ترقب في الغرب لنتائج جولته الأوروبية.. وتقارير: هدفها كسر الهيمنة الأميركية … شي يصل بلغراد بعد باريس ويؤكد مواقف بلاده الداعمة للسلام
| وكالات
مع وصوله إلى العاصمة الصربية بلغراد قادماً من فرنسا التي اختتم زيارة دولة إليها، أكد الرئيس الرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده مستعدة لجعل الصداقة القوية بين الصين وصربيا تحقق المزيد من المنافع لشعبي البلدين.
وبدأ شي من الأحد جولة أوروبية قام خلالها بزيارة دولة إلى فرنسا استمرت يومين وأجرى خلالها محادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أن يصل إلى صربيا أمس المحطة الثانية في جولته التي تقوده بعد ذلك إلى هنغاريا.
وقبيل وصوله إلى صربيا، انتقد الرئيس شي حلف شمال الأطلسي «ناتو» على خلفية قصفه «الفاضح» السفارة الصينية في يوغوسلافيا عام 1999، محذراً من أن بكين «لن تسمح قط بتكرار حدث تاريخي مأساوي كهذا».
نُشرت تصريحات شي في صحيفة «بوليتيكا» الصربية قبل وصوله إلى العاصمة بلغراد مساء أمس، ضمن زيارته الأولى لأوروبا منذ تفشي وباء «كورونا»، التي تتزامن مع ذكرى مرور 25 عاماً على عملية القصف من «التحالف» الذي قادته الولايات المتحدة حينها واستهدفت استناداً إلى معلومات استخبارية من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السفارة الصينية في يوغسلافيا وأسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى.
وفي «بوليتيكا» كتب شي: «قبل 25 عاماً من اليوم، قصف «ناتو» بشكل صارخ السفارة الصينية في يوغوسلافيا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة صحفيين صينيين»، وأضاف: «علينا ألا ننسى ذلك إطلاقاً، يعتزّ الشعب الصيني بالسلام لكننا لن نسمح بتكرار تاريخ مأساوي إلى هذا الحد»، كذلك أشاد بـ«الصداقة الصلبة» بين الصين وصربيا التي قال إنها «سُطرت بدم أبناء بلدينا».
ووصل شي إلى بلغراد بعد زيارة دولة لباريس شهدت نقاشات مهمة، بشأن قضايا بينها حرب أوكرانيا، وتعد محطتاه الأوروبيتان التاليتان، صربيا وهنغاريا، من بين أكثر الدول الأوروبية تعاطفاً مع موسكو التي تقوم بعملية عسكرية خاصة في أوكرانيا منذ شباط 2022 لاجتثاث النازية الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة ودول في الغرب.
وحسب تقارير صحفية، ضخّت الصين المليارات في صربيا ودول مجاورة في منطقة البلقان، خصوصاً في مجالي التعدين والصناعة، ووقّعت بكين وبلغراد العام الماضي اتفاقية للتجارة الحرة.
واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز»، في مقال نشرته عن الزيارة، أن الرئيس الصيني يهدف في زيارته إلى «اغتنام الفرصة لإضعاف علاقات أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وخلق عالم خالٍ من الهيمنة الأميركية».
وتشارك صربيا في مفاوضات رسمية للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 2014، لكنها تحافظ على علاقات وثيقة مع جمهورية الصين الشعبية، حيث زار الرئيس الصربي الكسندر فوتشيتش بكين في تشرين الأول الماضي، وتعد صربيا الواقعة في منطقة البلقان، عضواً بمبادرة «الحزام والطريق» الصينية، التي تعد مشروعاً استثمارياً عالمياً يركز على البنية التحتية، وساعد الاستثمار الصيني في تمويل بناء خط سكة حديد فائق السرعة بطول 350 كيلومتراً بين بلغراد وبودابست عاصمة هنغاريا.
وقبيل مغادرته فرنسا، صدر بيان مشترك للرئيسين الصيني والفرنسي في ختام محادثاتهما إذ أكد الرئيس شي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمهما إقامة دولة فلسطينية مستقلة كحل للصراع في الشرق الأوسط، ونقلت صحيفة «الشعب» الصينية عن البيان: إن «الرئيسين الصيني والفرنسي أكدا ضرورة التنفيذ الفوري لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس، كطريق لحل الصراع في المنطقة».
وشدّد الرئيس الصيني وماكرون على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، ودعوا إلى الفتح الفعال لجميع الممرات والمعابر الحدودية اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية بشكلٍ سريع وآمن ومستدام من دون عوائق إلى القطاع.
وحسب البيان، أعرب الرئيس الصيني خلال اللقاء عن استعداد بكين للعمل مع الاتحاد الأوروبي لدعم عقد مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقاً وأكثر موثوقية وفعالية بشأن الصراع في الشرق الأوسط في أقرب وقت ممكن، كذلك أشار البيان إلى أن الرئيسين عبرا عن معارضتهما الشديدة لأي عملية عسكرية يشنها الاحتلال الإسرائيلي في رفح ومحاولات التهجير القسري للفلسطينيين.
وفي وقت سابق، دعت الصين سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة والاستجابة لمطالب المجتمع الدولي بهذا الخصوص، ونقلت وكالة «وفا» عن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان قوله أمس الثلاثاء: إن الصين تدعو إسرائيل إلى الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، ووقف مهاجمة رفح، وبذل كل ما في وسعها لتجنب كارثة إنسانية أكثر خطورة في قطاع غزة.