأسد مناسباً، ليصبح عدد أعضاء اللجنة المركزية مئة وخمسة وعشرين».
وأوضح أبو عبد الله، أنه بعد الانتهاء من انتخاب أعضاء اللجنة المركزية سوف يترأس الرئيس الأسد الاجتماع الأول للجنة الجديدة ليتم اختيار أعضاء القيادة المركزية، وانتخاب أمين سر اللجنة المركزية.
واعتبر أبو عبد اللـه أن المسار الديمقراطي داخل حزب البعث يتعزز، على الرغم من وجود شيء من المال السياسي في الانتخابات، حيث إن البعض تلقى دعوات من رفاق لهم إلى فنادق خمس نجوم، مشدداً على أن تلك الظاهرة أبعد ما تكون عن أهداف الحزب المرجوة، وأضاف: «نريد أن يصل من قدّم الخدمة للبلد أو من قدّم الخدمة للحزب باعتبار أن تقديم الخدمة داخل الحزب هو خدمة للوطن بشكل عام».
وتابع: «إن اللجنة المركزية مثل برلمان الحزب، إن صح التعبير، وستعمل في المرحلة القادمة ضمن إطار مؤسساتي حزبي، وستناقش قضايا كثيرة وستجتمع بشكل دوري، وبالتالي يجري العمل نحو مأسسة عمل الحزب، وهناك مجموعة مهام مستقبلية، مثل فصل الحزب عن السلطة، وإخراج الحزب من مؤسسات الدولة ضمن قانون الأحزاب، إضافة إلى موضوع يتعلق بشكل الاجتماع الحزبي، والمحاسبة والمساءلة في المستقبل وآلياته».
وقال أبو عبد الله: «البعض ممن ليس لديه أمل، وهذا للأسف يعني يأساً، وأنا لست مع هذا الاتجاه، وهناك من يرى بصيص أمل، وهذا البصيص يجب أن نعززه، والأمر بأيدي البعثيين، باعتبار البعث حزباً حاكماً في سورية، والموضوع ليس قضية حزبية داخلية إنما هو قضية تتعلق ببلدنا وشعبنا الذي يعيش ظروفا قاسية وصعبة وبالتالي سلوكنا مهم جداً، واختيار الشخصيات مهم جداً، والسمعة مهمة جداً في المرحلة القادمة، ويجب أن نعزز هذا وأن نستعيد ثقة الناس، وأن نكون نقطة جذب لكل القوى الوطنية في المرحلة القادمة».
وأشار أبو عبد اللـه إلى أنه بعد هذا الاستحقاق هناك انتخابات مجلس شعب ويفترض بحزب البعث أن يضع معايير دقيقة لاختيار ممثليه في مجلس الشعب، كذلك عليه البحث في الشراكات الوطنية فيما يتعلق بمجلس الشعب، وأن يقدم شخصيات في المرحلة القادمة، ويلي انتخابات المجلس تشكيل حكومة جديدة وبالتالي نحن أمام مرحلة تغيرات متتالية يجب أن تؤسس لمرحلة جديدة يجب أن يختلف فيها نمط التفكير والتعاطي بالشأن العام وخدمة الناس.
وتابع: «كل من يأتي إلى موقع داخل الحزب يجب أن يدرك بأنه خادم للناس وليس العكس، كذلك يجب تعزيز رؤية الرئيس الأسد الذي تحدث عنها في أكثر من لقاء سواء مع اللجنة المركزية، أم خلال لقاءاته المكثفة التي جرت مع كوادر بعثية أكاديمية، أو كوادر اقتصادية، أو في لقاءاته مع اتجاهات مختلفة، ويجب أن يشكل البعث حاملاً حقيقياً لرؤى الأمين العام للحزب رئيس الجمهورية التي تمثل رؤى السوريين كلهم، وعلى الحزب وضع سياسات عامة معلنة لكل المواطنين، وأن تكون الحكومة هي الجهة التنفيذية، ففصل الحزب عن السلطة أيضاً جزء من عمل الحزب في المرحلة القادمة، لذلك وباختصار شديد اللجنة المركزية القادمة والقيادة المركزية القادمة أمامهما مهام كبيرة والأصعب لم نبدأ به بعد، فتحدياتنا ومشكلاتنا كثيرة، لكن يجب أن نتمتع بالشجاعة والجرأة والصراحة كي نستطيع أن نتجاوز المصاعب».
وشدد أبو عبد اللـه على أن الانتخابات الحزبية خلقت حراكاً اجتماعياً وليس سياسياً فقط، على المستوى الوطني السوري.