أكد رفض بلاده تحويل الأزمة الأوكرانية إلى ذريعة لحرب باردة جديدة … الرئيس شي: نتعامل مع الاتحاد الأوروبي من منظور استراتيجي
| وكالات
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال اجتماع ثلاثي عقده أمس في باريس، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنه «يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي، تقديم مساهمات جديدة باستمرار للسلام والتنمية العالميين»، مجدداً موقف بلاده الرافض لتحويل الأزمة الأوكرانية إلى ذريعة لحرب باردة جديدة.
ونقل التلفزيون المركزي الصيني عن شي قوله: «يجب على الصين والاتحاد الأوروبي بناء التوافق الاستراتيجي وتطوير التعاون الاستراتيجي وتعزيز التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، وتقديم مساهمات جديدة باستمرار للسلام والتنمية العالميين».
وذكر شي أنه يتعين على الصين وفرنسا التمسك بالاستقلال والعمل معاً على درء «حرب باردة جديدة» أو المواجهة بين التكتلات، حسب وكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، التي نقلت عن الرئيس الصيني قوله أيضاً خلال الاجتماع: إنه يتعين على الصين وفرنسا تدعيم المنافع المتبادلة والمعارضة المشتركة لـ«فك الارتباط» وتعطيل سلاسل الصناعة والإمداد والقول معاً «لا» لبناء الحواجز.
وأضاف: «إن الصين تَعدُّ أوروبا بُعداً مهماً في دبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية، وشريكة مهمة في طريقها نحو التحديث صيني النمط»، وأكد شي أن الصين تتعامل دائماً في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي من منظور استراتيجي وطويل الأجل.
ولم تغب حرب غزة عن تصريحات الرئيس الصيني الذي أكد استعداد بلاده للعمل مع الاتحاد الأوروبي لدعم مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقاً وأكثر موثوقية وفاعلية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال: «إن الطريق للخروج من الصراع في الشرق الأوسط هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة»، مشدداً على أن المهمة العاجلة هي تحقيق وقف كامل لإطلاق النار في غزة بأقرب وقت ممكن، في حين الأولوية الرئيسية هي تقديم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين.
وحول الوضع في أوكرانيا شدد الرئيس الصيني على ضرورة تهيئة الظروف لمفاوضات السلام، وقال: «نحن نعارض استخدام الأزمة في أوكرانيا لتشويه سمعة دول ثالثة، وكذلك لإثارة حرب باردة جديدة»، وأضاف: «ترغب الصين وفرنسا والاتحاد الأوروبي في وقف عاجل لإطلاق النار واستعادة السلام في أوروبا، ويدعمون أيضاً التوصل إلى حل سياسي للأزمة»، وتابع «يتعين على الأطراف الثلاثة العمل معا لمواجهة انتشار تداعيات الصراع ومنع تصعيد الأعمال القتالية، وتهيئة الظروف لمفاوضات السلام، وضمان الطاقة الدولية والأمن الغذائي، والحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد».
من جهته قال الرئيس الفرنسي: إن فرنسا ليست بحالة حرب مع روسيا، وهي لا تسعى لتغيير السلطة في روسيا، مؤكداً مع ذلك استعداد أوروبا لمواصلة دعم أوكرانيا طالما كان ذلك مطلوباً.
ووصل الرئيس الصيني وزوجته بنغ لي يوان إلى باريس أول أمس في زيارة دولة، هي الأولى له إلى فرنسا منذ خمس سنوات، وذلك في إطار جولته الأوروبية، التي ستستمر من 5 إلى 10 أيار وسيقوم الرئيس الصيني خلالها بزيارة صربيا وهنغاريا.