الصحافة الأميركية منزعجة و«نيويورك تايمز»: محاولة لخلق عالم خالٍ من هيمنة الولايات المتحدة … شي خلال محادثاته مع ماكرون: لنعمل على درء حرب باردة جديدة وتدعيم المنافع المتبادلة
| وكالات
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال اجتماع ثلاثي عقده بعد وصوله إلى باريس، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين أنه «يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي، تقديم مساهمات جديدة باستمرار للسلام والتنمية العالميين».
ونقل التلفزيون المركزي الصيني عن، شي قوله: يجب على الصين والاتحاد الأوروبي بناء التوافق الإستراتيجي وتطوير التعاون الإستراتيجي وتعزيز التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، وتقديم مساهمات جديدة باستمرار للسلام والتنمية العالميين.
وذكر شي إنه يتعين على الصين وفرنسا التمسك بالاستقلال والعمل معا على درء «حرب باردة جديدة» أو المواجهة بين التكتلات، بحسب وكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، التي نقلت عن الرئيس الصيني قوله أيضا خلال الاجتماع إنه يتعين على الصين وفرنسا تدعيم المنافع المتبادلة والمعارضة المشتركة لـ«فك الارتباط» وتعطيل سلاسل الصناعة والإمداد والقول معا «لا» لبناء الحواجز.
من جهتها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أمس، عقب المحادثات إن الاتحاد الأوروبي لن يتردد في اتخاذ «قرارات حازمة» لحماية اقتصاده وأمنه، وسط علاقات تجارية متوترة مع الصين، بحسب «فرانس 24»
ووصل شي وزوجته بينغ ليوان، إلى العاصمة الفرنسية باريس، أول من أمس الأحد، لبدء زيارة دولة لفرنسا، وهي أول رحلة يقوم بها زعيم صيني إلى هذا البلد الأوروبي، منذ 5 سنوات.
وتعتبر هذه الزيارة جزءاً من جولة أوروبية يقوم بها الرئيس الصيني، وتستمر من 5 إلى 10 أيار الجاري، حيث يزور فيها أيضاً صربيا والمجر، بالإضافة إلى فرنسا.
وتحظى جولة الرئيس شي في أوروبا، التي بدأها بزيارة لباريس، باهتمام واسع لدى وسائل الإعلام العالمية والغربية، حيث تناولت الصحف هذه الزيارة وحللت أبعادها من النواحي الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية.
وذكرت تقارير صحفية أن العلاقات الاقتصادية الأوروبية الصينية تخيم على جدول أعمال الزيارة، إذ يحمل شي استثمارات صينية تقدّر بمليارات الدولارات، تشمل صفقات تجارية ضخمة، وفرص استثمار واعدة، ومشروعات بنية تحتية من المقرر أن يطرحها على الجانب الأوروبي، وإضافة إلى ملف العلاقات التجارية والاقتصادية؛ يبحث شي، وخصوصا في باريس، الحرب في أوكرانيا، بينما تمهّد مشاريع البنية التحتية التي دعمتها بكين بمليارات الدولارات في المجر وصريبا الطريق أمام شي خلال زيارته للبلدين الواقعين شرق أوروبا.
والاتحاد الأوروبي هو ثاني أكبر شريك تجاري للصين، لكن التوترات تتصاعد بسبب اتهامات بروكسل لبكين بزيادة الفائض الصناعي، لتعزيز النمو الاقتصادي الصيني، مما يثير مخاوف من إغراق الأسواق الأوروبية بالمنتجات الصينية.
واعترضت بروكسل على تزايد الفائض التجاري في السلع الصينية، والذي بلغ 291 مليار يورو في عام 2023، بانخفاض عن الرقم القياسي الذي بلغ حوالي 400 مليار يورو في العام السابق، ولكن أعلى بكثير من مستويات العقد السابق.
واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز»، في مقال نشرته عن الزيارة، أن الرئيس الصيني يهدف في زيارته إلى «اغتنام الفرصة لإضعاف علاقات أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وخلق عالم خالٍ من الهيمنة الأميركية».
بينما حللت صحيفة «بوليتيكو»، الزيارة من جانب اقتصادي بحت، خصوصاً فيما يتعلق بالمنافسة العالمية في سوق صناعة السيارات الكهربائية، حيث جاء في مقالها: «شي جين بينغ، وإيمانويل ماكرون مثل إمبراطورين يستعدان للقتال، وعلى خلفية الخلافات حول السيارات الكهربائية والكونياك وأوكرانيا، قد لا يكون العشاء بينهما ممتعاً للغاية»، على حد تعبيرها.
أما صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»، فقد اعتبرت أن «رحلة الرئيس الصيني إلى أوروبا، هي محاولة لاستعادة ثقتها، تزامناً مع ظهور شقاق وخلاف بين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها بسبب الالتزامات الأمنية الأميركية تجاه أوكرانيا».
من جانب آخر بحث رئيس وكالة إدارة الكوارث الصومالية، محمود معلم عبدلي، مع القائم بالأعمال الصيني، تشن ويندي، أمس، مجالات التعاون المحتملة وتعزيز العلاقات الثنائية بين الصومال والصين.
وخلال لقاء جمعهما في السفارة الصينية بالعاصمة الصومالية مقديشو، ناقش الجانبان سبل التعاون المختلفة في إدارة الكوارث، كما استعرض الطرفان عدداً من المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك بين الدولتين.
وحسب موقع «الميادين» ركّزت المناقشات بين المسؤولين على تعزيز قدرة الوكالة الصومالية بشأن إدارة الكوارث والاستجابة لها بفاعلية، إلى جانب تطوير التنمية المستدامة في الصومال وتعزيزها بشكل مستمر.
من جهته، أكد القائم بالأعمال الصيني التزام بلاده بدعم الصومال في عدد من المجالات الحيوية بما ينسجم مع مبادرة «الحزام والطريق» التي أعلنتها بكين.
وشملت هذه المجالات تحقيق النمو الاقتصادي، وتعزيز الاستقرار، إلى جانب الاكتفاء الذاتي وفق إستراتيجية الصين الأوسع لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع دول أفريقيا.
ويمثل اللقاء بين الوكالة الصومالية لإدارة الكوارث والمسؤول الصيني خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في إدارة الكوارث والتنمية.