الأولى

فيصل بن فرحان: رغبة صادقة في تنفيذ هذا الحل.. بوريل: الاعتراف الأوروبي قريب.. بلينكن: يجب وضع مسار لإنشائها … الاحتجاجات الدولية تجاه حرب الإبادة تعيد ملف الاعتراف بفلسطين

| الوطن

حضرت غزة ومعها ملف الاعتراف بدولة فلسطينية على طاولة النقاشات السياسية المتسارعة في المنطقة، بعد احتجاجات طلابية وشعبية اجتاحت الولايات المتحدة وأوربا حيث كشفت التصريحات الفلسطينية والعربية ومعها الأميركية الجديدة الصادرة من الرياض عن اتجاه دولي باتجاه خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية، لكن لا يريد كيان الاحتلال القبول بها لاسيما مع اعتبار رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو بأن مثل هذه الخطوة تمثل خطراً وجودياً على كيانه.

العاصمة السعودية الرياض التي استضافت الحراك السياسي الأبرز في المنطقة أمس، كشف وزير خارجيتها فيصل بن فرحان خلال ترؤسه الاجتماع العربي الإسلامي- الأوروبي لدعم حل الدولتين، عن وجود رغبة صادقة في تنفيذ هذا الحل، مشدداً على أن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته «غير قابل للتصرف، ويجب تلبيته»، وقال: إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي لا تزال خارج الإجماع الدولي على ضرورة وقف الحرب في غزة.

من جانبه، كشف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ أن هناك دولاً أوروبية مستعدة للاعتراف بدولة فلسطين، وأخرى تعمل على تهيئة الظروف المناسبة لذلك.

وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قوله، خلال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في العاصمة السعودية: إنه من المتوقّع أن يعترف عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطينية بحلول نهاية أيار.

من جهته اعتبر وزير الخارجية النرويجي سبن بارث إيدي أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة حاسمة وأزمات عميقة، وقال: يجب التفكير في كيفية المضي نحو حل مستدام لإسرائيل والفلسطينيين.

ولم تغب غزة التي نزفت أمس المزيد من الشهداء، عن اجتماعات الرياض، وبحث وزراء خارجية اللجنة العربية السداسية، مع نظيرهم الأميركي أنتوني بلينكن، أهمية التوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وإنهاء الحرب، بما يضمن حماية المدنيين؛ وفقاً للقانون الإنساني الدولي.

وزير الخارجية الأميركي أكد وجوب إنهاء الحرب ووضع مسار لإنشاء دولة فلسطينية، لافتاً إلى أنه بغياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكن لبلاده دعم عملية عسكرية «كبيرة» برفح!

وقال بلينكن في مقابلة معه ضمن فعاليات منتدى الاقتصاد المنعقد في الرياض: «يجب إنهاء الصراع في غزة ووضع مسار لإنشاء دولة فلسطينية، للمضي في طريق التطبيع بين إسرائيل ودول عربية»، مضيفاً: «نشهد أسوأ أزمة في الشرق الأوسط منذ عام 1948» وهو عام تأسيس إسرائيل وتهجير الفلسطينيين القسري من أراضيهم، مؤكداً: «نبذل جهوداً مع شركائنا (العرب الإقليميين والدوليين) لإنهاء الصراع في غزة وضمان عدم اتساع رقعته».

أما بالنسبة لمفاوضات التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، قال بلينكن: «بين يدي حماس مقترحٌ سخي للغاية (!) ونأمل أن تتخذ القرار الصحيح والصائب سريعاً بدعم مقترحات وقف إطلاق النار»، وفق تعبيره.

وخلال أعمال المنتدى كشف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن قرب توصل المملكة والولايات المتحدة إلى اتفاق أمني بينهما، وقال: إن العمل الصحيح هو الدفع لإقرار حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير. مضيفاً: إن «حلّ هذا النزاع يعزز استقلالية هذه المنطقة، وهذا يمثل فرصة لإيران للانخراط فيها من خلال تعزيز السلام والتعاون». وقال: «أعتقد بأن إيران ودولاً أخرى ستنظر بجدية لهذا المسار، وستلتحق به (…) إيران ولسنوات طويلة تدفع لمنطقة تعتمد على نفسها في تقرير أمنها، وهذه فرصة أمامها لتحقيق هذا المسعى».

واتسعت رقعة الحراك الطلابي لتصل إلى بعض الجامعات في الدول الأوروبية وكندا وأستراليا، إذ تواصلت الاحتجاجات يومي السبت والأحد في مختلف الجامعات الأميركية تضامناً مع فلسطين وقطاع غزة ضد الهجمات الإسرائيلية.

وشهد حرم العديد من الجامعات الأميركية، نهاية الأسبوع الفائت، تظاهرات ومبيتاً داخل الخيام تضامناً مع غزة، وسط قلق من بقاء مراسم التخرج السنوية في ظل هذه الفعاليات.

الطلاب المشاركون في الاحتجاجات نددوا بالدعم الأميركي لإسرائيل، مطالبين بوقفه، بينما أشارت المعلومات إلى أن عدد الطلاب المعتقلين خلال احتجاجات الجامعات الأميركية بلغ 900 طالب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن