رياضة

ظلم ذاتي

| مالك حمود

لعل أصعب أنواع الظلم هو أن يظلم المرء نفسه.

والمصيبة عندما يكون الظلم الذاتي بجهالة، أما عندما يكون بمعرفة فالمصيبة أدهى وأمر.

انتهى (الفاينال 6) لسلة المحترفين والحديث عن أحداثه لم ينته، بما فيها من مفارقات وغرائب.

حتى الآن ما زلت أبحث عن التبرير المنطقي والعقلاني لما فعلته سلة نادي الجيش بنفسها!

وحدها السلة الجيشاوية خاضت مرحلة الذهاب بأكملها من دون لاعبين أجانب وباللاعبين المحليين قررت مواجهة الفرق المعززة والمتكاملة بأجانبها. فكانت الخسارات من نصيبها، ولم تأت بالأجانب إلا في مرحلة الإياب، وسرعان ما دخلوا أجواء الفريق وانسجموا مع عناصره ونظام لعبه لتكون النتيجة مجموعة متكاملة المراكز بمحلييها وأجانبها ومتميزة بأدائها الدفاعي والهجومي والاستعراضي أيضاً.

وترجم ذلك بانتصاراتها المتلاحقة خلال الإياب لتصبح نجمة المرحلة وبطلتها، وعلى مبدأ أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.

فالعودة الجيشاوية إلى الدوري ورغم تأخرها جاءت في اللحظة المناسبة الأخيرة ونجحت بتأمين دخول الفريق إلى (الفاينال 6)، وهنا مربط الفرس وبوابة المنافسة، وكلام الجد يتطلب كسب اللحظات واستثمارها بحكمة.

ووحدها سلة الجيش كانت تتعامل مع المسألة بطريقة مختلفة، وفيما كانت الفرق قد استبدلت أجانبها قبل الفاينال بأيام، كانت السلة الجيشاوية تستقدم الأجانب قبل ساعات من بدء (الفاينال)!

فكيف للمدرب التعرف على لاعبيه الجدد وإمكاناتهم وقدراتهم وكيفية تخديمها ضمن أداء الفريق؟

وكيف للاعبين الأجانب التعرف على زملائهم الجدد في الملعب والتأقلم مع فكرهم وإمكاناتهم وأسلوب لعبهم؟

وكيف للمدرب أساساً التأكد من حقيقة المستوى الراهن لأجانبه وجاهزيتهم للعب المباشر وتجاوز تعب السفر وتبدل الأجواء والمناخات والتوقيت؟

عدم الجاهزية البدنية كان واضحاً على اللاعبين الأجنبيين في مباراتهما الأولى مما دفع المدرب لسحبهما من الملعب لإراحتهما من الشد العضلي الذي لحق بأحدهما، والتعب الذي ظهر على الآخر!

الخسارة كانت محصلة طبيعية للمباراة الأولى للفريق، ورغم تحسن أداء الأجانب في المباراة الثانية أمام الجلاء نفسه فقد خسر الفريق أيضاً، ولكن في اللحظات الأخيرة دون استفادة الجيش من خوض المباراتين على أرضه.

تحسن الفريق مباراة بعد أخرى كان ملموساً وأكده بالفوز في مباراته الثالثة رغم أنها كانت في أرض الجلاء وأمام جمهوره، حيث قدم الجيش أحلى مبارياته عكس الجلاء الذي قدم أسوأ مبارياته مما أعطى الفائز نفساً جديداً، فيما كانت الخسارة محرضاً للخاسر لانتهاز فرصة الفوز على ضيفه وحسم التأهل للفاينال (فور) واللعب بقوة كبيرة واستماتة مثيرة وروح عالية مستمداً طاقته من مساندة جمهوره الذي شجعه للتفوق منذ البداية وبفارق كبير (حيث ظهر أيضاً الإجهاد على أجانب الجيش) لم تنجح أمامه العودة الجيشاوية في النصف الثاني وتقليص الفارق ولكن بعد أن طارت الطيور بأرزاقها.

فكانت الخسارة الثالثة للجيش وكان الخروج تاركاً العديد من إشارات الاستفهام عن سبب التأخر باستقدام الأجانب في الدور الأول (والفاينال)، والتبديل غير المقنع للأجانب وفي الوقت غير المناسب، وما هو مبرر هذا الظلم الذاتي؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن