توالت المواقف الدولية والإقليمية المنددة بالهجوم الإسرائيلي على رفح، والمحذرة من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يعاني أزمة غير مسبوقة بسبب العدوان والحصار الإسرائيليين على القطاع منذ أكثر من 7 أشهر، إذ حذرت جمهورية جنوب إفريقيا من عواقب أي هجوم لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في حين قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: «لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى».
هذا، وحذّرت جمهورية جنوب إفريقيا من أن هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة سيدمر آخر ملجأ للناجين في قطاع غزة، وأعربت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا عن شعورها بـ«الرعب» و«الدهشة» من إعلان كيان الاحتلال الإسرائيلي ضرورة إخلاء رفح فوراً بالقوة المفرطة تمهيداً لاجتياحها براً، ولفتت إلى أن الخطوة الإسرائيلية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين في غزة في مشهد يتناقض مع القانون الدولي، وأكدت أنه لا يمكن تبرير هذا الأمر بأي ضرورة عسكرية، وشدّدت على أن رفح باتت بمنزلة «مأوى مؤقت» للنازحين بعد العدوان على القطاع وحرمانهم من الخدمات الغذائية والطبية، حسب «الميادين نت».
وفي هذا السياق، علّق مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على هجوم الاحتلال على رفح قائلاً: «لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى»، وأضاف بوريل: «إسرائيل تواصل الحرب رغم دعوتنا مع واشنطن لنتنياهو بعدم اجتياح رفح»، داعياً الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى «التحرك من أجل منع الهجوم البري على رفح».
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس معبر رفح جنوب قطاع غزة وأغلقته بالكامل وأوقفت حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى القطاع ما يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية، كما منعت دخول المساعدات الإنسانية في المناطق الجنوبية والشمالية ما ينذر بمجاعة وخطر حقيقي على حياة الأهالي وفي مقدمتهم المرضى.
على خط مواز، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان خلال اتصال هاتفي تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان وفق ما نقلت وكالة «تاس» إلى أنه جرى خلال الاتصال إيلاء اهتمام خاص بالقضايا المدرجة على جدول الأعمال الإقليمي في ضوء التصعيد غير المسبوق في المنطقة.
وأوضح البيان أن «الجانبين أكدا موقفهما المشترك المؤيد لضرورة تعزيز جهود الأعضاء المسؤولين في المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسوية سياسية ودبلوماسية سريعة للأزمات الحادة التي تقوض السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».
البرلمان العربي أدان حسب وكالة «وفا» هجوم الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح، وسيطرته على الجانب الفلسطيني من المعبر، واعتبره تصعيداً خطيراً يقوض جهود التوصل لوقف إطلاق النار، وأكد البرلمان العربي في بيان له أمس الثلاثاء، أن «ما يحدث من تطورات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرار عربدة الاحتلال في رفح، وتعمده إفشال التوصل إلى وقف إطلاق النار، تجسيد واضح لشريعة الغاب وانتهاك صارخ لجميع الأعراف والقوانين والقرارات الدولية، وهو ما سيقود العالم إلى نفق مظلم، وينذر بكارثة جديدة تنهي ما تبقّى من محاولات إغاثية وتقود إلى إبادة جماعية كاملة وتهجير قسري للفلسطينيين».
وطالب المجتمع الدولي والدول الحرة ومجلس الأمن والإدارة الأميركية بالضغط أكثر من أي وقت مضى على الاحتلال لتجنب المزيد من التصعيد، ووقف إطلاق النار.