شؤون محلية

المؤسسة العامة للسكر وشركاتها التابعة بين الواقع والطموح … إعادة تأهيل شركة سكر مسكنة ووضعها في الاستثمار نهاية العام الحالي بطاقة إنتاجية عالية

| محمود شاهين

السكر مادة أساسية في حياة الإنسان، وسورية منذ البداية اعتنت عناية بالغة بهذه المادة وتأمينها، والاستغناء تدريجياً عن استيرادها فأحدثت مؤسسة خاصة بها، وأنشأت معامل عديدة موزعة على المحافظات السورية للاستفادة من الإمكانات الزراعية، وتوزع المواد الأولية اللازمة لإنتاج السكر، وتعرضت هذه المعامل للإرهاب.

وها هي المؤسسة تبدأ مرحلة الإقلاع بخطة وتوجيه من وزارة الصناعة لإعادة الحياة في كل معامل المؤسسة ومنتجاتها التقت «الوطن» الاستاذ عبد الحميد جنيد المدير العام للمؤسسة فحدثنا:

الإنشاء والواقع

أحدثت المؤسسة العامة للسكر بموجب المرسوم رقم 1446 تاريخ 5/7/1975 وتختص بإنشاء وتطوير صناعة السكر ومشتقاته وبالإشراف الكامل على شركات السكر ومعامل التابعة وإقامة المشاريع المتعلقة بهذه الصناعات.

تتبع للمؤسسة شركات سكر (حمص- تل سلحب- مسكنة- الرقة- دير الزور- جسر الشغور) ومعامل خميرة (دمشق- حلب- حرستا) ونتيجة الحرب الكونية والمؤامرة الدولية التي تعرض لها القطر العربي السوري فقد خرجت شركات سكر (دير الزور- الرقة- جسر الشغور- مسكنة) ومعامل خميرة (دمشق- حلب- حرستا) عن الإنتاج نتيجة تعرضها للتخريب والسرقة من قبل العصابات الإرهابية المسلحة.

الطاقات التصنيعية

وعن الطاقة التصنيعية للمؤسسة بيّن السيد المدير العام:

-شركة سكر حمص: وتضم المعامل التالية:

معمل لتكرير السكر الأحمر الخامي:

– يعمل على إنتاج السكر الأبيض من تكرير السكر الأحمر.

– الطاقة التصنيعية اليومية: 300 طن سكر أحمر/ يوم.

– الطاقة الإنتاجية اليومية: 250 طن سكر أبيض/ يوم.

– المنتجات: سكر أبيض ومولاس كحول.

معمل الخميرة:

– يعمل على إنتاج خميرة الخبز الطرية ويغطي الإنتاج محافظات /حمص- طرطوس-اللاذقية-/ وقسماً من محافظة حماة.

-الطاقة الإنتاجية اليومية 26 طن خميرة باليوم.

– الطاقة الإنتاجية السنوية: 7800 طن خميرة.

معمل الزيت والصابون:

– يعمل على إنتاج الزيت النباتي من عصر بذور القطن وإنتاج الصابون الشعبي وبعض المنتجات الثانوية

-الطاقة الإنتاجية اليومية 13,95 طن زيت بذور القطن.

– الطاقة الإنتاجية لقسم الصابون /3/ أطنان باليوم.

المنتجات: (زيت بذور) إضافة إلى المنتجات الثانوية (كسبة خشنة- كسبة ناعمة – لنت حلقة أولى وثانية – قشر بذور القطن- صابون).

معمل الكحول وغاز الكربون:

– يعمل على إنتاج الكحول الطبي والصناعي وغاز الكربون.

– الطاقة الإنتاجية اليومية /12,2/ طناً بنوعيه.

– الطاقة الإنتاجية السنوية 2165 طن كحول بنوعيه الطبي والصناعي.

– غاز الكربون 1,5 طن/ يوم

شركة سكر تل سلحب:

– تعمل على إنتاج السكر الأبيض من تصنيع الشوندر السكري.

– الطاقة التصنيعية: 3800 طن شوندر سكري في اليوم.

– المنتجات: سكر أبيض- مولاس- تفل شوندر.

الشركة جاهزة فنياً للتصنيع ولكنها متوقفة عن الإنتاج بسبب عدم زراعة الشوندر السكري خلال الأعوام السابقة بالكميات الكافية للتشغيل الاقتصادي وقرار إيقاف زراعة الشوندر لمدة عامين منذ عام 2022 من قبل اللجنة الاقتصادية.

شركة سكر الغــاب:

– تعمل الشركة على تصنيع الشوندر السكري وتكرير السكر الأحمر.

– الشركة متوقفة عن الإنتاج منذ عام 2015 بسبب وقوعها تحت سيطرة العصابات الإرهابية لغاية تاريخه.

شركة سكر دير الزور:

– تعمل على تصنيع الشوندر السكري.

-الشركة متوقفة عن الإنتاج بسبب تعرضها للتخريب منذ عام 2012 لتاريخه.

شـــركة ســـكر الرقــــة:

– تعمل على تصنيع الشوندر السكري.

– الشركة متوقفة عن الإنتاج منذ عام 2013 بسبب تعرضها للسرقة والتخريب.

شركة سكر الثورة (مسكنة):

-تعمل على تصنيع الشوندر السكري.

معامل متوقفة حالياً

وعن واقع الشركات والمعامل التابعة للمؤسسة تحدث الأستاذ جنيد فبيّن العامل منها والمتوقف لظروف الحرب:

توقفت الشركة عن الإنتاج منذ عام 2012 لوقوعها تحت سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة وتم تحريرها في الشهر السادس عام 2017، وتم توقيع عقد استثمار للشركة مع شركة /المسير/ لإعادة تأهيل الشركة ووضعها في الاستثمار نهاية العام الحالي وبطاقة إنتاجية

معمل خميرة دمشق (شبعا):

– يعمل على إنتاج خميرة الخبز الطرية.

-المعمل متوقف منذ الشهر التاسع من عام 2013 وتعرض للتخريب والسرقة بشكل كبير من قبل العصابات الإرهابية المسلحة.

وقد تم توقيع عقد استثمار مع شركة /خربوطللي وضهرو/ لإعادة تأهيل المعمل وبطاقة إنتاجية قدرها (50) طن خميرة / باليوم.

معمل خميرة الشهباء (حلب):

– يعمل على إنتاج الخميرة الطرية والجافة.

-المعمل متوقف عن الإنتاج منذ الشهر العاشر لعام 2012 وبعد أن تم تحريره والكشف عليه تبين أنه تعرض للتخريب والسرقة بشكل كامل.

معمل الخميرة الوطنية (حرستا):

-يعمل على إنتاج الخميرة الطرية.

-المعمل متوقف منذ الشهر التاسع 2014 وتعرض للتخريب والسرقة بشكل كبير من قبل العصابات الإرهابية المسلحة.

الوضع العمالي في الشركة

وحين سألناه عن وضع العمال حالياً تحدث عن الواقع والنقص والمؤمل فقال:

عدد العمال الفعلي للمؤسسة مع شركاتها ومعاملها التابعة موقوفاً حتى 31/12/2023 هو (1168) عاملاً، والنقص بسبب خروج بعض المعامل عن الخدمة.

وتقوم المؤسسة بتخديم العمال وتأمين النقل من مكان إقامتهم إلى مكان العمل وتقديم الطبابة لجميع العمال والرعاية الصحية لهم كما تقوم المؤسسة بتوفير دور الحضانة للأخوات العاملات في شركة سكر حمص وشركة سكر تل سلحب.

الــوضع الإنتاجي والتسويقي

1- يتم تسليم مادة السكر الأبيض إلى مؤسسات التدخل الإيجابي وإدارة التعيينات بالجيش العربي السوري.

2- يتم تسليم كامل مادة الخميرة الطرية المنتجة إلى الشركة العامة للمخابز والمخابز الاحتياطية والجمعيات الحرفية لصناعة الخبز.

3- يتم بيع مادة الكحول الطبي إلى كل المتعاملين بالمادة والمرخصين بشكل أصولي.

4- يتم تسليم مادة الزيت النباتي والصابون إلى كل من المؤسسة السورية للتجارة والمؤسسة الاجتماعية العسكرية وإدارة التعيينات العسكرية.

5- يتم تسليم مادة الكسبة بنوعيها وقشر بذور القطن إلى المؤسسة العامة للأعلاف.

6- يتم تسليم مادة تفل الشوندر إلى المؤسسة العامة للأعلاف.

7- يتم بيع مادة غاز الفحم إلى شركات القطاع الخاص ومصنعي المشروبات الغازية.

8- يتم بيع مادة اللنت بنوعيه حلقة أولى وثانية عن طريق الإعلان.

إن جميع المنتجات الرئيسية والثانوية للشركات والمعامل التابعة للمؤسسة مسوقة ومبيعة وتحتفظ المؤسسة بكمية 300 طن كحول طبي و200 طن زيت قطن كاحتياطي إستراتيجي.

مبيعات المؤسسة

بلغت مبيعات المؤسسة العامة للسكر نهاية عام 2023 28,237,458,000.

– مبيعات حمص بلغت 19,636,539,000.

– مبيعات سلحب بلغت 8,600,919,000.

الصعوبات التي تعاني منها المؤسسة والشركات التابعة

الصعوبات التي تواجه المؤسسة كبيرة بيّنها السيد جنيد فيما يلي:

خروج شركات السكر (دير الزور- الرقة- مسكنة -جسر الشغور) ومعامل الخميرة (دمشق- حلب- حرستا) عن الإنتاج وتعرضها للتدمير والسرقة من قبل العصابات الإرهابية المسلحة وصعوبة إعادة تأهيلها من قبل المؤسسة.

توقف معمل التكرير في شركة سكر حمص عن الإنتاج لعدم توافر المادة الأولية (السكر الأحمر) وذلك بسبب عزوف العارضين عن تقديم هذه المادة بسبب طريقة الإعلان عن تأمين هذه المادة.

تدني كميات الشوندر السكري المزروعة بشكل كبير خلال السنوات الماضية والتي لا تكفي لتشغيل شركة سكر تل سلحب بشكل اقتصادي.

تدني كميات بذور القطن اللازمة لتشغيل معمل الزيت في شركة سكر حمص وذلك لتراجع زراعة القطن ضمن القطر.

استيراد مادة الميلاس اللازمة لتصنيع مادة الخميرة في شركة سكر حمص وذلك لتوقف شركة سكر تل سلحب عن التصنيع لعدم توافر كميات الشوندر.

استيراد مادة الميلاس اللازمة لتصنيع الكحول الطبي في شركة سكر حمص وذلك لتوقف معمل التكرير في الشركة لعدم توافر المادة الأولية.

ارتفاع أسعار حوامل الطاقة من فيول وكهرباء بشكل كبير ما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة المنتج.

ارتفاع رسم الانفاق الاستهلاكي على مادة الكحول والتي تصل إلى نسبة 20 بالمئة.

بيع مادة الخميرة المنتجة في معمل خميرة حمص بأسعار إدارية تقل عن التكلفة وقيام وزارة المالية بتغطية الفرق بين سعر البيع والتكلفة.

عدم التمكن من تنفيذ بعض المشاريع الاستثمارية وعمليات الاستبدال والتجديد في بعض الشركات بسبب عدم توافر فوائض متاحة.

أهم التوجهات الرئيسية للعمل
في المرحلة المقبلة

المتابعة المستمرة لتأمين جميع مستلزمات الإنتاج اللازمة لاستمرار العملية الإنتاجية في الشركات والمعامل.

العمل على استغلال الطاقات المتاحة لتحقيق أفضل النتائج من حيث رفع المردود وتخفيض الفاقد وترشيد الإنفاق.

تأمين مخصصات معمل الزيت والصابون التابع لشركة سكر حمص من بذور القطن وفقاً للطاقة المتاحة للمعمل والإعلان عن تأمين مادة زيت عباد الشمس الخام وبذور عباد الشمس الزيتي في حال عدم توافر بذور القطن والإعلان عن التشغيل للغير في حال انخفاض كميات بذور القطن الموردة.

متابعة العمل على تأمين مادة السكر الأحمر (الخامي) لضمان استمرار عمل شركة سكر حمص على مدار العام.

العمل على إعادة زراعة الشوندر السكري لتأمين الكميات اللازمة لتشغيل شركة سكر تل سلحب حيث تم سابقاً تشكيل فريق فني مشترك من وزارة الصناعة ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لتأمين الشوندر السكري من خلال توقيع عقود أصولية مع الإخوة الفلاحين.

الإعلان عن التكرير بالأجرة في حال عدم وجود فارق اقتصادي بين مادتي السكر الأحمر الخامي والسكر الأبيض وذلك بغية استغلال الطاقة التصنيعية المتاحة.

وانطلاقاً من الاستفادة من الطاقات المتاحة والتجهيزات في الشركات والمعامل التابعة لوزارة الصناعة وبتوجيهات ومتابعة مستمرة وميدانية من السيد وزير الصناعة فقد تم العمل كخطوة أولى على الاستفادة من مجففات تفل الشوندر الموجودة في شركة سكر تل سلحب والمتوقفة عن العمل منذ مدة طويلة، وتم إجراء بعض التعديلات الميكانيكية والكهربائية على أحد هذه المجففات من قبل الكوادر الفنية في شركة سكر تل سلحب والفريق الفني المشكل من وزارة الصناعة وبكلفة مالية بسيطة وأصبح جاهزاً للاستخدام لتجفيف مادة الذرة الصفراء وبطاقة إنتاجية 800 طن / باليوم ونسبة مادة جافة تصل إلى ما بين 10– 13,9 بالمئة، ويجري العمل حالياً على إعادة تأهيل المجفف الثاني الموجود.

كما يتم العمل حالياً على إعادة تأهيل شركة سكر تل سلحب لاستقبال دورة التصنيع خلال عام 2025 بدلاً من عام 2026.

إن هذه الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصناعة ممثلة بالسيد وزير الصناعة ومتابعته المستمرة يمكن أن تنعكس على تطوير الصناعة من خلال توفير مادة السكر الأبيض والاستغناء عن الاستيراد وكذلك توفير مادة الميلاس اللازمة لمعامل الخميرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن