روسيا أعلنت تحرير بلدة في دونيتسك.. وبيلاروس اتهمت ليتوانيا بالتآمر … موسكو: لن نبادر بقطع العلاقات بالكامل مع دول البلطيق
| وكالات
على حين أكدت روسيا أنها لن تكون أبداً المبادرة بقطع العلاقات «بشكل كامل» مع دول البلطيق، رغم الخط العدائي لدول هذه المنطقة تجاهها، كشف وزير الخارجية البيلاروسي سيرغي ألينيك أن ليتوانيا تقدم الدعم بما في ذلك المالي لمجموعات شبه عسكرية موجودة على أراضيها تسعى إلى الإطاحة بحكومة بيلاروس.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن روسيا لن تكون أبداً المبادرة بقطع العلاقات بشكل كامل مع دول البلطيق، رغم الخط العدائي لدول هذه المنطقة تجاهها، وقالت للصحفيين: «بات من الأمور الشائعة في لاتفيا وليتوانيا وأستونيا اضطهاد الأحزاب الناطقة بالروسية وتنفيذ الاعتقالات ذات الدوافع السياسية وتلفيق القضايا الجنائية ضد المعارضين هناك.. وتحت ذريعة تهديد الأمن القومي يتم ترحيل المواطنين الروس من دول البلطيق وتتزايد وتيرة الترويج «للروسفوبيا» والتمييز هناك بما في ذلك التنمر على الأطفال في المدارس وحتى رياض الأطفال».
وتابعت زاخاروفا: «هذه الدول استبعدت اللغة الروسية بشكل شبه كامل من كل مجالات الحياة العامة بما في ذلك نظام التعليم، وتم القضاء على الوجود الإعلامي الروسي، كما أغلقت بقرار من السلطات كل مكاتبنا القنصلية الخمسة في دول البلطيق في عام 2022»، وشددت زاخاروفا على أن موسكو ستواصل استخدام التدابير الدبلوماسية للتأثير في دول هذه المنطقة، ولكنها لا ترغب بتاتاً في الذهاب إلى حد إنهاء أنشطة البعثات الدبلوماسية، وذلك نظراً لوجود عدد كبير من المواطنين الناطقين بالروسية الذين يعيشون هناك.. وقطع العلاقات الدبلوماسية بشكل تام في هذا الوضع سيعني ترك مئات الآلاف من مواطنينا وحدهم، ونحن لا نريد بتاتاً الوصول إلى هذه النقطة».
وأشارت المتحدثة الروسية إلى أن موسكو طردت مؤخراً دبلوماسيين اثنين من لاتفيا ودبلوماسياً من أستونيا كخطوات انتقامية.. وهي عازمة على الرد على الأعمال العدائية من جانب دول البلطيق بإجراءات غير متماثلة في الاقتصاد ومجال الترانزيت، وذكّرت زاخاروفا بأن الخطوات الانتقامية المتخذة بما في ذلك إعادة توجيه تدفقات البضائع إلى الموانئ الشمالية الغربية في روسيا كان لها تأثير سلبي للغاية في اقتصاد جمهوريات البلطيق.
بدوره، أعلن إيغور كاستيوكيفيتش عضو مجلس الاتحاد الروسي عن مقاطعة خيرسون تسجيل حركة نزوح قوية للمرتزقة الأجانب من صفوف القوات الأوكرانية، وذلك نتيجة الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الجيش الأوكراني في ساحة المعركة وأوامر قادته العقيمة وعديمة المعنى.
ونقلت «سبوتنيك» عن كاستيوكيفيتش قوله: «كانت وزارة الدفاع الروسية قد لاحظت أن التدفق الرئيسي للمرتزقة يأتي من بولندا وكندا والولايات المتحدة، لكننا الآن نرى الكثيرين منهم يغير اتجاهه ويعود إلى بلاده»، وأوضح أن «المرتزقة لا يرون جدوى من مشاركتهم، لأنهم يرون بعينهم ويشعرون بأن هزيمة أوكرانيا باتت قريبة فعلاً، والسبب هنا لا يكمن بتاتاً في تقلص مقدار المساعدة المقدمة من الأميركيين أو الأوروبيين.. فنظام كييف سيخسر الحرب لسبب رئيس، هو أنه من الصعب الحفاظ لفترة طويلة على الدافع لمواصلة القتال لدى الجنود الذين يضحون بحياتهم في سبيل مصالح الآخرين، وبسبب نوبات الذعر المرتبطة بصورة روسيا القوية ولذلك يغادر المرتزقة، فيما يفضل العسكريون الأوكرانيون الاستسلام».
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس تحرير بلدة أوتشيريتينو في جمهورية دونيتسك الشعبية، وذكرت «سبوتنيك» نقلاً عن الوزارة أن هذا الإنجاز يحمل أهمية إستراتيجية بالنسبة للجيش الروسي لكون البلدة تقع على ارتفاع مهيمن، ويمكن أن تكون نقطة انطلاق مناسبة لتطوير هجوم باتجاهين في وقت واحد، حيث يستطيع الجيش الروسي ضرب جناح المجموعة الأوكرانية التي تحاول الحفاظ على بيرديتشي، وكسب الوقت لتنظيم خط دفاع جديد نحو الغرب.
ومن الناحية العملياتية، فإن تحرير أوتشيريتينو يجعل من الممكن أيضاً تطوير هجوم باتجاه قرية فوزدفيزينكا الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات، وسيسمح الاستيلاء عليها بالوصول إلى طريق كراسنوارميسك «بوكروفسك» – كونستانتينوفكا السريع والمهم جداً بالنسبة للقوات الأوكرانية.
من جهة ثانية، كشف وزير الخارجية البيلاروسي سيرغي ألينيك أن ليتوانيا تقدم الدعم بما في ذلك المالي لمجموعات شبه عسكرية موجودة على أراضيها تسعى إلى الإطاحة بحكومة بيلاروس، وقال في تصريح لوكالة «نوفوستي»: «تشير المعلومات المتوافرة لدينا إلى أن السلطات الليتوانية لا تغض النظر عن نشاط هذه المجموعات فحسب بل تقوم عملياً بدعم وتمويل تدريب هذه التشكيلات شبه العسكرية التي تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الشرعية في بيلاروس باستخدام الأنشطة الإرهابية والمتطرفة.
وكشف إيفان تيرتل رئيس هيئة أمن الدولة في بيلاروس في وقت سابق أن نحو 50 مؤسسة أجنبية تقوم من ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا بتمويل حملة ضد مينسك وتقدم الأموال لأنشطة متطرفة لتغيير السلطة هناك، كما أعلن في نيسان الماضي أن قوات الأمن البيلاروسية تمكنت من منع هجمات طائرات من دون طيار على مينسك وضواحيها من أراضي ليتوانيا، لكن الجيش الليتواني وصف هذا البيان بأنه «معلومات مضللة بنسبة 99 بالمئة»، كما احتجت وزارة الخارجية الليتوانية لدى القائم بأعمال بيلاروس، وعلق ألينيك قائلاً: إن رد فعل ليتوانيا الصاخب هذا يثبت أنها مذنبة، وهو ما يتضح من وقائع تدريب وتمويل التشكيلات شبه العسكرية والمسلحة على الأراضي الليتوانية.