الخبر الرئيسي

لا شيء جاهز لتحريك عجلة جنيف3.. تركيا وقطر تعملان على إحباطها وضغط روسي أميركي لإنجاحها.. وعلوش يعتذر عن رئاسة وفد الرياض … وفد الحكومة برئاسة الجعفري يصل جنيف غداً.. والخلافات مستمرة بين المعارضات

عشية انطلاق المحادثات السورية السورية وما سمي بجنيف3، لا تزال الخلافات تعصف في أوساط المعارضات التي لم تشكل حتى الآن وفديها المنقسمين بين وفد يمثل اجتماع الرياض، وآخر يمثل لقاءات موسكو والقاهرة ومجلس سورية الديمقراطي بمن فيهم الأكراد، في حين أنهى الوفد الرسمي السوري استعداداته للسفر ومن المتوقع أن يحصل على التأشيرات السويسرية اليوم ليسافر إلى جنيف غداً برئاسة سفير سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وتحت إشراف من دمشق من قبل نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، تماماً كما كانت «الوطن» قد كشفت عنه منذ الخميس الماضي.
مصادر دبلوماسية في جنيف قالت لـ«الوطن» إن المبعوث الخاص للأمين العام ستيفان دي ميستورا قرر لقاء وفد الحكومة السورية أولاً في جنيف يوم غد، ومن ثم وفد الرياض (في حال مشاركته) للبحث في الأفكار المطروحة وجدول الأعمال المقترح، على أن يقوم كل وفد بالإجابة خطياً.
من جهتها قالت مصادر داخل الأمم المتحدة في جنيف إن معارضة «لقاء موسكو» ستشكل وفداً يشارك في المحادثات بصفة مبهمة حتى الآن، إذ خصصت قاعة في مبنى الأمم المتحدة لحضورهم، وسيطلق عليهم صفة «وفد مشارك» مع إبقاء الأولوية لوفد معارضة الرياض في المحادثات.
ومن المشاركين أيضاً في جنيف وفد من منظمات المجتمع المدني ونساء يلتقي بهم دي ميستورا بدءاً من يوم الإثنين القادم بعد أن يتبلور جدول الأعمال وموافقة المتحاورين عليه وعلى الأفكار المطروحة.
وتبقى المعضلة الأكبر التي تواجه وفدي المعارضة هي التمثيل الكردي، إذ لا تزال تركيا ترفض رفضاً قاطعاً أي مشاركة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» وزعيمه الكردي صالح مسلم، في حين تصر موسكو على أن لا مباحثات من دونه، وهدد الرئيس المشترك لـ«مجلس سورية الديمقراطية» رئيس تيار قمح هيثم مناع، بعدم المشاركة ما لم تتم دعوة مسلم للانضمام إلى جنيف3، على حين أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن مسلم يمكن أن يشارك في الجولات اللاحقة، بحسب قناة «روسيا اليوم» التي نقلت عن مسلم قوله: «لن نلتزم بأي قرارات لم نشارك في صياغتها» خلال المحادثات.
ويبدو أن لا شيء جاهزاً في جنيف لانطلاق المباحثات، ما دفع مصدراً دبلوماسياً غربياً تحدثت إليه «الوطن» أن يقتصر يوم الجمعة على استقبال الوفود ولقاءات بروتوكولية واحترام القرار 2254 ببدء المحادثات في كانون الثاني، على أن يبدأ العمل الجدي السبت أو الإثنين، الأول من شباط، بعد أن تتضح الصورة وتشكيلة الوفدين وصفاتهما.
وفي جديد الخلافات تلك التي طرأت على وفد «لقاء موسكو» المجتمع في مدينة لوزان القريبة من جنيف، حيث يدور صراع خفي بين مناع من جهة وعضو مجلس الرئاسة في الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير قدري جميل من جهة ثانية، تجاه تشكيلة الوفد التي كان يعتبرها مناع «ضعيفة» وأراد فرض 11 اسماً على الوفد الذي يريد جميل أن يشكل مناصفة بينه وبين مناع دون أن ينفرد أي منهما بلائحة الأسماء، ومساء أمس حصل توافق بين المجتمعين في لوزان على تشكيل وفد «العلمانيين السوريين» كما علمت «الوطن».
وتلقى 12 من أعضاء هذه المجموعة دعوات لحضور جنيف شملت: قدري جميل، هيثم مناع، ماجد حبو، جهاد مقدسي، رندا قسيس، عباس حبيب، نمرود سليمان، مازن مغربية، سليم خير بك، جمال سليمان وفاتح جاموس، وكان أول المعتذرين جهاد مقدسي الذي أوضح أنه لن يشارك في الجولة الأولى فقط، نظراً للخلافات التي تعصف بالمعارضات.
وتنتظر هذه اللائحة 4 أسماء لتتم دعوتهم فور الاتفاق فيما بينهم ليصبح عددها 15 عضواً كما هو متفق عليه.
أما على صعيد لائحة الرياض، فبدا من الواضح أن صراعاً بين قوى إقليمية يسيطر على اجتماعات الهيئة العليا للتفاوض، إذ ترفض تركيا وقطر مبدأ المباحثات وتعمل على تعطيلها، في حين تريد السعودية وواشنطن الذهاب إلى جنيف كي لا يتهموا بأنهم من أفشل المفاوضات.
وأمس قدم «كبير المفاوضين» محمد علوش اعتذاره عن المشاركة في وفد الرياض عبر تخريجة كانت الأفضل لتعديل الوفد المرفوض روسياً وأميركياً، كما استدعت الرياض أحمد الجربا، ورجحت مصادر ذات صلة، أن يتولى هو رئاسة الوفد الذي سيكون خالياً من الإرهابيين.
وفي المعلومات المتوافرة أن «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض ستبعث بردها اليوم الخميس على دعوة دي ميستورا بعد اجتماعات مكثفة مع مندوبين من قطر وتركيا ووزير خارجية بني سعود.
من جهته دعا عضو هيئة التنسيق المعارضة منذر خدام في صفحته على «فيسبوك» أعضاء هيئته لبذل مزيد من الجهد لإقناع من سماهم «عسكر وفد الرياض» حتى ولو تطلب الأمر التهديد بالذهاب لوحدهم إلى جنيف، مؤكداً أن الوقت ليس مناسباً لوضع شروط مسبقة وأنه يمكن طرح كل المطالب على الطاولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن