الاحتفال باليوم الدولي لموسيقا الجاز … تنوع هائل في آلاتها الموسيقية ما يعكس جماليتها وثراءها
| وائل العدس
«تتمتع موسيقا الجاز بأفق منفتح يدعونا جميعاً إلى النظر إلى ما هو فوق اختلافاتنا، ليس لكسر الحواجز وحسب، وإنما لتعزيز بسط السلام كذلك»، هذا ما قاله سفير يونيسكو للنوايا الحسنة، عازف البيانو والمؤلف الموسيقي هيربي هانكوك.
كما تعتبر إحدى أبرز وأشهر أنواع الموسيقا حول العالم، وذلك لما تتمتع به من شعبية كبيرة، ورغم ما تعرف به من انخفاض مستوى رقيها واعتمادها على الصخب والضجر أكثر من الهدوء والطرب الأصيل الهادئ، إلا أنها استطاعت خلال عقود عديدة أن تنال بالفعل شهرة عالمية تستحق تسليط الضوء عليها.
ويحتفل في الثلاثين من نيسان بحلول اليوم الدولي لموسيقا الجاز في أكثر من 190 دولة، وتستضيف مدينة طنجة المغربية احتفال هذا العام، بما يعد المرة الأولى التي تستضيف فيها مدينة في القارة الإفريقية احتفالية بمناسبة هذا اليوم.
وقد أعلنت الأسرة الدولية يوم 30 نيسان يوماً دولياً لموسيقا الجاز خلال الدورة التي عقدها المؤتمر العام لـ«اليونيسكو» في تشرين الثاني 2011.
نمط موسيقي
لطالما رافقت الموسيقا الإنسان منذ قديم الزمان، وبدأت من سماع أصوات العصافير، إلى أن صنع الإنسان الآلات الإيقاعية من الصخور والعصي، وقد استُخدِمَت في الطقوس الدينية والاحتفالية، ويقال إن بدايات الموسيقا كانت عند الهنود الجنوبيين الأميركيين والأفارقة الأصليين. وقبل 4000 عاماً قبل الميلاد، اخترع المصريون القيثارات والناي والكلارينت، وبدأت معها سلسلة تطور الموسيقا حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.
كما اكتشفت في مدينة أوغاريت في اللاذقية أقدم نوتة موسيقية معروفة في العالم؛ والمتمثلة بلوحات مسمارية تعود إلى 3400 عام قبل الميلاد.
من بين الأنواع الكثيرة والمختلفة للموسيقا، نوع أثار جدلاً وتساؤلات كثيرة، وهذه الموسيقا هي الجاز، ومن بين هذه التساؤلات، سؤال شغل الموسيقيين والمستمعين لعقودٍ من الزمن، على المستويين العملي والفلسفي.
ومثلما يستطيع كثيرون أن يميزوا موسيقا الروك فور سماعها بمزيج الغيتار الكهربائي وطبول الدرامز؛ كذلك يمكن للعديد من عشاق الموسيقا أن يميزوا موسيقا الجاز.
فبمجرد أن تُميز الصوت الحاد المنغّم لآلة الترومبيت، أو الغيتار بصحبة الساكسفون، يسهل لك أن تدرك أن ما يعزف ينتمي لموسيقا الجاز الكلاسيكية، الرخيمة التي لها القدرة على تهدئة أعصابك بالقدرة نفسها على إثارة حماسك للتمايل والرقص.
الجاز هو نمط موسيقي بدأ في أوائل القرن العشرين، وظهر في المقام الأول بين المجتمع الإفريقي الأميركي، الذي يتميز بالارتجال والاختراع الإيقاعي العفوي في صميمه.
موسيقا الجاز هي الموسيقا التي وصفت بأنها أعظم هدية من أميركا للعالم، وفيما يتعلق بالكثيرين كان الجاز أهم تطور فني في القرن العشرين. كما أنها تطورت بسرعة مع ظهور ابتكارات وفروع جديدة وكثيرة بسرعةٍ لها؛ ونتيجة لذلك، لدينا مجموعة كاملة من الأساليب والأنواع المتفرعة عنها، مع التطورات الجديدة التي أثبتت أنها مثيرة للجدل.
مع اشتمال كلمة «جاز» لمجموعة متنوعة من الأصوات، قد يكون من الصعب أحياناً فهم ما يعنيه هذا المصطلح بالضبط، مقارنة مع الأنواع الأخرى، يبدو أنها تولّد قدراً كبيراً من التساؤلات فيما يتعلق بتعريفها ومعاييرها، ولا يتجادل العلماء والفنانون فيما يشكل الموسيقا الكلاسيكية أو موسيقا الروك وفلسفتها قدر ما يتجادلون في موسيقا الجاز وفلسفتها وعالمها.
قد يأخذ بعض الناس نظرة عن موسيقا الجاز بأنها موسيقا تبعث على الاسترخاء، واعتبر غيرهم أنها تمثل حالة ذهنية أكثر من كونها عالماً من الأصوات المعينة والقواعد اللحنية.
وتتميز عن غيرها بأنها تعتبر خليطاً غير متجانس من مختلف ثقافات الفن والتراث حول العالم، الأمر الذي جعلها وجهة وقبلة لمختلف الطبقات، وما يجعلها متميزة عن غيرها أنها بدأت منذ مئات السنين ولا زالت مستمرة لا تكاد تخفت حتى تشتعل ثانية بكثافة وبنوع ولون جديد أو تقليدي.
آلات الجاز
تتميز موسيقا الجاز بتنوع هائل في الآلات الموسيقية المستخدمة، ما يعكس جماليتها وثراءها.
وتتراوح هذه الآلات من آلات النفخ النحاسية مثل البوق والترومبون إلى آلات النفخ الخشبية مثل الكلارينت والناي، ناهيك عن البيانو الذي يقدم عمقاً متناغماً، والكمان الأجهر والباس الكهربائي اللذين يركزان على الإيقاع، إضافة إلى الفلوت والغيتار والأكورديون.
فوائد الجاز
تُعرف موسيقا الجاز بارتجالها العفوي وتعبيرها العاطفي، وتُعدّ رحلة موسيقية غنية بالفوائد على مختلف جوانب حياتنا.
ومن فوائدها وفقاً لدراسات عدة: تنشيط الدماغ وعلاج بعض أمراضه، وتعزيز وتحسين المزاج والشعور بالراحة والاسترخاء وتخفيف أعراض الأرق، تخفيف الألم والتوتر العضلي، علاج بعض الأمراض المزمنة، تعزيز الإبداع، تقوية العلاقات الاجتماعية، تحسين وظائف الجهاز المناعي، تخفيض ضغط الدم، تحسين صحة القلب، المساعدة في تقليل التوتر والقلق في أثناء العمل أو الدراسة، تحسين التركيز والإنتاجية.