سورية

أكد أنها فشلت في إسقاط مشروعها الثوري للعدالة الاجتماعية في كوبا … رودريغيس: العقوبات على سورية ظالمة ويجب رفعها

| منذر عيد

أكد السفير الكوبي في سورية لويس ماريانو فرنانديس رودريغيس أمس، أن العقوبات المفروضة على سورية ظالمة وغير مبررة، ويجب رفعها فوراً وبشكل غير مشروط، مشدداً على ضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، موضحاً أن نصر كوبا على الحصار سوف يكون بشكل ناجز عندما يتم رفعه بشكل نهائي، مشيراً إلى أن ذاك الحصار الذي أخفق في إسقاط الحكومة الثورية الكوبية، قد ألحق ضرراً كبيراً بحياة الشعب الكوبي حيث تجاوزت خسائر كوبا 159 مليار دولار.

وقال رودريغيس في تصريح للصحفيين على هامش محاضرة بعنوان «كيف واجهت كوبا الحصار الاقتصادي الأطول في التاريخ؟» وأقامتها السفارة الكوبية أمس بالتعاون مع مكتب الدراسات الاقتصادية العربي في مقر إقامة السفير الكوبي بدمشق: «طبعاً العقوبات المفروضة على سورية هي عقوبات ظالمة وغير مبررة، ويجب رفعها فوراً وبشكل غير مشروط، لأنها تؤثر في الشعب السوري، لا أتكلم هنا فقط عن العقوبات وإنما أيضاً عن ضرورة انسحاب كل القوات الأجنبية المتواجدة على أرض هذا البلد بطريقة غير شرعية وأن يكفوا عن التدخل في شؤون هذا البلد ويتركوا شعبه يعيش بسلام».

وأوضح أن العقوبات الأميركية المفروضة على الشعب الكوبي وغيره من الشعوب تعتبر خرقاً لكل القوانين الدولية ولميثاق الأمم المتحدة، ومن غير المقبول في يومنا هذا أن يتم فرض عقوبات اقتصادية أحادية الجانب على البلدان نتيجة سياساتها ونتيجة دفاعها عن سيادتها واستقلالها.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال رودريغيس: «النصر على الحصار المفروض على كوبا سوف يكون بشكل ناجز عندما يتم رفعه، العقوبات كانت غير فعالة فيما يتعلق بالإطاحة بالحكومة الثورية الكوبية، بل ألحق ضرراً كبيراً بحياة الكوبيين، حيث تجاوزت خسائر كوبا 159 مليار دولار نتيجة الحصار، وهذا يدل على أن البلد خسر الكثير من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية».

وتابع: «الحل الوحيد هو الوحدة بين الشعوب وإدانة هذه السياسة العدائية والتعاون بين البلدان التي تتعرض للحصار والبحث عن خيارات من أجل التكامل الاقتصادي من دون الاعتماد على التكنولوجيا الأميركية والدولار في التعاملات المالية».

وقدم السفير خلال المحاضرة عرضاً عن أصل وسبب الحصار وهدفه على بلاده، ومنها الضغوط الاقتصادية والسياسية وحرمان كوبا من الأموال والإمدادات وتقليص مواردها المالية والأجور، وإيقاف عشرات البنوك عملياتها مع بلاده، بما في ذلك التحويلات لشراء المواد الغذائية والأدوية والوقود وقطع الغيار وغيرها من السلع، والتسبب بالجوع للشعب الكوبي.

وأكد رودريغيس أن الحصار والإجراءات المكثفة في السنوات الأخيرة على بلاده لم تحقق هدفها الرئيس المتمثل في إسقاط مشروعها الثوري للعدالة الاجتماعية، لكنها كانت فعالة في غرضها المتمثل في تدهور مستوى معيشة السكان.

وأشار رودريغيس إلى أن وحدة الشعب الكوبي حول مشروعه السياسي، والسياسات المتوازنة للبلاد في البحث عن حلول للمشاكل، هي المسؤولة عن الإنجازات التي تحققت في العلوم والصحة والرياضة والتعليم والتنمية للمجتمع كله، رغم التضحيات الكبيرة التي كان عليهم دفعها مقابل عنجهية سياسة الحكومة الأميركية.

من جانبه أوضح مدير مكتب الدراسات الاقتصادية العربي محمد شمس الدين أن كوبا على مدى أكثر من 62 عاماً تمكنت من الصمود ومواجهة الحصار رغم الصعوبات التي يعيشها الشعب، وأصبحت تشكل أنموذجاً وخريطة طريق يمكن أن تحتذيها العديد من الدول التي تتعرض اليوم للحصار والعقوبات وإن اختلفت في ظروفها ومعطياتها، لافتاً إلى ضرورة الاطلاع على الأساليب والطرق التي اعتمدتها كوبا لمواجهة الحصار وانتصارها عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن