ثقافة وفن

الرسم بالقصب هل هو جديد الفن التشكيلي؟ … لوحات تحاكي البورتريه والمناظر الطبيعية

| عبد الحكيم مرزوق

الرسم بالقصب ربما يكون شيئاً جديداً في عالم الفن التشكيلي، فنحن نعرف من يرسم بالألوان الزيتية، المائية، بالفحم، بقلم الرصاص، وغيرها من الأدوات التي تستخدم في أساليب التعبير الفنية عند الفنانين التشكيليين، ويعتبر الفنان محمد نزار جاويش هو من أدخل الرسم بالقصب في محاولة لتقديم أسلوب جديد في مجال الفن التشكيلي في سورية، وقد التقينا معه حيث حدثنا عن بداياته فقال:

كانت البداية منذ أكثر من 25 سنة، حيث كنت أجيد إلى حد ما الخط العربي، واتبعت دورات لتعلم الخط العربي أكاديمياً بكافة أشكاله وأنواعه، وهذا ما حفّزني فيما بعد على تكوين الحرف العربي من القصب الطبيعي وقد جاء موضوع القصب بالمصادفة بحكم كوني أقطن في الريف حيث لفتت انتباهي نبتة القصب الطويلة بلونها الأصفر بعد جفافها بتأثير حرارة الشمس الطبيعية ولونها الذهبي البراق، وخطرت ببالي أفكار كثيرة لاستغلال هذا اللون الذهبي المتدرج ضمن درجات اللون الذهبي، وبحكم كوني أمارس هواية الخط العربي خطر ببالي أن أصمم الحرف العربي من القصب لتكوين بعض الجمل والمقولات أو تصميم آية أو أشياء أخرى لا على التعيين، وبالفعل صممت بعض العبارات والجمل بحروف القصب الطبيعي الذهبي، ولاقت استحسان وإعجاب الكثيرين فيما بعد وذلك مع الالتزام بقانون الخط أثناء تصميم اللوحة المنفذة.

• أنت بالأساس خطاط كيف تفسر هذا التحول من الخط إلى الرسم بالقصب؟

جاءت الفكرة في السنوات الأخيرة بتصميم لوحات تعبيرية أو إيحائية معبرة، والحمد لله كانت النتيجة مرضية للذواقين والمعجبين بالفن، ومنها يكون الطابع المسيحي والإسلامي ومنها تعبيري عن الأمومة أو ما شابه.

بعد تلبيس الحرف العربي بلون القصب الذهبي خطر ببالي لاحقاً موضوع الرسم بالقصب وذلك على مبدأ التفريغ الدقيق بوساطة المشرط اليدوي بحيث أحصل على النتيجة المرجوة.. سواء كانت أمومة أم لوحات إيحائية، أو تعبيرية… وجاء فيما بعد الرسم بالقصب، وانتقاء اللون الذهبي الغامق واللون الذهبي الفاتح ليتسنى التفاوت للألوان على اللوحة ذاتها، مع الإشارة إلى أن الأرضية دائماً تكون باللون الأسود لأنه يتيح ظهور لون القصب بشكل أجمل.

• هل «إنجاز لوحة القصب» تم بالاعتماد على اسكتشات مرسومة مسبقاً أم كنت تضع التصور على الخامة التي تنفذ عليها اللوحة؟

لم يتم الاعتماد على أي اسكتشات مرسومة مسبقاً.. أنا في الأساس خطاط وخطر ببالي إظهار الحرف بلون ذهبي جديد لأكوّن فيما بعد الجملة أو الآية أو العبارة المطلوب إنجازها… أنا أصنع الحرف بكافة أنواع الخط العربي والتشكيل، ومن ثم يتم إخراج اللوحة حسب القياسات المناسبة للجملة أو العبارة أو الآية.

• الرسم بالقصب يعتبر حالة نادرة في سورية؟ هل يعني أن لك السبق في إنجاز هذه اللوحات؟

حسب شهادة الكثيرين من الفنانين التشكيليين والرسامين أو الخزفيين فإن تصميم لوحات من القصب الطبيعي يعتبر حالة نادرة في سورية، وأعتقد أنها كذلك، لأنها وإن كانت موجودة فهي تميّز إتقان الفنان للخط العربي ليكون الحرف مطابقاً لقوانين الخط العربي بحيث لو عرضت على من ذوي الخبرة بالخط تكون غير قابلة للنقد.

• تجسد في لوحاتك بعض لوحات البورتريه أو المناظر الطبيعية، هل تفكر في إنجاز لوحات جديدة خارج هذين النوعين؟

لوحات قريبة إلى حد معين من البورتريه والمناظر الطبيعية بحيث تظهر للرائي بأنها تعبيرية وإيحائية، وفي المستقبل ربما يتم إنجاز جديد خارج الرسم بالقصب أو الخط بالقصب… إن شاء الله.

• ماذا يمكن أن تقدم بعد من خلال نبتة القصب؟

أفكر حالياً بتلبيس المجسمات أو الفخار بالقصب الطبيعي، وهي مجرد فكرة وإن شاء اللـه تكون النتيجة مرجوة وناجحة.

• كيف كنت تحصل على القصب؟

في فصل الصيف وبموسم الحصاد حيث يكون القصب قد جف بشكل كامل بحرارة الشمس معطياً لوناً ذهبياً رائعاً وحتى ضمن القصبة الواحدة يمكن أن تكون درجات اللون الذهبي من الذهبي الغامق حيث يتدرج إلى الذهبي الفاتح ذي اللمعة الأخاذة، وطريقة الحصول على القصب الطبيعي لا تخلو من بعض المخاطر.. مثلاً حيث يتم جني القصب في وضح النهار ليتسنى رؤية لمعان القصب وبالتالي كثيراً ما تصادفني الزواحف أو الأفاعي أثناء جني القصب.

• ما الميزات في القصب التي حفزتك على استخدامه؟

أثبتت التجربة خلال السنوات الماضية أن القصب الطبيعي لا يفقد لونه الذهبي مهما طال الزمان، فكثير من اللوحات الموجودة من سنوات عند محبيها تحتفظ برونقها وجمالها فترة طويلة، وبالنسبة لأدوات تصميمي للوحة فهي أدوات بسيطة لا تتخطى المشرط وقلم الرصاص والممحاة هذا يعني أنه عمل يدوي حصراً.

وفيما بعد فقد امتهنت هذه الحرفة لتكون أحد مصادر الرزق والعيش، علماً أن ابنتي ريم التي تدرس في كلية التربية أخذت موهبة التصاميم من الخط والرسم لتجود بما يناسب الأذواق وخاصة من أبناء جيلها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن