عربي ودولي

الشرطة اعتقلت 900 متضامن مع فلسطين من جامعات أميركية.. واعتصام ملبورن مستمر … اتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية المنددة بالعدوان الإسرائيلي إلى فرنسا وبريطانيا وألمانيا

| وكالات

مع اتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة وامتداداً إلى دول أخرى تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، يواصل طلبة جامعة ملبورن الأسترالية اعتصامهم داخل حرم الجامعة لليوم الخامس تضامناً مع فلسطين.
ونقلت وكالة «وفا» أمس الإثنين عن الطالبة الفلسطينية ناديا الشاعر قولها: إن عدداً كبيراً من طلبة الجامعة يواصلون اعتصامهم داخل الخيام التي نصبوها في حرم الجامعة منذ خمسة أيام، تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وأضافت الشاعر: إن الطلبة يعبرون من خلال اعتصامهم عن تضامنهم مع طلبة قطاع غزة الذين حرموا من استكمال تعليمهم المدرسي والجامعي منذ بدء العدوان، مشيرة إلى أن طلبة الجامعة مصرون على الاستمرار بالاعتصام للضغط على إدارتها من أجل تغيير سياساتها ومواقفها من العدوان الإسرائيلي.
وأكدت الشاعر أهمية الحراك الطلابي في كل أنحاء العالم بالتأثير في الرأي العام، وحشد الدعم والتضامن والضغط من أجل إنهاء العدوان، لافتة إلى أن اعتصام طلبة جامعة ملبورن دفع نائب رئيس الجامعة إلى تقديم استقالته، وأن الطلبة سيواصلون حملتهم للتأثير في مؤسسات تعليمية أخرى.
وتسبب عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع بحرمان 625 ألف طالب من استكمال تعليمهم، وباستشهاد أكثر من 6417 منهم، وتعرض أكثر من 60 بالمئة من المباني المدرسية للقصف أو الضرر بشكل مباشر.
يأتي ذلك في حين تشهد العشرات من الجامعات الأميركية حراكاً طلابياً منذ نحو 12 يوماً تضامناً مع فلسطين، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي على القطاع، واتسعت رقعة الحراك الطلابي لتصل إلى بعض الجامعات في الدول الأوروبية وكندا وأستراليا، إذ تواصلت الاحتجاجات يومي السبت والأحد في مختلف الجامعات الأميركية تضامناً مع فلسطين وقطاع غزة ضد الهجمات الإسرائيلية.
وحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية، شهد حرم العديد من الجامعات الأميركية، نهاية الأسبوع الفائت، تظاهرات ومبيتاً داخل الخيام تضامناً مع غزة، وسط قلق من بقاء مراسم التخرج السنوية في ظل هذه الفعاليات.
الطلاب المشاركون في الاحتجاجات نددوا بالدعم الأميركي لإسرائيل، مطالبين بوقفه، بينما أشارت المعلومات إلى أن عدد الطلاب المعتقلين خلال احتجاجات الجامعات الأميركية بلغ 900 طالب.
وتعصف الاحتجاجات بعدة جامعات في الولايات المتحدة، وتتعرض احتفالات التخرج المقبلة لتهديدات من جانب متظاهرين ينددون بالقصف الإسرائيلي لقطاع غزة وعدد القتلى المتزايد هناك، ويطالب العديد من الطلاب إدارات جامعاتهم بقطع العلاقات المالية مع إسرائيل، بسبب الحرب الواسعة النطاق في غزة.
جامعة كولومبيا التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الطلابية بمدينة نيويورك، شهدت خلال الأيام الماضية انطلاق مفاوضات بين الطلاب وإدارة الجامعة بشأن التظاهرات المقامة داخل الحرم الجامعي، وبدورها شهدت جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس، صدامات الأحد بين مؤيدين لإسرائيل ومتضامنين مع فلسطين، ما استدعي تدخل قوات الأمن، أما في جامعة جنوب كاليفورنيا، فقد تم السماح للطلاب المؤيدين لفلسطين بدخول الحرم الجامعي بعد أيام من حرمانهم من ذلك.
وفي سياق متصل، أعلنت جامعة كاليفورنيا التقنية قراراً بـ«الإغلاق الاضطراري» بعدما ملأ طلاب متظاهرون من أجل فلسطين قاعتين فيها، وذلك بالتوازي مع قرار آخر بتأجيل مراسم التخرج، وإلى مدينة سانت لويس، حيث شهدت توقيف الشرطة الأميركية المرشحة الرئاسية لحزب الخضر جيل ستاين في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، السبت، بجامعة واشنطن.
وفي بيان صادر عنها، قالت الجامعة: تم توقيف 100 شخص ممن شاركوا في التظاهرات الطلابية بالجامعة، بينهم 23 طالباً و4 موظفين، كذلك أوقفت شرطة بوسطن 102 شخص خلال فض احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في جامعة نورث إيسترن، في حين قامت قوات الشرطة بإزالة خيم الطلاب المتظاهرين.
في الأثناء، شهدت جامعتا بلومنغتون وأريزونا احتجاجات طلابية مشابهة، نهاية الأسبوع، في وقت أعلن فيه أكاديميون بجامعات كاليفورنيا وجورجيا وتكساس «إجراء تصويت لحجب الثقة» عن إدارة الجامعة، في خطوة رمزية للاحتجاج على «معاقبتها الطلاب المحتجين بالإقصاء أو إجراءات قانونية أخرى».
وتتواصل احتجاجات الجامعات الأميركية بالتوازي مع اتساع رقعتها في جامعات دول أخرى مثل أستراليا وفرنسا ومصر، في خطوة للتضامن مع فلسطين وقطاع غزة ضد الهجمات الإسرائيلية، وفي 18 نيسان الجاري، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد التظاهرات إلى عشرات الجامعات بمختلف أنحاء الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
ولاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات أخرى في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا شهدت جميعها تظاهرات داعمة لتلك التي عرفتها الجامعات الأميركية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن