رياضة

«الوفاء» فكرة قديمة

| بسام جميدة

بين الحين والأخر نتلقى خبراً مفجعاً عن رحيل قامة رياضية أو بطل رياضي أو لاعب من هذه اللعبة أو تلك، والموت سنة الحياة، وغالباً ما يتم تداول خبر الوفاة لعدة أيام ثم يذهب طي النسيان، إلا من بعض المحبين في كل ذكرى سنوية أو من لديه صورة معه تثير الذكريات وتجمع «اللايكات».

هذه حقيقة مهما توانينا عن ذكرها، والنسيان سمة بشرية بالتأكيد، ولكن الوفاء هو الأسمى في هذا الموضوع، خصوصاً لمن عمل وقدم للمجتمع كل ما بوسعه من جهد وفكر وعطاء.

ولأبطال الرياضة شعبية جارفة في الأوساط الجماهيرية، ومسألة الوفاء لهم وإفادتهم سواء في حياتهم أو عند عجزهم أو بعد مماتهم مازالت محط جدل واسع، فلا رابطة تجمعهم ولا اتحاد رياضياً يتبناهم بالشكل الصحيح ولا أماكن عملهم الأصلية تقوم بواجبها نحوهم لأنها تعتبرهم تابعين ومفرغين من أجل الرياضة.

منذ سنوات مضت «أكثر من عقدين من الزمن» تم طرح فكرة عمل متحف رياضي، وكذلك وضع أسماء الأبطال في أماكن بارزة من الساحات العامة، إلى آخر هذه الأفكار التي لم ترَ النور مطلقاً.

وكنا قد طرحنا عبر أكثر من منبر إعلامي ضرورة أن يكون لكل بطل قدم خدمات جليلة للوطن صالة تسمى باسمه أو قاعة تدريب أو ملعب أو حتى قاعة اجتماعات محترمة، وهذا معترف به في كل البلدان الأوروبية والعالم برمته، ناهيك عن وجود متحف يحوي مجسمات شمعية لهؤلاء الأبطال وكثيراً من مقتنياتهم.

لا نريد أن نبالغ بالمتطلبات، ولكن في الحد الأدنى من الوفاء والتقدير بالعرفان أن تقوم بذلك أولاً الأندية التي ينتمون لها، ومن ثم الاتحادات وكذلك الاتحاد الرياضي، ووفق معايير صحيحة ليأخذ كل ذي حق حقه.

لا نقول هذا من باب التنظير ولكن بات من الواجب أن نرى قاعات وصالات الاتحاد الرياضي الكثيرة بأسماء هؤلاء الأبطال، وكذلك الأندية، فليس من المعقول ألا نقرأ اسم أحد مؤسسي هذه اللعبة أو تلك أو ممن حقق ميدالية أولمبية بارزاً على قاعة، أو تسمية مسبح باسم سباح بطل، أو قاعة مصارعة أو حلبة ملاكمة أو صالة جمباز مثلاً..

لاعبو كرة القدم ونجومها أيضاً يستحقون هذه اللفتة، ونتمنى أن تجد هذه الكلمات صدى لدى المعنيين وألا تكون مجرد فكرة عابرة، فالأمر لا يكلف سوى لوحة أنيقة تبرز على المدخل وقبلها قرار حكيم، ومعايير لمن يستحق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن