أكد أن مذكرات اعتقال «الجنائية الدولية» هي المحفز القوي … إعلام إسرائيلي: الليونة مرتبطة بالتهديد للمسؤولين وعلى رأسهم نتنياهو
| وكالات
تناول الإعلام الإسرائيلي مخاوف من إصدار المحكمة الجنائية الدولية، مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين على رأسهم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مؤكدين أن هذه المخاوف ناجمة عن إشارات ومؤشرات حقيقية من مسؤولين قضائيين كبار، وليست إشاعات كما قيل في الأيام الأخيرة.
ونقلت القناة «الـ12» الإسرائيلية عن محلل الشؤون السياسية فيها غيل تماري أن هناك قلقاً كبيراً في إسرائيل وخاصة لدى نتنياهو من إمكانية أن يصدر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية هذه المذكرات، مضيفاً إن إسرائيل تستعد لإمكانية صدورها، وأكد أنه إذا حدث ذلك فإن قادة إسرائيل سيجدون أنفسهم في وضع صعب، لافتاً إلى أن التقديرات تشير إلى أن هذه المذكرات ستصدر هذا الأسبوع أو ربما الأسبوع المقبل.
وقال يارون أبراهام مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ12 إن هناك مخاوف حقيقية في إسرائيل من أن يحدث ذلك قريباً، وربما قبل نهاية الشهر، لافتاً إلى أن نتنياهو يجري بنفسه استشارات مكثفة بشأن هذه القضية، ولديه مخاوف كبرى من إمكانية صدور تلك المذكرات.
وأكد أبراهام أن هذه المخاوف ناجمة عن إشارات ومؤشرات حقيقية من مسؤولين قضائيين كبار، وليست إشاعات كما قيل في الأيام الأخيرة، لافتاً إلى أن هذه الإشارات تقول إن المدعي العام كريم خان بات جاهزاً لاتخاذ هذا القرار، وتحدثت وزارة الخارجية الإسرائيلية مساء الأحد الفائت في بيان، عن شائعات بشأن احتمال أن تصدر الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين سياسيين وعسكريين كبار.
بدورها، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، عن مسؤول إسرائيلي «رفيع ومطلع» على المفاوضات في القاهرة، قوله إن «الليونة الإسرائيلية الكبيرة ليست معزولة عن التهديد المرعب ضد المسؤولين، وعلى رأسهم نتنياهو بشأن إمكانية إصدار المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي كريم خان مذكرات اعتقال دولية ضدهم، وهذه خطوة غير مسبوقة ولها دلالات إستراتيجية وشخصية كبيرة جداً».
وأضافت الصحيفة إنه «حتى لو لم يكن الأمران مرتبطين ببعضهما مباشرة، فلا شك أن مذكرات اعتقال هي محفز قوي جداً، بكل ما يتعلق ببنيامين نتنياهو خصوصاً، على ليونة إسرائيلية حيال موضوع المخطوفين، وكذلك حيال الاستعداد الإسرائيلي لبحث إمكانية وقف القتال لأمد طويل، وهذه صياغات باتت إسرائيل مستعدة لبحثها الآن».
وأشار التقرير إلى خلافات إسرائيلية داخلية حول صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار داخل «كابينيت» الحرب، وبين «كابينيت» الحرب و«الكابينيت» السياسي الأمني، وكذلك بين نتنياهو وبين الوزيرين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ووصف التقرير هذه الخلافات بأنها «دراما إسرائيلية».
وأضاف إن «الدراما الدولية» تتمثل بـ«معلومات حساسة» وصلت إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة ومفادها أن المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية «يدرس بجدية» إصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي وآخرين في القيادة الإسرائيلية.
ووفقاً للتقرير، فإن هذه المعلومات «هزّت نتنياهو»، كما أن أشخاصاً يتعاملون معه يصفونه بأنه «فزع»، ويصفون الوضع كلّه بأنه «حالة ذُعر»، ويدفع نتنياهو أي أحد بإمكانه ممارسة ضغوط على المدعي كريم خان، وضمن ذلك الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ الذي يجري اتصالات بهدف «لجم كرة الثلج قبل أن تبدأ بالتدحرج».
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن حماس طالبت عبر الوسطاء بالحصول على ضمانات بأن الاتفاق سيؤدي في نهاية المطاف إلى وقف كامل للحرب، ونقلت «كان11» الإسرائيلية عن مصادر مطلعة إن المقترح المطروح يتضمن هدنة مؤقتة وتبادل الأسرى، ومن ثم مواصلة المحادثات بشأن إطلاق سراح بقية الرهائن الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب.
ووفقاً للتقرير، سيتم تحديد مدة وقف إطلاق النار وفقاً لعدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم في إطار الصفقة المحتملة، من جانبها ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن الكيان الإسرائيلي يطالب بالإفراج عن 33 أسيراً إسرائيلياً في إطار الصفقة، على حين تقول حركة حماس إنها مستعدة لإطلاق سراح 20 أسيراً من النساء وكبار السن والمرضى.
ووفقاً لـ«قناة 13»، فإن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن رد قيادة حماس في غزة متمثلة برئيس الحركة يحيى السنوار، سيسلم إلى الوسطاء في الأيام القليلة المقبلة، علماً أن وفداً من حماس وصل إلى القاهرة أول من أمس الإثنين، واجتمع بممثلي مصر وقطر وناقش المقترح الذي تم التفاوض عليه بين «إسرائيل» ومصر، بعد أشهر من المفاوضات غير المثمرة.
إلى ذلك تظاهر آلاف الصهاينة في تل أبيب، وطالبوا حكومة بنيامين نتنياهو بالعمل الفوري على التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، واعتبروا أن اجتياح الاحتلال المقرر لرفح «يمكنه الانتظار»، وأن الأولوية تقتضي إبرام صفقة تبادل أسرى فورية مع حركة حماس.
وبعد فيديو القسام الأخير، الذي أشعل شوارع «تل أبيب»، وصفع جميع عائلات الأسرى، ليصدّقوا يقيناً أن نتنياهو يقتل أبناءهم الأسرى بغزة، بتعنّته ومماطلته في عقد صفقة تبادل وإطلاق سراحهم من غزة.
بينما يصعد حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف الضغوط عليه لرفض مقترح التهدئة في غزة، مهددين بالانسحاب من الحكومة إذا تراجع عن اجتياح رفح، وكشفت إذاعة العدو أنه تم تحديد موعدين لعملية الاحتلال في رفح قبل تأجيلها بسبب الضغوط الدولية.
ونقلت إذاعة جيش العدو صباح أمس عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية إنه «إذا تم التوصل إلى صفقة (تبادل أسرى) فمن المؤكد أنه سيتم تأجيل العملية في رفح، لكننا لن نوافق على مماطلة حماس، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال اليومين أو الأيام الثلاثة المقبلة، فسيتم إصدار الأمر بشن الهجوم على رفح».
وأكد نتنياهو خلال لقائه عائلات الأسرى لدى المقاومة في غزة قائلاً: «قواتنا ستدخل رفح لاستئصال حماس سواء تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أم لا، وفكرة إنهاء الحرب قبل تحقيق الأهداف ليست خياراً مطروحاً وإن فكرة إنهاء الحرب قبل تحقيق الأهداف ليست خياراً مطروحاً».
وردت كتائب القسام على تهويل نتنياهو بالشروع ببدء العملية العسكرية بصورة لنتنياهو ورسالة لأهالي الأسرى لديها مع عبارة: «بسبب المصالح السياسية لنتنياهو.. ما زال أبناؤكم في الأسر.. الوقت ينفد».