عربي ودولي

33 شهيداً بأربع مجازر في اليوم 208 للعدوان الإسرائيلي … الأمم المتحدة: أي هجوم على رفح مأساة وحرب غزة الأكثر فتكا بالصحفيين

| وكالات

مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم 208، ارتفع عدد ضحايا الفلسطينيين إلى نحو 34600 شهيد إضافة إلى زهاء 77800 جريح حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس، على حين حذرت الأمم المتحدة من أن الاجتياح العسكري الإسرائيلي لمدينة رفح سيكون «مأساة تفوق الوصف»، كما اعتبرت العدوان على غزة الأكثر فتكاً بالصحفيين بعد استشهاد 140 صحفياً.
وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها أمس أوردته وكالة «سانا» أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 4 مجازر في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 33 شهيداً، و57 جريحاً، وقالت: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ208 على القطاع ارتفع إلى 34568 شهيداً، و77765 جريحاً، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأول من أمس، أفاد الدفاع المدني في غزة بأن أكثر من 10 آلاف مفقود ما زالوا تحت الأنقاض، محذراً من أن استمرار تكدس الجثامين تحت الركام بدأ يتسبب بانتشار الأمراض والأوبئة، ولاسيما مع دخول فصل الصيف، ومطالباً الأمم المتحدة بالتدخل العاجل والضغط باتجاه السماح بإدخال المعدات الثقيلة اللازمة لتمكين طواقمه من إنقاذ حياة المصابين بفعل القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع واستخراج جثامين الشهداء التي تتحلل تحت الركام.
في السياق، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون نتيجة استمرار قصف طيران ومدفعية الاحتلال الأحياء السكنية ومراكز الإيواء، ولاسيما في مدن غزة، ورفح، ودير البلح، ومخيم النصيرات، ما تسبب أيضاً بتدمير مزيد من المباني والممتلكات، حسب وكالة «وفا» التي أفادت بارتقاء عدد من الشهداء وسقوط عدد من المصابين إثر قصف إسرائيلي استهدف بناية سكنية في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، وهو ما أكدته مصادر طبية في مستشفى المعمداني في المدينة، وأوضحت أنه تم انتشال 3 شهداء و4 جرحى بينهم أطفال عقب قصف المنزل في شارع الجلاء.
كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وحي تل الهوا جنوب غرب، وحي الصبرة وسط المدينة، كذلك استهدفت غارات من طائرة حربية إسرائيلية مخيم النصيرات، والمنطقة الشرقية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في حين أفادت مصادر صحية باستشهاد فلسطينية متأثرة بإصابتها في قصف مدفعي استهدف شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأمام هول الكارثة، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث من أن الاجتياح العسكري الإسرائيلي لمدينة رفح جنوب قطاع غزة والمكتظة بأكثر من 1.5 مليون فلسطيني سيكون «مأساة تفوق الوصف».
ونقلت «وفا» أمس عن غريفيث قوله في بيان: «الحقيقة هي أن شن عملية برية في رفح سيكون ببساطة مأساة تفوق الوصف، إذ ما من خطة إنسانية بإمكانها أن تعكس هذا الواقع، وكل ما عدا ذلك هو مجرد تفاصيل»، مضيفاً: إن «العالم ما انفك يدعو منذ أسابيع السلطات الإسرائيلية إلى تجنيب رفح الاجتياح، لكن عملية برية تلوح في الأفق القريب».
وحذر غريفيث من أن مئات آلاف الفلسطينيين الذين نزحوا إلى أقصى جنوب قطاع غزة هرباً من القصف والمجاعة والمقابر الجماعية سيواجهون المزيد من الأخطار والموت في حال اجتياح إسرائيل مدينة رفح، كما أنه سيكون بمنزلة ضربة كارثية لوكالات المساعدات الإنسانية التي تكافح لتقديم الإغاثة رغم التضييق الإسرائيلي والقنابل غير المنفجرة ونقص الوقود، وقال: «نحن في سباق لدرء الجوع والموت، ونحن نخسر».
بموازاة ذلك، أعلنت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحرية الرأي والتعبير إيرين خان أن العدوان علي غزة هو الأكثر فتكاً وخطورة للصحفيين، حيث وصل عدد من قُتِل منهم أثناء عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى نحو 140 في القطاع، وهو أعلى بكثير من أي رقم سجلته الأمم المتحدة في التاريخ الحديث أثناء النزاعات، ما يعكس بشكل ما العدد الكبير جداً من المدنيين الذين قُتلوا في هذا الصراع.
وأضافت خان، وفق مركز أنباء الأمم المتحدة: «هناك قتل وإفلات من العقاب وغياب لأي نوع من العدالة»، فضلاً عن ارتفاع حالات الاعتقال والترهيب وإغلاق الطرق وقمع تغطية الأخبار الانتقادية، مردفة بالقول: «تحدثت مع بعض الصحفيين الذين قالوا لي إنهم عندما يرتدون ستراتهم التي طبعت عليها كلمة صحافة، فإنهم يشعرون بالخطر أكثر مما عليه الحال عندما لا يرتدونها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن