حذرت من عواقب نشر واشنطن صواريخ في آسيا والمحيط الهادئ … موسكو: بدء الاستعدادات لتنفيذ تدريبات على استخدام أسلحة نووية غير إستراتيجية
| وكالات
أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات عسكرية على استخدام الأسلحة النووية غير الإستراتيجية، وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن أوامر بوتين جاءت رداً على تصريحات المسؤولين الغربيين الذين تحدثوا عن الاستعداد أو حتى عن النية لإرسال وحدات مسلحة إلى أوكرانيا في جولة جديدة من تصعيد التوتر وبالطبع يتطلب الأمر اهتماماً خاصاً وتدابير خاصة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أمس الإثنين وفقاً لموقع «روسيا اليوم»: «بناءً على تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، ومن أجل زيادة جاهزية القوات النووية غير الإستراتيجية لتنفيذ المهام القتالية، بدأت هيئة الأركان العامة الاستعدادات لإجراء تمرين في أقرب وقت مع التشكيلات الصاروخية للمنطقة العسكرية الجنوبية بمشاركة الطيران، وكذلك قوات البحرية».
وحسب البيان سيتم خلال التمرين تنفيذ مجموعة من الأنشطة للتدرب على إعداد واستخدام الأسلحة النووية غير الإستراتيجية، موضحاً أن التمرين يهدف إلى الحفاظ على جاهزية أفراد ومعدات الوحدات المعنية بالاستخدام القتالي للأسلحة النووية غير الإستراتيجية، وذلك من أجل الاستجابة ومن أجل ضمان سلامة أراضي الدولة الروسية وسيادتها من دون قيد أو شرط رداً على التصريحات الاستفزازية والتهديدات الصادرة عن بعض المسؤولين الغربيين بحق روسيا.
إلى ذلك وتوضيحاً لسبب صدور هذه الأوامر من بوتين، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في تصريح: «إن تصريحات المسؤولين الغربيين الذين تحدثوا عن الاستعداد أو حتى عن النية لإرسال وحدات مسلحة إلى أوكرانيا تعتبر جولة جديدة من تصعيد التوتر، إنه أمر غير مسبوق، وبالطبع يتطلب الأمر اهتماماً خاصاً وتدابير خاصة».
بدوره كتب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف عبر قناته على «تلغرام»: «يتزايد عدد الأوغاد بين النخبة السياسية الغربية الذين يدعون إلى إرسال قواتهم إلى بلد غير موجود، وهي تضم الآن ممثلين عن الكونغرس الأميركي والقيادة الفرنسية والبريطانية والمجانين من دول البلطيق وبولندا، كما يدعون إلى الاستخدام النشط لصواريخهم لضرب الأراضي الروسية».
وأضاف: «هناك تدهور واضح للطبقة الحاكمة في الغرب، وإن إرسال قواتهم إلى أراضي أوكرانيا السابقة سيعني الدخول المباشر لبلدانهم إلى الحرب التي سيتعين علينا الرد عليها وليس على أراضي أوكرانيا السابقة، وفي هذه الحالة لن يتمكـن أي منهـم مـن الاختبـاء في كابيتول هيل أو في قصر الإليزيه أو في داونينغ ستريت، وستكون هناك كارثة عالمية، ولهذا السبب بدأت هيئة الأركان العامة اليوم الاستعدادات لإجراء تدريبات على استخدام الأسلحة النووية غير الإستراتيجية».
وفي وقت سابق أمس صرح سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية ريغوري ماشكوف بأن خطط الولايات المتحدة لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ستؤدي حتماً إلى سباق تسلح صاروخي، وستضطر روسيا إلى الرد على التهديدات الجديدة للأمن واتخاذ تدابير لضمانه، بما في ذلك، إذا لزم الأمر، في مجال الردع النووي.
وقال ماشكوف لوكالة «سبوتنيك»: من الواضح أن هذا لا يبشر بالخير للاستقرار العالمي، فالخطط الأميركية، إذا تم تنفيذها، ستثير حتماً موجة قوية من سباق التسلح الصاروخي المتعدد الأطراف مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب».
وأضاف: من جانبنا سنكون مضطرين للرد على التهديدات الجديدة لأمننا وسنتخذ كل التدابير اللازمة لضمان ذلك، بما في ذلك، إذا لزم الأمر، مجال الردع النووي، ففي نهاية المطاف، يمكن أن تتعرض المنشآت الروسية الحساسة، بما في ذلك مراكز القيادة وقواعد قواتنا النووية للهجوم من الصواريخ الأميركية، خلال فترة تحليق قصيرة.
وأشار إلى أن السلطات الروسية، قالت في مناسبات عدة إن موسكو لن تعتبر نفسها ملزمة بالالتزامات المتعلقة بوقف اختياري من جانب واحد لنشر الصواريخ النووية المتوسطة المدى عندما تظهر الصواريخ الأرضية الأميركية في مناطق مختلفة من العالم، وخاصة في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، مضيفاً: ومع ذلك، يصرح الجيش الأميركي علناً أن الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى البرية ستظهر في المنطقة الآسيوية، بحلول نهاية العام، وقد بدأت بالفعل في جلبها إلى هناك لاستخدامها في التدريبات، ومنذ بعض الوقت، بدأت تظهر أنظمة صاروخية مماثلة أميركية الصنع خلال التدريبات العسكرية في أوروبا.
وأطلقت روسيا والولايات المتحدة الأميركية حواراً منتظماً حول الاستقرار الإستراتيجي بعد الاجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن، بجنيف في صيف عام 2021، وكمتابعة للاجتماع، عقدت في جنيف جولات عدة من المشاورات المشتركة بين الإدارات الروسية والأميركية بشأن الاستقرار الإستراتيجي.
بعد المشاورات التي أجريت، في نهاية أيلول 2021، تم إحراز تقدم في بعض القضايا، بما في ذلك إنشاء فريقين عاملين، «بشأن مبادئ وأهداف تحديد الأسلحة في المستقبل»، و«بشأن الإمكانات والإجراءات الإستراتيجية»، ومع ذلك بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تم تقليص كل أشكال الحوار.
ومن جانب آخر اعتقل الأمن الروسي مواطناً روسياً في مدينة تامبوف خطط بالتعاون مع الاستخبارات الأوكرانية لتنفيذ تفجيرات في المدينة.
وأفاد جهاز الأمن الفيدرالي في بيان أمس بأن الأمن أحبط بالتعاون مع موظفي السكك الحديدية الروسية في تامبوف الأنشطة غير القانونية لمواطن روسي من مواليد عام 1980 كان يخطط لتفجير عبوات ناسفة بالقرب من مباني محكمة الصلح في تامبوف بناءً على تعليمات من أجهزة الاستخبارات الأوكرانية.
وحسب البيان، اعترف المعتقل بأنه تم تجنيده من أجهزة الاستخبارات الأوكرانية لتنفيذ أعمال تخريبية وهجمات إرهابية على أراضي روسيا.