ثقافة وفن

ملتقى «دمشق» للفن التشكيلي يختتم أنشطته لهذا العام

| مايا سلامي- تصوير طارق السعدوني

اختتم مساء الأحد ملتقى «دمشق» الذي أقامه غاليري «البيت الأزرق» بمشاركة عدد من الفنانين السوريين الذين عبروا بلوحاتهم عن جمالية دمشق بما اختزنته ذاكرتهم من مشاعر وأحاسيس وصور ارتبطت بهذا المكان العريق.

كما تضمن حفل الختام تكريم الفائزين بمسابقة الشباب التي أطلقتها مؤسسة تقلا الثقافية في ألمانيا بهدف التعريف بمستوى الحراك التشكيلي السوري المعاصر في المجتمعات الأوروبية.

دمج الفائزين

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أوضح رئيس مجلس إدارة «مؤسسة تقلا» شوكت تقلا أن المسابقة أقيمت في بداية العام لعدد من الفنانين الشباب، حيث تم اختيار خمسة أسماء لعرض أعمالهم في ألمانيا ضمن متحف بيت الفن السوري الذي أنشأته أيضاً مؤسسة تقلا، منوهاً بأن هذا الملتقى تم بالتعاون مع غاليري «البيت الأزرق»، وأنه تم الاتفاق على دمج هؤلاء الفائزين مع فنانين كبار ضمن الملتقى على أن يتم في النهاية توزيع نتائج المسابقة والشهادات عليهم.

تبادل خبرات

وقال مدير غاليري «البيت الأزرق» سامر العيد: «اخترت لهذا الملتقى عنوان «دمشق» انطلاقاً من هذا المكان الذي هو بيت دمشقي في حي ساروجة القديم، وأردنا أن يعبر الفنان عن الصورة التي يرى نفسه فيها ضمن هذه المدينة، وكل شخص كان حراً بالتعبير عنه».

وأضاف: «تم التخطيط لهذا المشروع منذ سنة ومؤسسة تقلا الثقافية اقترحت توزيع الجوائز ومشاركة الفنانين الشباب مع جيل الفنانين القدماء ليكون هناك تبادل في الخبرات لأن الملتقيات تخلق هذه الحالة، فالرسم ضمن مجموعة من الممكن أن يساعد الآخر ويعطيه فكرة أو رأياً وهذا يفيد الطرفين».

بذرة إبداع

وبين عميد كلية الفنون الجميلة د. فؤاد دحدوح أن فكرة دمج جيلين من الفنانين هي التي دفعته للمشاركة ضمن هذا الملتقى، ولاسيما أن الجيل الجديد يحمل بذرة إبداع جميلة كانت واضحة في أعمالهم وتجاربهم.

وأوضح أنه رسم الحالات الإنسانية التي مرت بها سورية خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى أن الفنان يطرح مخزونه بطرق مختلفة وليس هناك شيء محدد يحكمه.

دائمة العطاء

وقال الفنان التشكيلي يعقوب إبراهيم: «جذبتني في البداية فكرة دمشق وكيفية تصويرها بوجهة نظر جديدة ومختلفة، وعبرت عنها بالفتاة وهي تحمل النور في الليل والنهار لأنها دائمة العطاء».

وأكد أن دمج الملتقى لجيلين مختلفين كانت فكرة رائعة جداً فدعم الفنانين الشباب أمر ضروري لتقدم الحركة التشكيلية في سورية، فهم من يصنعون التطور والتجديد، لأنهم يأخذون من تجارب الآخرين ويبنون عليها.

مكان ساحر

وأشار الفنان التشكيلي بسيم سباعي إلى أن الملتقى كان جميلاً بكل جوانبه الفنية والثقافية بالإضافة إلى المكان الساحر الذي أقيم فيه وأعطاه الكثير من الإلهام الذي انعكس على لوحاته. وأضاف: «لوحاتي كانت انطباعات قوية عن المكان والألوان والحياة من خلال الرموز الموجودة عن دمشق، وبالمرأة التي لها حضور قوي جداً بكل التفاصيل فأظهرتها بصورة قوية وجميلة ومتزنة».

تجريدية تعبيرية

وقال الفنان التشكيلي عدنان حميدة: «مشاركتنا في هذا الملتقى جاءت من أجل تكريم هؤلاء الشباب الفائزين بمسابقة مؤسسة تقلا المعنية بالثقافة التي أسست متحفاً للفن التشكيلي السوري في مدينة بريمن بألمانيا، وشرف كبير لي أنه كان بيني وبينهم تعاون منذ سنوات، وبالتعاون مع غاليري البيت الأزرق أقيم هذا الملتقى الذي استمر لخمسة أيام».

وأضاف: «عبّرت عن دمشق بطريقة تجريدية تعبيرية بلوحتين، تضمنت الأولى صورة وجهين لرجل وامرأة يجلسان على النافذة وفيها بقايا طبيعة صامتة، وفي الثانية رسمت وجه تمثال دمشقي استوحيته من مشاهداتي في المتاحف أعطيته دهشة تعبيرية قد تكون ألماً أو انتظاراً لشيء أجمل».

ليلة دمشقية

وبينت الفائزة بالجائزة الأولى بمسابقة مؤسسة تقلا الفنانة ندى العجوز أن هذه المسابقة مهمة جداً لفئة الشباب لمساعدتهم على البروز وإظهار مواهبهم ضمن هذا الوسط، منوهة بأن وجودهم مع فنانين كبار في هذا الملتقى أضاف لهم الكثير من الخبرة.

ولفتت إلى أنها شاركت في الملتقى بتصوير ليلة دمشقية عكست فيها العلاقة بين الشخصين والحوار الذي يدور بينهم.

فكرة الضوء

وأوضحت الفائزة بالمسابقة مايا زكزك أن موضوع المسابقة كان «اليوتوبيا» وأنها شاركت بلوحات فيها إضاءة، لأنها تحب تصوير فكرة الضوء، كما أنها حاولت أن تعكس التناقض بين الظلمة والضوء الذي يشبه التناقض الذي نعيشه في حياتنا اليوم.

وقالت: «وجودي مع فنانين كبار بخبرتهم ومعرفتهم ضمن هذا الملتقى وتواصلي معهم كان فرصة مهمة جداً لأنهل من نصائحهم وأطور أسلوبي، وجميعهم كانوا متعاونين».

محفز كبير

كما بين الفنان الشاب عارف نجدة عبدالله أن فكرة الجائزة كانت محفزاً كبيراً للشباب الموجودين في سورية وأعطتنا دافعاً للعمل والمنافسة وإنتاج الأشياء الجديدة.

وكشف أن موضوع المسابقة «المدينة الفاضلة» أعطاه دافعاً للتحرر من الأفكار والقيود لينطلق بمشاعره وأحاسيسه، منوهاً بأن المدينة الفاضلة موجودة بداخل كل إنسان وأنه عبر عنها بتجريد وأطلق على لوحاته اسم «بين الأرض والسماء» حيث تقع تلك المدينة من وجهة نظره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن