رياضة

صدمة جديدة للكرة «الحسكاوية».. رجال الهلال خيّبوا الظن وخالفوا التوقعات وحلم الصعود إلى الدوري الممتاز يتبخّر

| الحسكة- دحام السلطان

خيّب رجال كرة الهلال الظن بهم بخروجهم المهين وغير المتوقع من منافسة الدوري الممتاز، وهو الفريق الذي كان يعوّل أن يكون له موضع قدم في الدوري الممتاز ومن الباب العريض، قياساً إلى الدعم اللوجيستي والاهتمام اللامتناهي واللا محدود الذي ناله الفريق من إدارته المتفانية في العمل منذ أن أبصرت رياضته النور قبل ثلاث سنوات من تأسيسه، وبالنتيجة خروج خالف كل التوقعات، وخيّب ظن أبسط المتشائمين بهلال القامشلي، الذي كان يُعوّل عليه أن يكون فرس رهان في الدوري الممتاز وليس الصعود إلى مصافه فحسب الذي كان في الجيب من خلال مشاهد الفريق في مراحل الدوري التي سبقت المباراة الفاصلة!

غابت الجدية

بالنظر إلى تفاصيل الفريق، خلال مباراتي الفصل والختام النهائي مع منافسه الشرطة، لم تظهر جدية الهلال بشكل منطقي وموضوعي كفريق يطمح في أن يكون اللقاءان الأخيران بالنسبة إليه بمثابة نهائي كؤوس والنتائج فيه لا تقبل القسمة على اثنين، بدليل ضياع نقاط الفوز المفترضة والمتوقعة منه في مباراة الذهاب والخروج منها بنقطة التعادل، وهذه النقطة تعتبر بحد ذاتها مقتلاً وأرقاً نفسياً لاحقاً لرفاق «ولات عمي» الذي كان حمالاً للأسية بكل معنى الكلمة، ففعل كل شيء للفريق إلا الفوز! فذهبت مساعيه أدراج الرياج ودون جدوى مع رفاقه الذين خاب الظن فيهم ولم يكونوا كما كان! نتيجة لاستهتارهم باللقاء الأخير واستعجالهم غير المبرر الذي لم يجيد التعامل مع برودة أعصاب الشرطة وثبات خبرة وشطارة دورياتهم الواثقة التي عرفت كيفية ترويض غارات الهلاليين التي لم تكن بالفورمة المتوقعة وللأسف!

صدمة مركّبة

ضياع صعود الهلال إلى مصاف الدوري الممتاز كان بمثابة صدمة جديدة ومركّبة للكرة «الحسكاوية»، إذا ما استثنينا صعود شباب الجهاد إلى الدوري الممتاز، وفوز سيداته البنات الهلاليات ببطولة الدوري.

وهذه الصدمة، بل الصدمات تمثّلت بثبات رجال الجهاد بالدرجة الأولى الذي لم يفلح هو الأخر في الوصول إلى المباراة الفاصلة، وبالخسارة المزدوجة والمفجعة لكرة الجزيرة التي هبط رجالها إلى الدرجة الأدنى، وأضاف شبابها الإنجاز ذاته، بهبوطه من الدوري الممتاز إلى دوري الأولى! إضافة إلى بقية أندية المحافظة التي كانت هي الأخرى بلا عنوان! وخسارة الهلال تعني خسارة جهد وتعب موسم كامل، وكان من الممكن أن تكون مفتاح الصعود بالنسبة إليه مسألة وقت لا أكثر قبل حدوث الخسارة غير المتوقعة أمام الشرطة، وهو الفريق أي الهلال، الذي أكل الأخضر واليابس ودون هوادة، ولعب في جميع الأدوار المؤهلة إلى الصعود خارج أرضه، فجميع العيون جزمت أن درب سماوي الهلال سيكون أخضر ومفروشاً بالوورد قبل أن يصطدم بسد الشرطة الأحمر، الذي استحق التصفيق الحار على هدوئه وانضباطه وجدارته بالصعود إلى مصاف الأقوياء.

رب ضارة نافعة

الهلال نظرياً خسر معركة ولم يخسر الحرب بحسب عيون أهله، وإن كانت قد سُجّلت عليهم بعض الملاحظات الإدارية والفنية التي كانت كفيلة في أن تكون من خلالها الخواتيم حزينة ومؤلمة ووقعها ثقيلاً على النادي وأنصاره كما هي عليه اليوم! وبالنتيجة فإن الذي أصاب الهلال يُعتبر بحسب وجهات النظر بمثابة رب ضارة نافعة، وتكمن هذه الضارة في أن يستوعب الهلاليون الدرس الذي كان جرحه بليغاً ومؤلماً، وأن يضعوا باعتبارهم الاستفادة من شروح ومفردات هذا الدرس وأن يكون في حسابهم التفكير في المقبل، وفق منظومة منطقية وموضوعية وعقلانية إدارية وفنية متكاملة ومتناغمة بعيداً عن «عولمة» الضخ المالي بمفردها، إلى جانب الغرور والاستهتار والاستعلاء على الواقع لأن ذلك سيكون مقتلاً حقيقياً للفريق وهذا ما حصل، لأن كرة القدم وخصائص منافساتها لا تعترف ولا تعرف إلا تكتيك الميدان واللعب فيه على الأصول وليس بحسب الفوقية والنرجسية والاستعلاء على الخصوم! وللحديث بقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن