الاحتلال قصف شرق رفح.. والمقاومة مستعدة وأي عملية لن تكون نزهةً … حماس توافق على وقف إطلاق النار.. وإسرائيل تدرس الرد وسط عاصفة تشكيك من مسؤوليها
| وكالات
أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، أمس الإثنين، قبولها مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي تقدمت به مصر وقطر، الأمر الذي رد عليه المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل هاغاري بالقول: إنه تجري دراسة رد حماس «بجدية»، فيما بدأت عاصفة من التشكيك من جانب مسؤولين سياسيين في الكيان.
وقالت حماس في بيان، حسب وكالة «رويترز»: إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى «اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهم موافقة حركة حماس على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار».
كما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة طاهر النونو قوله: إن حماس وافقت على مقترح يشمل وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار وعودة النازحين وتحرير الأسرى.
وفي بيانها أوضحت الحركة «أن الروح الإيجابية التي تعاملت بها قيادة الحركة عند دراستها مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته مؤخراً، فإنها ذاهبة إلى القاهرة بنفس هذه الروح للتوصل إلى اتفاق»، وأضافت: «في ضوء الاتصالات الأخيرة مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، سيتوجَّه (اليوم) الثلاثاء وفد حماس إلى القاهرة لاستكمال المباحثات»، وقال البيان: إن «حماس وقوى المقاومة الفلسطينية عازمون على إنضاج الاتفاق، بما يحقق مطالب شعبنا بوقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل جادة».
ونقلت وسائل إعلام عن مصدر سياسي في إسرائيل، تأكيده أن حماس وافقت على مقترح مصري معدل لوقف إطلاق النار يختلف عن الصيغة التي وافقت عليها تل أبيب.
وحسب المصدر، فإن الحركة وافقت على مقترح من 3 مراحل يبدأ بهدنة لـ40 يوماً في القطاع، وتشمل المرحلة الأولى وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من وادي غزة، إضافة إلى عودة النازحين، وتبادل عدد من الأسرى بين الجانبين، على أن تتضمن المرحلتان الثانية والثالثة هدنة لـ 42 يوماً لكل مرحلة.
واعتبر مصدر إسرائيلي أن رد حماس «لا نأخذه على محمل الجد، وهو رد أحادي منها، وحين نتسلمه سندرسه ونرد عليه»، ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن المصدر قوله: إن المقترح الذي وافقت عليه «حماس» لم توافق عليه إسرائيل حتى الآن، معتبراً أن المسودة المصرية كانت «مخففة»، و«غير مقبولة» لدى إسرائيل.
وحسب الإعلام الإسرائيلية، فإن مصر أرسلت رسالة إلى تل أبيب تطالبها بوقف العملية البرية في رفح، لكن المسؤولين في إسرائيل يقدرون أن الرسالة المصرية جاءت نتيجة للتقييم الذي يتوقع أن يعمل فيه الجيش الإسرائيلي.
وقال مسؤول في «حماس» مفضلاً عدم ذكر اسمه: «بعد موافقة حماس على اقتراح الوسطاء لوقف إطلاق النار، الكرة الآن في ملعب الاحتلال الاسرائيلي ما إذا كان الاحتلال سيوافق على اتفاق وقف إطلاق النار أم أنه سيعطله».
وفي وقت لاحق أمس، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري في أول تعليق رسمي على موافقة حماس: إنه تجري دراسة رد حماس على مقترح الهدنة بجدية، وقال: «إننا ندرس كل إجابة وكل رد بجدية ونستنفد كل الإمكانات فيما يتعلق بالمفاوضات وإعادة الرهائن».
يأتي ذلك فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوسط السياسي في إسرائيل لم يأخذ إعلان حماس قبولها مقترح الهدنة محمل الجد، مشيرين إلى أن حماس وافقت على صيغة معدلة من المقترح الذي لم توافق عليه إسرائيل بعد.
ونقلت «القناة 12» الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهما: «سندرس جواب حماس، الاقتراح الحالي يختلف عن الصيغة التي وافقت عليها إسرائيل»، وأضافا: «هذا اقتراح بعيد المدى وغير مقبول بالنسبة لإسرائيل»، فيما اعتبر مسؤول حكومي أن إعلان حماس قبول مقترح وقف النار هو خدعة تهدف إلى إظهار إسرائيل كدولة متمردة.
التطورات السياسية نهاية يوم أمس، كان قد سبقها إعلان جيش الاحتلال المطالبة بإخلاء شرق مدينة رفح، تمهيداً لعملية عسكرية، على حين أكدت حماس أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في المدينة لن تكون نزهةً لقوات الاحتلال.
وحسب موقع «الميادين» أكدت حركة حماس، أمس الإثنين، أن أي عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لن تكون نزهةً لـ«جيش الاحتلال الفاشي»، مُشدّدةً على أن «مقاومتنا الباسلة، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسّام على أتم الاستعداد للدفاع عن شعبنا، ودحر هذا العدو، وإجهاض مخططاته وإفشال أهدافه».
وقالت حماس في بيان: إن الخطوات التي يتّخذها جيش الاحتلال تحضيراً للهجوم على مدينة رفح المكتظة بنحو مليون ونصف مليون من أهالي رفح والنازحين، وإنذاره السكان بإخلاء المناطق الشرقية منها، وسط قصف جوي ومدفعي متواصل خلَّف مجازر في المدنيين الأبرياء، هي جريمة صهيونية.
وأضافت الحركة: إن هذه الجريمة تؤكّد إصرار حكومة نتنياهو على المضي في حرب الإبادة، مدفوعاً بحساباته السياسية «المرتكزة على التهرُّب من استحقاقات أي اتفاق يُنهي العدوان، من دون الاكتراث للكارثة الإنسانية المتواصلة في القطاع أو لمصير أسرى العدو في غزة».
ومنذ ساعات صباح أمس، واصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي شن سلسلة غارات على شكل أحزمة نارية شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع تهديدات جيش الاحتلال بقصف سكان مناطق شرق المدينة من أجل إخلائها.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن إسرائيل تفرض الحصار والعقاب الجماعي على الفلسطينيين في القطاع، وتضع العراقيل غير القانونية أمام النفاذ الآمن والسريع والمستدام للمساعدات.
ودعا شكري في هذا الإطار للتمسك بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2720، واستحداث الآلية الأممية في غزة للإنفاذ الفوري غير المشروط للمساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع.
بدورها أكدت الرئاسة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ فعلياً التمهيد لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، محملة الإدارة الأميركية مسؤولية الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وصباح أمس، أكد مصدر إسرائيلي لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن سبب إخفاق صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزّة هو تعنّت نتنياهو بشأن عملية إسرائيلية في رفح.
وأفاد مصدرٌ بأن «صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزّة كانت قريبة من النجاح»، مؤكداً أن الأمر الذي أفشل نجاح الصفقة هو تعنّت نتنياهو بشأن عملية إسرائيلية في رفح، وهذا الأمر دفع حماس إلى تشديد مواقفها بهدف منع الجيش الإسرائيلي من دخول المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزّة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية نهاية الشهر الماضي: إن «عملية رفح لا تحمل أي ميزة استراتيجية، وتأتي في ظلّ خسارة إسرائيل أي رصيد دولي، وستنتهي بالانسحاب وتسليم المفاتيح إلى حركة حماس، كما جرى في خان يونس جنوب قطاع غزّة».
واعتدى الاحتلال الإسرائيلي على بيوت المدنيين في رفح ودمّر عدداً من المنازل المأهولة وغير المأهولة، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء أكثر من 20 شهيداً وسقوط عدد من الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.
يأتي ذلك على حين تشهد الضفة الغربية مواجهات بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت عدة مناطق في شمالها وجنوبها.
وتصدى المقاومون الفلسطينيون فجر أمس الإثنين لسلسلة اقتحامات شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدّة مناطق في الضفة الغربية، وأعلنت «سرايا القدس- كتيبة طوباس» إيقاعها قوة إسرائيلية مترجلة بكمين في محيط ديوان الضبابات، حيث استهدف المقاومون قوات الاحتلال بصليات كثيفة من الرصاص، مؤكدة أن مجاهديها تمكنوا من تحقيق إصابات مباشرة في صفوف جنود جيش الاحتلال في هذا الكمين.
وفي طولكرم شمال الضفة، أعلنت «كتائب القسام- طولكرم» أن مجاهديها يخوضون برفقة إخوانهم في فصائل المقاومة اشتباكاً مع جيش الاحتلال المتوغل.
واستهدف المقاومون جرافة عسكرية للاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم نور شمس، حيث اقتحمت قوات إسرائيلية المخيم وعمدت إلى تدمير البنية التحتية للمخيم، وسط انقطاع التيار الكهربائي في عدة أحياء فيه.
كذلك اندلعت اشتباكات بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم عسكر في مدينة نابلس شمال الضفة، وفق ما أكدت مراسلة «الميادين».
وامتدت اقتحامات قوات الاحتلال إلى بلدة جيوس شرق قلقيلية وإلى بلدة بيتونيا غرب رام الله وإلى بلدة الخضر ومخيم الدهيشة في بيت لحم جنوب الضفة.