نتنياهو وقائمة طلباته من أوباما قبل انتهاء ولايته
| تحسين الحلبي
أعلن الناطق باسم البيت الأبيض في يوم الجمعة الماضي أن الرئيس أوباما «أذاب برودة علاقات إدارته في الأشهر الماضية مع نتنياهو وقرر إلقاء كلمة في قاعة السفارة الإسرائيلية في واشنطن لذكرى المحرقة»، وكان نتنياهو قد أعلن لكيري من (دافوس) في سويسرا أن إسرائيل تطلب الآن زيادة المساعدة المالية السنوية التي تخصصها لها واشنطن من 3 مليارات إلى 5 مليارات لأن نفقاتها العسكرية ستزداد بعد حصول إيران على أموالها المجمدة في أعقاب رفع العقوبات، وبالمقابل يتحدث المسؤولون في إسرائيل أن كل مصلحة تحققها الولايات المتحدة في المنطقة ستتحول إلى مصلحة إسرائيلية تخدم أهداف الحكومة الإسرائيلية في المنطقة، ويبدو أن نتنياهو بدأ يعد قائمة من الطلبات التي تحقق لإسرائيل عدداً من الأهداف أولها رعاية إدارة أوباما قبل رحيلها في نهاية العام لجهود مع الدول الحليفة لها لإجراء تطبيع علني مع إسرائيل وخصوصاً المغرب ودول الخليج والسودان. وثاني هذه الأهداف: التعامل الطبيعي مع المستوطنات في الضفة الغربية واستيراد منتجاتها بحجة أن هذه المستوطنات تقوم بتشغيل الفلسطينيين في مصانعها، وثالث هذه الأهداف: ممارسة الضغوط على القيادات الفلسطينية للتجاوب مع الشروط الإسرائيلية لخطة السلام ومن دون دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وكان لأوري أريئيل وزير الاستيطان قد طالب الدول العربية النفطية الغنية برصد مليارات من الدولارات لتوطين الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية في دول مجاورة لأن الضفة الغربية لن تتسع لليهود وللفلسطينيين معاً، ويذكر أن عدد المستوطنين في أراضي الضفة الغربية وفي مدينة القدس أصبح 900 ألف أي 35% من أصحاب الأرض الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت قبل ساعات من اجتماع نتنياهو في (دافوس) بوزير الخارجية الأميركي جون كيري قبل أيام عن مصادرة 380 فداناً من الأراضي قرب مدينة أريحا في الضفة الغربية.
وكانت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية قد ذكرت في 11 كانون الثاني الجاري أن وزير الاستيطان والزراعة (أوري أريئيل) قد طلب من الحكومة الإعلان عن ضم جميع الأراضي التي تحمل صفة (سي) وهي تشكل 62% من أراضي الضفة الغربية ويوجد فيها معظم المستوطنات وقال أريئيل: «يتعين أن نبلغ نتنياهو و(الكنيست) البرلمان أن الوقت قد حان للإعلان عن ضم هذه الأراضي في هذه المرحلة ثم سيحين الوقت بعد ذلك لضم الأراضي ذات صفة (أ) و(باء) ولا مانع الآن أن يبقى في أراضي (سي) الخمسون ألفاً من الفلسطينيين الذين يقيمون قرب المستوطنات».
وكان وزراء إسرائيليون وآخرون وأعضاء كنيست قد طلبوا من الحكومة عدم انتظار نتائج أزمات الربيع العربي والانقسام والضعف الذي ستتعرض له بعض الدول والبدء منذ هذه اللحظة بتسريع إجراءات تهويد القدس وإجراءات ضم معظم أراضي الضفة الغربية وإعداد خطة لترحيل أكبر عدد من الفلسطينيين إلى خارج الضفة الغربية بتنسيق مع بعض الدول العربية القادرة على تخصيص أموال كثيرة لنفقات توطينهم؟!
وكان الوزير (أريئيل) نفسه قد دعا في 2/11/2015 بموجب ما نشرته المجلة الإسرائيلية الإلكترونية (972mag) إلى التعاقد مع دولة لم يحدد اسمها توافق على توطين الفلسطينيين من الضفة الغربية مقابل مبلغ من المال أو مقابل أسلحة تحتاجها هذه الدولة. ومما لا شك فيه أن الملايين من الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة يتعرضون الآن لأشد الصعوبات من قوات الاحتلال ومن الظروف الاقتصادية والحصار بجميع أشكاله وبالمقابل ما تزال إسرائيل تعد لحرب واسعة النطاق على مليونين من الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة وهذا ما أشار إليه وزير الدفاع الإسرائيلي (موشيه يعالون) حين قال إن تحديد ساعة الصفر ضد قطاع غزة إجراء سهل ما دام الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد دوماً.
ومن الواضح أن يعالون ينتظر الضوء الأخضر الأميركي الذي يتبنى دوماً سياسة التوسع الإسرائيلية في الحرب وفي الاستيطان وفي ترحيل الفلسطينيين بموجب ما يقوله الإسرائيليون علناً.