قضايا وآراء

نكبات نتنياهو ومصيره المحتوم

| هديل محي الدين علي

أي نكبات تلك التي نزلت على رأس بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأي ثمن باهظ بانتظاره بعدما عاث فساداً في الأراضي المحتلة.

من تحت دلف قضايا الفساد إلى تحت مزراب قضايا جرائم الحرب الإرهابية، مصير لم يكن متوقعاً حتى في أقصى كوابيسه، وهو أمر أكدته وسائل إعلام إسرائيلية، التي قالت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يشعر بقلق بالغ إزاء احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرة اعتقال باسمه بسبب العملية العسكرية في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه طلب المساعدة من بريطانيا وألمانيا، بينما أفادت صحيفة «معاريف» نقلاً عن مصادر سياسية أن نتنياهو بذل في الأيام الأخيرة جهوداً كبيرة لمنع مثل هذا التطور للأحداث، بما في ذلك الضغط غير المباشر على الرئيس الأميركي جو بايدن، ووفقاً لما ذكرته الصحيفة قد يكون الأمر مسألة وقت فقط قبل أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، وقد تضع المحكمة أيضاً وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الأركان العامة هرتسي هاليفي على قائمة المطلوبين.

التأثيرات الناتجة عن هذه المخاوف التي قضّت مضاجع نتنياهو، حملت مستويين: الأول خارجي والثاني داخلي، ففي المستوى الأول ذكر موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي أن نتنياهو «تحت ضغط غير عادي» بشأن احتمال صدور مذكرة الاعتقال، وهو ما سيكون بمنزلة تدهور واسع في مكانة إسرائيل الدولية. وأضاف: إن نتنياهو يقود «حملة متواصلة عبر الهاتف» لمنع صدور مذكرة الاعتقال، مع التركيز بشكل خاص على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن المحكمة الجنائية الدولية تستعد لإصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين حكوميين كبار بتهم تتعلق بمنع إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة واتباع رد شديد القسوة على الهجمات التي قادتها «حماس» في 7 تشرين الأول الماضي على إسرائيل.

التأثير الخارجي المباشر لهذه المخاوف يتمحور حول النظرة الدولية للكيان الصهيوني والتي بدأت تترنح، حيث يُنظر إلى أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة في معظم أنحاء العالم على أنها توبيخ أخلاقي مهين لإسرائيل، التي واجهت منذ أشهر ردود فعل دولية عنيفة بسبب سلوكها في غزة، بما في ذلك من الرئيس بايدن، الذي وصفها بأنها «تجاوزت الحدود».

أما على المستوى الثاني وهو المستوى الداخلي فإن التأثير بدأ بتذمر جيش العدو من قرارات المستويين السياسي والعسكري الأعلى، حيث أفادت «قناة 12» الإسرائيلية بأن نحو 30 جندياً من قوات الاحتياط التابعة للواء المظليين في الجيش رفضوا أوامر عسكرية بالاستعداد لعملية عسكرية في مدينة رفح.

وحسب تقرير للقناة، فإن الجنود رفضوا أوامر الاستعداد وأبلغوا قادتهم بأنهم لن يلتحقوا بوحدتهم لأنهم «لم يعودوا قادرين على القتال»، مشيرة إلى أن «القادة العسكريين لا يعتزمون إجبار عناصر الاحتياط» على المشاركة في العملية، وذكرت أن عدم مشاركتهم «لن يؤدي إلى فجوة عملياتية»، في حين أشار التقرير إلى أن ذلك يكشف عن «حالة الاستنزاف التي تعاني منها قوات الاحتياط بعد أشهر من القتال».

نكبات نتنياهو لن تنتهي حتى بانتهاء الحرب الهمجية على غزة، فآثار الجرائم الإسرائيلية ونظام الفصل العنصري الصهيوني تجاوزت الحرب العادية بين قوات احتلال معتدية وشعب مقاوم يدافع عن أبسط حقوقه، لذلك لابد لنتنياهو أن يواجه مصيره المحتوم طال زمنه أم قصر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن