باسيل: افتحوا البحر وشاهدوا كيف سيدفعون المليارات لعودتهم إلى سورية … ميقاتي: الكلام عن رشوة أوروبية للبنان لإبقاء النازحين غير صحيح
| وكالات
اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أن الحملة السياسية والإعلامية التي تتحدث عن الإعلان الأوروبي بشأن دعم بلاده بقيمة مليار يورو بأنها رشوة لإبقاء النازحين السوريين في الأراضي اللبنانية، هي محاولة لاستثارة الغرائز والنعرات، أو لعدم الاعتراف للحكومة بأي خطوة أو إنجاز بشأن ملف هؤلاء النازحين، واصفاً هذا الدعم بأنه «هبة غير مشروطة» ونافياً بأن تكون رشوة، على حين شبه رئيس التيار الوطني الحر اللبناني النائب جبران باسيل هذا الدعم المالي الأوروبي بـــ«إيجار المتر المربع بلبنان» حيث سيبقي النازحين في بلاده 4 سنوات إضافية، ورأى أن الأوروبيين سيدفعون المليارات لعودة هؤلاء النازحين إلى بلادهم بدل المليار في حال فتح لبنان البحر أمامهم.
وذكر المكتب الإعلامي لـ«ميقاتي» في بيان نقله موقع «النشرة» الإلكتروني أمس، أنه «منذ زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس للبنان (الخميس الماضي)، والإعلان عن دعم أوروبي للبنان بقيمة مليار يورو، «تُشن حملة سياسية وإعلامية تحت عنوان أن «الاتحاد الأوروبي يقدّم رشوة للبنان لقاء إبقاء النازحين السوريين على أرضه».
وأشار البيان إلى أنه «يشارك في هذه الحملة سياسيون وصحفيون ووسائل إعلام، في محاولة واضحة لاستثارة الغرائز والنعرات، أو من باب المزايدات الشعبية، أو حتى بكل بساطة لعدم الاعتراف للحكومة بأي خطوة أو إنجاز».
ورأى البيان، أن المدهش في هذا الأمر، أن بعض هذه الحملات السياسية تستخدم نبرة السخرية التي تسيء إلى الدبلوماسية اللبنانية الجادة والمسؤولة، في انعدام واضح للحس بالمسؤولية الوطنية في مقاربة ملف بهذا الحجم والخطورة يتطلب اجماعاً وطنيا ورؤية موّحدة لحله.
وأضاف: «منذ فترة طويلة، اتخذت الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي القرار بوضع ملف النازحين السوريين على سكة المعالجة الجذرية، فاتخذت سلسلة من القرارات العملية وبوشر تطبيقها بعيداً عن الصخب الإعلامي، بالتوازي مع حركة دبلوماسية وسياسية مكثفة لشرح أبعاد الملف وخطورته على لبنان».
واعتبر البيان، أن «الكلام عن رشوة أوروبية للبنان لإبقاء النازحين على أرضه غير صحيح مع تأكيد أن هذه الهبة غير مشروطة بتاتاً ويتم إقرارها من الجانب اللبناني حسب الأصول المتبعة بقبول الهبات.
ورأى البيان، أن ما يحصل هو محاولة خبيثة لإفشال أي حل حكومي، تحت حجج واتهامات باطلة، وما توصل إليه رئيس الحكومة بحصيلة الحملة الدبلوماسية مع مختلف الأطراف الخارجية، معتبراً أن «هذا المسعى سيستمر فيه ميقاتي خلال انعقاد «مؤتمر بروكسل» قبل نهاية الشهر الجاري».
وقال البيان: «أما بشأن حزمة المليار يورو التي أقرت للبنان من الاتحاد الأوروبي والتي أعلن عنها خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية والرئيس القبرصي نيكوس للبنان، فيكرر ميقاتي ويقول بكل وضوح إنها مساعدة غير مشروطة للبنان واللبنانيين حصراً وتشمل القطاعات الصحية والتربوية والحماية الاجتماعية والعائلات الأكثر فقراً، إضافة إلى مساعدات الجيش والقوى الأمنية من أمن عام وقوى أمن داخلي لضبط الحدود البرية وزيادة العديد والعتاد، وكل ما يقال خلاف ذلك مجرد كلام فارغ واتهامات سياسية غير صحيحة».
وتابع البيان: «كما أن ميقاتي كان واضحاً في تأكيد عزم الحكومة على تطبيق القوانين على كل الأراضي اللبنانية وكل من يقيم بشكلٍ غير شرعي سيتم ترحيله إلى بلده، وهذا الموضوع لا جدال فيه والأوامر أعطيت للأجهزة المختصة لتنفيذ ما يلزم».
بموازاة ذلك، قال باسيل خلال مؤتمر صحفي نقله «النشرة» أمس: «منذ يومين بشّرتنا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فوندرلاين أن النازحين السوريين باقون في لبنان على الأقل 4 سنوات إضافية، لأنها وعدتنا بالمقابل بمليار يورو على 4 سنوات، أي 250 مليون يورو عن كل سنة لبقاء 2.2 مليون سوري على أرضنا، وكأنه استأجرت لبنان وشعبه بـ250 مليون يورو بالسنة، وكأنه إيجار المتر المربع بلبنان هو 2250 ليرة، وكأنه بالسنة قيمة أو أجرة قبول كل لبناني هي 14.000 ليرة في اليوم».
ولفت باسيل، إلى أن «ميقاتي تحدث عن اتفاق بين لبنان والاتحاد الأوروبي (أو دخول لبنان بالقانون الأوروبي) لهجرة موسمية للبنانيين ليعملوا بدول أوروبية، وحقيقة هذا القانون هو أن الدول الأوروبية، بحاجتها لليد العاملة الأجنبية، تمنح تأشيرات دخول لأراضيها لفترة 3 أشهر قابلة للتجديد برضى من الدولة المضيفة ومن المهاجر الموسمي لسد النقص باليد العاملة بقطاعات محدّدة.
وذكّر باسيل أن «قبرص تعاني مؤخراً هجرة متزايدة من النازحين السوريين من لبنان باتجاهها، بالمئات، وليس بالآلاف وليس بعشرات الآلاف، مما جعلها تخاف، مضيفاً: « قبرص 9.257 كلم2 (أصغر من لبنان بقليل) وسكانها القبرصيون نحو 700 ألف (أقل من لبنان بكثير)، وليست قادرة على تحمل بضع مئات أو آلاف من السوريين، وردت إلى لبنان 107 منهم قبل أشهر، وزارنا مدير مخابراتها ليطلب منا ومني المساعدة وعدم التعرّض أو الاعتراض والتفهم للموضوع، وزارنا رئيس جمهوريّتها الصديق القبرصي نيكوس خريستودوليدس بهذا الخصوص، ودق جرس الإنذار لدى الاتحاد الأوروبي بأن قبرص تسقط وأوروبا تخسر إحدى نجماتها الـ27 إذا زاد عدد النازحين السوريين من آلاف إلى عشرات الآلاف (ليس مليوناً واثنين)، فحضّروا سلّة مساعدات للبنان (مليار يورو على أربع سنين) لكي يعمل على منع النازحين السوريين من الذهاب لقبرص».
وتابع باسيل: «زارتنا رئيسة المفوضية الأوروبية تحت عنوان واحد: أوروبا تكافح هجرة السوريين لبلدانها وتقول للبنان: بدّك تخلّي السوريين عندك ونحنا منفتح الباب لهجرة شعبك» يعني منعبّي ونغرق الأرض اللبنانية بغير لبنانيين ومنفتح باب الهجرة للبنانيين، يعني استبدال الشعب اللبناني بالنازحين السوريين، وتغيير هويّة الشعب والأرض، مما يتحوّل بعد سنوات لزوال لبنان من الوجود».
وأضاف: إنه بدل أن يقفل لبنان البحر فليفتحه ولنشاهد «كيف أن الأوروبيين سيدفعون المليارات للعودة بدل المليار للبقاء، يخصصون المليارات للسوريين حتى يعودوا إلى بلدهم، وخاصةً أنهم اعترفوا بوجود مناطق آمنة بسورية».