رياضة

الفتوة والكأس..

| غسان شمه

بعد متابعة مباراتي نصف نهائي الكأس بكرة القدم، وفوز الفتوة على تشرين برباعية مستحقة، وقبل ذلك تعادل حطين والوحدة بهدف لكل منهما، يمكن القول إن ملامح وشخصية الفريق الأقدر على الفوز بالكأس قد رسمت نفسها، وبشكل كبير في المباراتين اللتين أقيمتا بدمشق، من حيث المستوى الفني وقدرة كل فريق على تقديم ما يمتلكه من أوراق مرجحة لكفته.

وإذا بدأنا بالحديث عن مباراة الوحدة وحطين فقد قدم الأخير مباراة جيدة على صعيد الأداء وأضاع الكثير من الفرص التي كان يمكن أن تحسم اللقاء مبكراً، لكن في النهاية استطاع الوحدة أن يخطف هدفاً أبقى على آماله في مباراة الإياب على أرض الخصم الذي يمتلك أفضلية واضحة، وهو لقاء صعب على البرتقالي الذي يحتاج إلى وقت وعمل أكبر للوصول إلى المستوى الفني المرضي، لكن تبقى لمثل هذه المباريات خصوصية قد تقلب حسابات الآخر مع الإشارة إلى أفضلية، كانت واضحة، لحطين على حساب تواضع أداء لاعبي الوحدة على المستوى الفني والمعنوي، وهذه نقطة ربما كانت لافتة وهو يلعب على أرضه!

في المباراة الثانية ظهر الفتوة بصورة جيدة وقدم مباراة «كبيرة» على حساب تواضع أداء لاعبي تشرين أفراداً ومجموعة.. وكان من الواضح أن لاعبي الفتوة يتمتعون بروح عالية وتصميم كبير على تقديم شخصية البطل بفضل مجموعة منسجمة وقادرة على توجيه مجريات اللعب بشكل أفضل.. فيما كان لاعبو تشرين في واد آخر على صعيد الأداء رغم المحاولات الخجولة، لكن ذلك كان دون الحد الأدنى المطلوب للقول إننا هنا، في كثير من التفاصيل ومستويات العطاء، ولا يمكن فهم المستوى المتواضع الذي ظهر به تشرين وخذل مشجعيه وخاصة أنه أحد أبرز فرق الممتاز خلال سنوات عديدة مضت، وهذه إشارات كبيرة عدة تضع تشرين في موقف صعب في الإياب يتطلب منه « عملاً شاقاً» لتجاوز الفتوة بالقياس إلى ما ظهر به ذهاباً، مع بقاء الاحتمالات مفتوحة كما عهدناها في كرة القدم وإن كانت محدودة.

عموماً يمكن القول وبشيء من الثقة القائمة على ما شاهدناه، وعلى ما قدمه الفتوة خلال الموسم الحالي والذي سبقه، وعلى التشكيلة المنسجمة بأوراقها الرابحة، هو الأقرب لحمل الكأس بغض النظر عن الفريق الآخر في النهائية.. ومع ذلك يبقى هذا الكلام على الورق ونظرياً وإن كان له ما يبرره في ما سبق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن