غزة بلا مساعدات.. تحذير من انهيار مفاوضات الهدنة وتنديد دولي بالعدوان.. وواشنطن: العملية محدودة! … جيش الاحتلال يقتحم معبر رفح ويرفع علم الكيان على الحدود مع مصر
| الوطن
لم تمضِ سوى ساعات قليلة حتى أطلقت الصواريخ والدبابات الإسرائيلية العنان لنيرانها لارتكاب المزيد من المجازر والمضي قدماً في مخطط اجتياح رفح، الذي أجمع العالم على رفضه والتحذير من تداعياته.
الاجتياح المغطى أميركياً بذريعة أن ما يجري هو عملية محدودة، بدأ باقتحام الدبابات الإسرائيلية وسيطرتها على معبر كرم أبو سالم ورفع العلم الصهيوني مجدداً على تخوم الحدود المصرية، وبرر العدو مضيه بالعدوان رغم موافقة حماس على صفقة الهدنة بأنها لا تفي بمطالبه الأساسية! وقال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو: «الضغط العسكري لا يزال ضرورياً لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة»!
من جهته أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أن عملية «دخول رفح والسيطرة على معبرها ستستمر حتى القضاء على حماس أو عودة أول رهينة».
ويشكل معبر رفح شريان الحياة الرئيسي لسكان غزة وعبره تدخل المساعدات الإنسانية ويتم نقل الجرحى والمصابين إلى الخارج في ظل انهيار مرافق الرعاية الصحية.
وعلى حين كشفت مصادر في مجال العمل الإنساني لـ«رويترز» أن تدفق المساعدات من المعبر توقف، أعلنت الأمم المتحدة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت موظفيها من الوصول إلى معبر رفح، محذرة من أن مخزونها من الوقود المخصص للعمليات الإنسانية في القطاع يكفي ليوم واحد فقط بسبب إغلاق الاحتلال للمعبر.
وقال الناطق باسم «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيةـ أوتشا» ينس لايركه: «لسنا موجودين حالياً عند معبر رفح لأن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح لنا بالوصول إلى المعبر الذي يشكل نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية».
من جهته وفي بيان على منصة «إكس» قال برنامج الأغذية العالمي: «المخزونات الحالية من الغذاء «تغطي فقط من يوم إلى 4 أيام من الاحتياجات في رفح ودير البلح وخان يونس».
واشنطن وهي أحد رعاة اتفاق الهدنة الذي لم تعترف به إسرائيل، كشفت عن رعايتها لمشروع إبادة رفح، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: إن تل أبيب أبلغت الولايات المتحدة بأن عمليتها في رفح ستكون محدودة وتهدف إلى منع تهريب الأسلحة والأموال إلى غزة.
وأضاف كيربي: إن المحادثات بشأن اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار استؤنفت في القاهرة، بحضور مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، متوقعاً أن يتمكن الجانبان من سد الفجوات المتبقية.
بالمقابل وجه مسؤول في حماس تحذيراً شديداً للسلطات الإسرائيلية بشأن استعادة الرهائن المحتجزين لدى الحركة ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته قوله: «على إسرائيل أن تعلم قبيل أن توجه وفداً إلى القاهرة لاستكمال المباحثات بشأن مقترح للهدنة أنها ستكون الفرصة الأخيرة لاستعادة الرهائن المحتجزين في القطاع».
وأضاف: «هذه الفرصة الأخيرة أمام نتنياهو وعوائل الأسرى الصهاينة لعودة أبنائهم أو أن يكون مصيرهم مصير الطيار رون أراد الذي أسقطت طائرته فوق لبنان عام 1986 ولا يزال مصيره مجهولاً».
من جهته أكد القيادي في حماس أسامة حمدان، أن الحركة لن تستجيب لأي مبادرة أو صفقة تبادل تحت الضغط والتصعيد العسكري، ووصف إقدام نتنياهو بتوسيع العمليات العسكرية لتشمل رفح، والسيطرة على معبرها، رغم موافقة الحركة على مقترح وقف إطلاق النار، بأنه يعكس إصراراً على تعطيل جهود الوسطاء.
واستدعى الهجوم الإسرائيلي على رفح تنديداً إقليمياً ودولياً واسعاً وتحذيراً من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يعاني أزمة غير مسبوقة بسبب العدوان والحصار الإسرائيليين على القطاع منذ أكثر من 7 أشهر، إذ حذرت جمهورية جنوب إفريقيا من عواقب أي هجوم لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب القطاع، في حين قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: «لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى».
كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كيان الاحتلال بإعادة فتح معبري رفح وكرم أبو سالم «على الفور» للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، داعياً حكومة نتنياهو إلى «وقف التصعيد».
من جهته أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط- نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن أي عملية إسرائيلية محتملة في رفح قد تتحول إلى كارثة إنسانية.
بدورها حضّت الصين تل أبيب على «وقف مهاجمة رفح»، كما أعربت عن «قلقها البالغ من مباشرة إسرائيل عملية عسكرية برية على رفح».
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان: «تدعو الصين إسرائيل إلى الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، ووقف مهاجمة رفح، وبذل كل ما في وسعها لتجنب كارثة إنسانية أكثر خطورة في قطاع غزة».
التنديد الدولي تزامن مع اتساع رقعة «ثورة الجامعات» العالمية المؤيدة لفلسطين، وحرمت الشرطة في مدينة نيويورك طلاباً من الذين اعتقلتهم، الأسبوع الماضي، من الماء والطعام مدة 16 ساعة، وفقاً لما أكده عضوان من هيئة التدريس في كلية بارنارد في جامعة كولومبيا، بعد أن جمعا تقارير من الطلاب الذين كانوا في الداخل.
وأفاد موقع «ذا إنترسبت» الأميركي، بأن الشرطة اعتقلت 282 متظاهراً في جامعة كولومبيا وكلية مدينة نيويورك، وزجّت بهم في أحد السجنين في وسط المدينة، وهما مقرّ شرطة نيويورك ومحكمة مانهاتن الجنائية، وفقًا للأساتذة.
وفي شيكاغو أيضاً، اعتقلت الشرطة الأميركية عدداً من الطلاب المعتصمين في جامعة شيكاغو، رفضاً للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
مشهد الاعتقالات تكرر في فرنسا، حيث سدّ الطلبة المحتجون مدخل المقرّ الرئيس لمعهد العلوم السياسية في العاصمة الفرنسية باريس، فترةً قصيرة، واستخدم الطلاب حاويات القمامة وقطع أثاث ودراجاتٍ هوائية، من أجل سدّ مدخل المعهد، حيث تجمّع نحو 20 طالباً في الشارع، ووضع بعضهم كمامات أو كوفيات تغطي جزءاً من وجوههم.
وفي سويسرا، تمدّد التحرك الطلابي ليشمل 3 جامعات ومعاهد إضافية، فضلاً عن اعتصام في جامعة لوزان.