من دفتر الوطن

صالون سورية للحوار

| عبد الفتاح العوض

قراءة موضوعية لكلمة السيد الرئيس بشار الأسد أمام اللجنة المركزية للبعث تقدم لنا رؤية للقضايا الشائكة التي على المجتمع السوري أن يحسم أمره تجاهها.

الجملة المفتاحية التي يمكن أن ننطلق منها ما قاله السيد الرئيس بوضوح تام «أنا هنا اليوم كي أطلق النقاش» وفي تفسيره لذلك قال السيد الرئيس: إن القضايا الكبرى التي تمس المواطنين لا تبنى على أمين عام أو رئيس جمهورية أو رئيس حكومة.. هذه المواضيع بحاجة لإطلاق حوار واسع».

هنا لب الموضوع.. الموضوعات الكبرى التي تحتاج إلى حوار سوري ومجتمعي واسع تحاول الإجابة على سؤال مهم… كيف نريد سورية ما بعد الحرب؟!

خلال الفترة السابقة تم تأجيل كثير من الحسم في قضايا معينة تحت عنوان أن الأوضاع لا تسمح، لكن السيد الرئيس بوضوح قال جملة قاطعة: «إن التأجيل ليس هو الخيار الصحيح، بل السير في التطور بأقصى سرعة هو الخيار وهو الوسيلة والطريقة ربما الوحيدة لمواجهة الظروف الصعبة».

من هنا فإن الجميع وعلى كل المستويات مدعوون ليس للمشاركة فقط في حوار وطني واسع بل المطلوب أن يرتقي كل منا إلى مستوى عال من المسؤولية لأن هذه القضايا محل النقاش تحتاج فعلاً إلى وعي مجتمعي من نوع خاص.

المسألة الآن كيف نبدأ هذا الحوار وإن كانت أقيمت ندوات وورشات نوقشت فيها كثير من القضايا المطروحة لكنها لم ترتق لمستوى أكثر من تبادل آراء لم يصل إلى مقترح ولم يتم تبني أفكار واقعية وقابلة للتطبيق.

هل تقوم الحكومة بإدارة هذا الحوار أم النقابات والاتحادات المهنية والاقتصادية.. أم يوكل الأمر إلى الجامعات؟!

من باب الاقتراح فإننا بحاجة إلى مرحلة عصف فكري يؤدي في الختام إلى إقامة مؤتمر وطني يقدم اقتراحات محددة من خلال لجان مختصة وتمثل شرائح المجتمع وتكون الدولة هي «الحكم» العادل والقاضي الذي لا يسمح لمصلحة فئة أن تطغى على فئات أخرى وهو الدور الحقيقي للدولة.

وثمة دور خاص للإعلام في هذا المجال بحيث يكون من الشجاعة والنزاهة لنقل معظم الآراء حتى ولو بدت تغرد خارج السرب.

الاهتمام الشعبي يتركز في الأساس على الوضع المعيشي والحالة الاقتصادية ومن هنا فإن دور الدولة أن تكون «حارساً» على المصلحة العامة.

إن مرحلة الحوار هي المرحلة التي تؤسس لما بعدها ومن الجيد ألا نتأخر في إدارة هذا الحوار مع إدراك أن الكثير منا لا يملك ثقافة الحوار ولا أدواته، لكننا نستطيع معاً أن نتعلم وبسرعة أن المستقبل هو ما نقرره الآن.

هذه دعوة لتتحول سورية إلى صالون حوار واسع ومثمر..

أقوال:

– الحوار يفضح العقول والغضب يفضح الأخلاق فإن حاورت إنساناً فسترى عقله وإن غضب فسترى خلقه.

– يجب أن تذهب إلى الحقيقة بكل روحك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن