سورية

أكد في كلمته الختامية للاجتماع الموسع للجنة المركزية للحزب أن تفعيل المؤتمرات سيأتي من القواعد … الرئيس الأسد: الانتماء العربي موجود في الشارع ولم يتغير كما يحاول البعض أن يسوق

| الوطن

أكد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الرئيس بشار الأسد، في كلمته الختامية للاجتماع الموسع للجنة المركزية للحزب، أن تفعيل المؤتمرات لن يأتي من القيادات، وإنما من القواعد لأن القواعد حسب النظام الداخلي تستطيع أن تفرض القرار الذي تريد وأن تسحب الثقة من أي عضو أو من أي قيادة تعتقد بأنها غير فاعلة، مشدداً على أن أحوال المرحلة القادمة التي نقبل عليها معقدة جداً بكل الجوانب، ليس في سورية وإنما في الإقليم وفي المنطقة وفي كل العالم على الإطلاق، ولا أحد يستطيع أن يعلم إلى أين تسير الأمور، مشيراً إلى أنه إذا بقينا على الهامش سيأتي من يملأ هذا الفراغ في مجتمعاتنا وفي مجتمعنا السوري تحديداً.

وشدد الرئيس الأسد في الكلمة التي ألقاها مساء أول من أمس السبت، وبثها الموقع الرسمي لحزب البعث أمس الأحد، على أن الانتماء العربي موجود في الشارع، ولم يتغير كما يحاول البعض أن يسوق.

وفيما يلي النص الكامل للكلمة:

في البداية أتوجه بالشكر باسمكم جميعاً وباسم كل الرفاق الحزبيين في حزب البعث، للقيادة القطرية التي انتهت مهامها في هذا الاجتماع، بكل تأكيد أتوا في ظروف صعبة غير مسبوقة في أصعب أوقات الحرب، ولم يكن من السهل في ذلك الوقت التعامل مع القضايا الحزبية والسياسية والأمنية، قاموا بكل ما يستطيعون بأقصى ما يملكون من طاقة أن يقدموا لهذا الحزب وكانوا ملتزمين بشكل كامل، ولكن التبديل والتغيير كما قلت هو سنة الحياة، وأنا متأكد بأنهم سيبقون حزبيين بالعمق بالانتماء الحقيقي والصادق وسيكونون مستعدين في أي وقت من الأوقات لخدمة حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي، أتوجه لكم بالشكر وأنتم معنا الآن في القاعة.

وقال الرئيس الأسد: «الزخم الذي عشناه في الأشهر القليلة الماضية، وبلغنا ذروته في هذا الاجتماع الراقي الحضاري العصري، والذي كان حديث المجتمع السوري اليوم (أول من أمس السبت) وكان متابعاً من مختلف الشرائح البعثية وغيرها، هذا الزخم يجب أن نفكر بشكل جدي كيف يستمر، ليس المطلوب أن نعيش أربعة أشهر من العمل والنشاط والحماس، و(أمس) الأحد تعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً، ربما لدى الكثير منكم الآن شعور بأن من عين في هذا المنصب سيستمر لسنوات، وإن كنا لا نرضى عليه اليوم، أو لن نرضى عليه غداً أو بعد غد، لا خيار أو لا أمل سوى بالانتظار حتى يكون هناك انتخابات أخرى أو مؤتمر أو اجتماع موسع أو مؤتمر حزب، إذا فكرنا بما تحدثت به صباحاً عن الأمور التنظيمية أستطيع أن أقول إن الأمر الآن أصبح بين أيدي القواعد الحزبية لأن هذا الموضوع موجود في النظام الداخلي، نجاحنا في إبقاء هذا الزخم يتعلق، أولاً بقدرتنا كقيادة على إبقاء هذا النوع من الحوار والنشاطات مستمراً وبشكل دوري وبفترات غير متباعدة، وبقدرتكم كحزبيين بمختلف المستويات على تفعيل المؤتمرات، تفعيل المؤتمرات لن يأتي من القيادات، سيأتي من القواعد لأن القواعد بحسب النظام الداخلي تستطيع أن تفرض القرار الذي تريد وأن تسحب الثقة من أي عضو أو من أي قيادة تعتقد بأنها غير فاعلة، فهناك جزء سنحمله نحن خاصة في طرح المواضيع والعناوين التي تحدثت بها أنا صباح (أول من أمس) السبت، والباقي يتعلق بكم كأعضاء مؤتمر، وكأعضاء لجنة مركزية، وأعضاء اجتماع اليوم، أو كأعضاء في المؤتمرات بالمستويات المختلفة، لكن أهم درس نتعلمه من هذا الحراك الذي استمر لأربعة أشهر ونيف، هو أن أنجح الأعمال هي الأعمال التي تشارك فيها أوسع القواعد الحزبية، كلما وسعنا المشاركة كلما كان الحدث أنجح وكلما كان الحراك أكثر إنتاجية، لذلك علينا أن نسعى دائماً لمشاركة القواعد الحزبية، سواء بالحوار أو بالعمل».

الحراك إلى الأمام

وتابع: «من الطبيعي أن نقول في نهاية هذا اليوم إنه كان يمكن أن تكون الأمور أفضل، بالإجراءات بالأسماء هذا صحيح، أي شيء جيد هناك شيء أفضل منه، والسؤال ليس بالضرورة أن تكون النتائج اليوم جيدة، المهم أننا تحركنا خطوة إلى الأمام، القضية نسبية، المهم ألا نبقى في نفس المكان، وأي شخص له الحق، من الموجودين، ومن الحزبيين أن يقول إن ما حصل لم يكن بمستوى الطموح، إن ما حصل من وجهة نظري أو نظر الرفيق الحزبي هو غير جيد، هذا حقه وقد يكون هذا الكلام صحيحاً، لكن يجب أن نتفق على شيء وحيد أننا بدأنا هذا التحرك، وضعنا القطار على السكة الصحيحة ولابد من الاستمرار بهذه الحركة إلى الأمام، والحركة هي فقط القادرة على أن تصحح لنا مسارنا، لا يمكن أن نصحح المسار من الوقوف في المكان، لذلك السلبيات التي ظهرت نستطيع أن نفترض بأنها هي الدروس وهي المؤشر الذي نستطيع أن ننطلق منه باتجاه الأفضل، لو لم تظهر سلبيات اليوم، وقبل في انتخابات الفروع وفي انتخابات الشعب، كان من المستحيل أن نحدد كيف سنتجه بعملية الإصلاح، كلما ظهرت سلبيات أكثر يجب أن نكون مرتاحين لها، لأننا قررنا أن نصلح هذه السلبيات، وبعد إصلاحها وتلافيها سيكون هناك سلبيات جديدة، وسيكون هناك عملية إصلاح أخرى، فإذاً عملية مستمرة وطالما أننا في حالة حركة فإذاً نحن في الاتجاه الصحيح، مثلاً من النقاط التي يجب أن نتساءل عنها لاحقاً هو موضوع الشباب، لدينا مشكلة في حزب البعث في موضوع الشباب سواء في هذه الانتخابات أو في وجود الشباب بشكل عام، هذا عنوان أساسي جداً يجب أن نفكر به ونتحدث عنه لاحقاً بالحوارات الحزبية، تمثيل المرأة كان ضعيفاً جداً وقمنا بتلافيه في التعيين في اللجنة المركزية أو في القيادة، ولكن أنا لا أفترض بأن السبب هو التخلف وعدم قبول المرأة، المشكلة أن النظام الذي وضعناه اليوم وهو نظام حر بشكل مطلق، من الصعب أن نقوم بتحديد الشرائح والعناصر الموجودة به، لذلك ربما إصلاح هذا النظام هو الذي يعيد الأمور إلى نصابها، لا نريد أن نفترض بأن الموجودين على الأقل في هذه القاعة هم من الأوساط المتخلفة والمتزمتة، بكل تأكيد هذا الكلام غير صحيح، ولكن علينا أن نفكر بالنظام الذي سرنا به، يمكن أن نبدله، هناك خلل توزيع نسب بين المحافظات لأسباب لها علاقة بالحرب ولها علاقة بموضوع تثبيت العضوية، هناك موضوع المحافظين ورؤساء المنظمات، هل يمثلون المحافظات التي ينتمون إليها؟ إذا كان شخص يعيش في محافظة أخرى بحكم المهمة فمن الصعب أن يخوض انتخابات في محافظته الأساسية وإذا كان في محافظة أساساً ليست محافظته فهو لا يمثل الأشخاص الموجودين فيها، سيقول البعض بأن الحزب دائرة واحدة، صحيح، ولكن إذا كانت دائرة واحدة فلماذا يكون هناك فروع وشعب؟ الفروع والشعب تمثل المناطق الموجودة فيها، هذه النقاط بحاجة إلى مناقشة، اليوم الجدل الذي حصل بالنسبة لموضوع النظام الانتخابي بحد ذاته جدل جيد، يظهر حجم التفاصيل الموجودة التي علينا أن ندخل بها لكي نصلح الإجراءات الحزبية».

النظام الداخلي أساس التطوير

وقال الرئيس الأسد: «على القيادة الجديدة أن تعمل أول شيء على تطوير النظام الداخلي، أنا ذكرت جزءاً من المواضيع صباحاً ولكن لديكم مواضيع أخرى مهمة أو أكثر أهمية، يجب أن توضع كلها في سلة واحدة لكي نناقش النظام الداخلي للحزب، هناك النظام الداخلي للجنة المركزية، هناك تداخل وأحياناً تناقض بينه وبين النظام الداخلي للحزب، هذا بحاجة لإصلاح، أو ربما يقول البعض نحن بحاجة لنظام داخلي واحد للحزب وللجنة المركزية وللجنة الرقابة، هذه نقاط تقنية تناقش لاحقاً، لكن المهم أن النظام الداخلي للحزب هو أساس التطوير، بنفس الإطار دراسة موضوع التفرغ الحزبي أيضاً ذكرناه، وتحديد الأعداد المناسبة للقيام بالمهام، أيضاً من المهام الأولى للقيادة المركزية القادمة، تحدثنا أيضاً عن موضوع تفعيل مؤتمرات الفروع، هذا الموضوع أنا أعتقد كما قلت قبل قليل أنه بين أيديكم، يعني أنا سأحمّل القيادة مسؤولية، وأتحمل معها المسؤولية وسأحملكم وبقية الرفاق خارج الاجتماع مسؤولية تفعيل المؤتمرات الحزبية، المهم أن يكون ضمن أنظمة داخلية واضحة، وطبعاً معالجة الخلل في تثبيت العضوية هو شيء أساسي، المهم أن نطلب من القيادة خلال بضعة أشهر فقط أن تضع تصوراً ويعرض هذا التصور أو ورقة العمل أو خطة العمل، لا تهم التسمية، على اللجنة المركزية، ولاحقاً أو ربما بالتوازي على الفروع والشعب من أجل أن يكون هناك نقاش حزبي واسع ونأخذ تغذية راجعة من المستويات الأدنى، لكي نبني عليها القرارات في القيادة، في كل أحوال المرحلة القادمة التي نقبل عليها الآن هي مرحلة معقدة جداً بكل الجوانب، ليس في سورية وإنما في سورية وفي الإقليم وفي المنطقة وفي كل العالم على الإطلاق، ولا أحد يستطيع لا محللاً سياسياً ولا خبيراً إستراتيجياً ولا كل هذه التسميات، لا أحد يستطيع أن يعرف إلى أين تسير الأمور، لكن نحن لا نضيع وقتنا بالانتظار لكي نقول ما الذي سيحصل؟ علينا أن نتحرك دائماً إلى الأمام ولا يوجد شيء مستحيل على الإطلاق، المهم ألا نقبع بحالة انتظار، لأننا إذا بقينا على الهامش سيأتي من يملأ هذا الفراغ في مجتمعاتنا، وفي مجتمعنا السوري تحديداً، لذلك يجب أن ننطلق بأقصى سرعة في النقاط التي تحدثت عنها».

وأكد الرئيس الأسد أن «واجب الحزب في هذه المرحلة أولاً أن يضع أفكاراً ورؤى جامعة لكل مكونات الوطنية من أعراق وأديان وتيارات فكرية وتيارات سياسية، رؤى وأفكار تعبر عن تطلعات مختلف الشرائح السورية، الشرائح الاقتصادية الاجتماعية الثقافية وغيرها، طبعاً الحالة معقدة ولكن أيضاً كل ذلك ممكن عندما يكون لدينا الرغبة والإرادة والتنظيم العالي والمجهود الفكري الضروري، لأنه من دون فكر لا نستطيع أن نقنع الآخرين بوزن مؤسسة الحزب المهمة جداً في تاريخ سورية، ليس لأنها قديمة ولا لأنها حاكمة، ولكن لأنها كما قلت صباحاً هي لا تنطلق من نظرية وإنما تنطلق من انتماء، فأي حزب آخر إذا لم يكن قومياً أو دينياً على ماذا يستند، لا يستطيع أن يستند، يخترع نظرية ليس لها قيمة، ولكن نحن نستند إلى انتماء طبيعي موجود في المجتمع، وقد يكون هناك كثير من الأشخاص القوميين ولكنهم غير بعثيين، هذا هو الانتماء الطبيعي، حتى رأينا بكأس العالم في قطر من عام ونيف كيف تفاعل الناس مع القضية الفلسطينية، وطبعاً لم يكن هناك بعد أحداث غزة»، وقال: «إن موضوع العروبة والانتماء العربي موجود في الشارع العربي، ولم يتغير كما يحاول البعض أن يسوق».

الطروحات الجدلية

وأوضح الرئيس الأسد: «هناك نقطة مهمة، الحزب لم يكن في أغلب الأحيان جزء من الحراك الفكري الاجتماعي المتسارع في سورية، كنا نتصرف كحزب وكأننا سلطة تنفيذية بالشكل الرسمي، بالشكل الجامد، المجتمع في حالة حراك خاصة مع وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة مع الانفتاح العالمي الموجود، فهناك في المجتمع طروحات، وطروحات جدلية، والطروحات الجدلية حقيقة هي جيدة عادة لأنها تخلق تفكيراً وتطور فكر المجتمع، ولكن بحاجة إلى وعي، وخاصة عندما يكون هناك تدخل أو دخول على الحوار من الجهات المعادية تتحول الأفكار والطروحات الجدلية إلى مادة للانقسام الاجتماعي، غالباً وربما دائماً لا نرى بأن حزب البعث هو جزء من هذا الحراك، علينا أن ندخل في هذه الطروحات ونعرّف المصطلحات بالشكل الذي نعتقد بأنه يوحد المجتمع، وأنا وضعت عدداً من العناوين كأمثلة، عندما كان هناك حديث عن الأخلاق والدين، تذكرون عندما ذهبت إلى جامع العثمان في عام 2020 وتحدثت عن موضوع الدين والأخلاق والعلمانية والدولة، كانت طروحات جدلية، لكن تحدثت بصفتي التنفيذية، من الضروري جداً أن يكون حزب البعث هو الذي يتصدى لهذه الجوانب الجدلية والفكرية في المجتمع ولدينا القدرة أن نكون السباقين وأن تكون وجهة نظرنا السائدة في المجتمع وبسهولة، وليس لدينا مشكلة أعتقد، لدينا القدرة على ذلك، الأخلاق والدين، الأخلاق والوطنية، الدين والتطرف، الدين والوطنية، الدين والعلمانية، العروبة والإسلام والمسيحية، الهوية الوطنية والقومية وغيرها من الطروحات المختلفة التي تطرح بشكل مستمر».

وقال: «نحن أمام مرحلة يجب أن ننطلق فيها بثقة وقوة، وأنتم تمكنتم في هذه الأشهر مع بقية الرفاق المشاركين في تلك الانتخابات من تقديم صورة متميزة عن حزبنا، متميزة وراقية وحضارية، وتفاعل المجتمع معها تجاوز الساحة الحزبية إلى الساحة الوطنية بشكل عام، وأثبتم أن الحزب يمتلك طاقة كبيرة جداً، وفُعلت بإرادة الحزبيين، لم تفعل بأي إرادة أخرى لمسها الجميع وعلينا ألا نسمح لها بالتخامد».

وختم الرئيس الأسد كلمته بالقول: «ما قمنا به جميعاً في هذه المرحلة يجعلنا نكون متأكدين وواثقين من قدرتنا على النهوض والانطلاق كحزبيين وما نحتاجه هو المزيد من الإرادة والتحدي، ويجب أن نقوم بذلك وكلنا فخر واعتزاز بماضي حزبنا وبتاريخه وبإنجازاته، وأن نكون واثقين بمستقبله أيضاً، أتمنى لأعضاء القيادة الجديدة كل التوفيق في القيام بمسؤولياتهم الجسام، وأتمنى أن ننجح جميعاً في معركة زرع الأمل مقابل الوهم، والأمل في مقابل الإحباط لكي نضيف لتاريخ حزبنا فصلاً جديداً مشرقاً تذكره الأجيال القادمة، تحياتي لكم ولكل رفيق في أرجاء هذا الوطن العزيز. والسلام عليكم ورحمة الله».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن