رياضة

في إياب نصف نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم … الفتوة يتوثب للنهائي وحطين ينتظر الوحدة .. اتحاد الكرة بحاجة إلى قرارات حازمة لوقف شطط المسابقات

| ناصر النجار

غداً الجمعة يُعرف الطرف الأول للمباراة النهائية لكأس الجمهورية لكرة القدم التي لم يحدد موعدها اتحاد كرة القدم بعد، وسيتقابل فيها حطين مع الوحدة على ملعب الباسل في اللاذقية بدءاً من الساعة الرابعة عصراً، وبعد غد تقام المباراة الثانية في إياب نصف النهائي بالملعب والموعد ذاتهما بين تشرين والفتوة لمعرفة الطرف الثاني من المباراة النهائية.

قد تكون الصورة في المباراة الثانية أوضح بعد أن فاز الفتوة في المباراة الأولى بأربعة أهداف نظيفة وبات من الصعب جداً أن يسجل تشرين النتيجة ذاتها على ملعبه ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، وتشرين بحاجة إلى هذا الاحتمال وإلى احتمال آخر وهو الفوز بأكثر من أربعة أهداف على أن يكون الفارق أكثر من أربعة أهداف في حال سجل الفتوة أي هدف، لأن نتيجة 5/1 لا تكفي تشرين للتأهل وكذلك 6/2 وهكذا.

نظرياً كل شيء وارد في عالم كرة القدم، لكن المنطق والواقع لا يتفقان مع هذه النظرية، لذلك يعتقد المراقبون أن وصول الفتوة إلى المباراة النهائية بات مسألة وقت بعد أن حسم أمره في مباراة الذهاب.

بغض النظر عن مسألة التأهل إلى المباراة النهائية من عدمه فإن تشرين سيلعب مباراة حفظ ماء الوجه أمام جمهوره ليرد الدين للفتوة ولو بفوز لا يسمن ولا يغني من جوع، ولكنه أفضل من هزيمة أخرى لن تمر مرور الكرام لأن عواقبها على الفريق ستكون كبيرة وخصوصاً أن الموسم في نهايته، لذلك من المفترض أن يقدم اللاعبون أنفسهم بطريقة جيدة في ختام موسم طويل ومتعثر لم يحقق فيه تشرين ما يتمناه جمهوره الكبير والعريض.

والخطأ الأكبر الذي تعرض له فريق تشرين وكان بمنزلة الضربة القاصمة تمثل استقالة إدارة النادي في وقت حرج للغاية قرب نهاية الدوري وقبل انطلاق مباريات نصف نهائي الكأس، فصار الفريق بلا راع ولا إدارة تقود الفريق وتعمل على تأمين متطلباته، لذلك أنجز الفريق فيما تبقى من مباريات، لكنه فقد عزمه في مباراة ذهاب نصف نهائي الكأس وخصوصاً أن هذه المباراة افتقدت بعض اللاعبين المهمين الذين غابوا للبطاقات أو العقوبات الانضباطية أو بسبب الإصابات، ونعلم أن من أهم أركان جاهزية أي فريق هي الجاهزية النفسية والمعنوية التي افتقدها الفريق باللقاء أمام الفتوة، فكانت الخسارة الكبيرة غير المتوقعة.

بالمقابل فريق الفتوة في أفضل حالاته الفنية والبدنية والنفسية، والطريق أمامه ممهد للوصول إلى المباراة النهائية، وكل التوقعات أن يلعب بأسلوب تجاري في مباراة الإياب بأقل جهد ممكن حتى يتجنب الإصابات والبطاقات التي قد تكون مرهقة للفريق في المباراة النهائية حال تأهله إليها.

كل التوقعات أن تسير المباراة بهدوء دون أي شد عصبي، والمأمول أن يقدم الفريقان مباراة جميلة بعيداً عن أي مؤثرات مزعجة تسعد الجمهور المتابع.

حسابات بسيطة

مباراة الجمعة بين حطين والوحدة حساباتها بسيطة وسهلة ولا تحتمل الكثير من التأويل، ويمكن لحطين أن يجر المباراة إلى التعادل السلبي كأبسط الحلول.

الحل السهل الثاني أن يفوز أحد الفريقين بالمباراة، وسينتقل الفائز إلى المباراة النهائية بشكل سلس وبسيط.

بقية النتائج ستدخل في خضم الحسابات الأخرى كالتعادل 1/1 وهذا يحيل الحسم إلى ركلات الترجيح، أما التعادل 2/2 فما فوق فسيكون بمصلحة الوحدة.

في المنطق سيحاول حطين حسم المباراة بالفوز وخصوصاً أنه يلعب على أرضه وبين جمهوره، واستناداً إلى مباراة الذهاب ومجرياتها وجدنا أن الفرص التي توافرت لحطين كانت أكثر من فرص الوحدة، وهذا ما سيفعله حطين من خلال الضغط الهجومي المبكر لتسجيل هدف يريح الأعصاب ويجعل حطين يمسك المباراة كيفما يشأ.

الوحدة لن يكون الضيف السهل، وقد لاحظنا تطور الفريق مباراة بعد أخرى، وظهر هذا جلياً بفوزه على الفتوة، ومباراة الذهاب مع حطين قدّم فيها الفريق أداء عالياً، لذلك من المتوقع أن يستمر في هذا التصاعد، ومن الممكن أن يفاجئ مستضيفه ولا غرابة إن فاز وتأهل إلى المباراة النهائية.

وضع الفريقين من الناحية الإدارية والنفسية في أفضل حالاته، أما من نواحي الجاهزية الفنية والبدنية فهذا متروك لأرض الملعب، ما يؤخذ على لاعبي حطين التسرع والعصبية، وهذا الأمر يمكن أن يستغله الوحدة وإن أحسن استثماره كان له ما أراد، العناصر الموجودة في فريق حطين قد تكون أفضل مما هو موجود في الوحدة على صعيد الخبرة وخصوصاً اللاعبين المحترفين ديكو إبراهيم آبو وأليكسيس بارازا، وهذا الأمر يحتاج إلى الجهد العالي من لاعبي الوحدة مع التركيز في المراقبة في حالات الدفاع.

لاشك أن حطين سيتأثر ولو جزئياً بعقوبة مدربه أحمد عزام وهذا أمر مهم قد يكون بمصلحة الوحدة، في الشكل العام المباراة مهيأة لأي نتيجة وفي أوراقها نجد أن حطين يملك أرجحية ولو نسبية، والوحدة سيحاول تجاوز كل حالات التفوق التي يملكها مستضيفه.

مشكلة العزام

المدرب أحمد عزام صار أكثر المدربين جدلاً في الدوري، وبات أكثر المدربين تعرضاً للعقوبات، وسبق أن تعرض الموسم الماضي إلى عقوبة الإيقاف عندما كان مدرباً لفريق الوحدة.

المشكلة الأخيرة للعزام أنه وقع عقداً للتدريب مع نادي حطين، لكنه لم يلتزم بالخطوات القانونية للعقد، فلم يدفع رسم الطابع ولم يدفع الرسوم المترتبة على العقد ولم يتم تسجيل العقد في اتحاد كرة القدم، لذلك يعتبر مدرباً غير رسمي في نادي حطين ولم يتم منحه البطاقة التعريفية ليقود فريق حطين على أرض الملعب، وهذا ما جعل مراقب مباراة الوحدة مع حطين الأخيرة يخرجه من الملعب إلى المدرجات لعدم قانونية وجوده على أرض الملعب، بعد المباراة أدلى بتصريح صحفي أساء فيه لاتحاد الكرة فاستحق العقوبة التي فرضت عليه حسب اللوائح والقوانين، ومن مفردات العقوبة أنه منع من ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، وهذا البند من العقوبة لم ينفذه المدرب فاستمر في ممارسة النشاط من خلال تدريب فريق حطين وحضوره للتمارين، ما عرضه لعقوبة أخرى، وعرّض فريق حطين لعقوبة الإنذار، والمخالفة هذه يتحمل مسؤوليتها بالتأكيد إدارة نادي حطين الذي كان من المفترض بها أن تبادر إلى تصديق عقد مدربها من اتحاد كرة القدم حسب القوانين النافذة والمعروفة للجميع.

وعلمت «الوطن» من مصادرها الخارجية أن هناك تحقيقات أجريت مع المدرب المذكور في مخالفة ارتكبها ووصل صداها إلى الاتحاد الآسيوي في خرق كاد يكلف الكرة السورية الكثير من العقوبات!

فلتان انضباطي

الموسم الكروي الحالي كان من أكثر المواسم شغباً وشططاً ولم يكن مقتصراً على دوري رجال الكرة الممتازة فحسب، بل تعداه إلى جميع المسابقات بلا استثناء، ما يدل أن الملاعب بحاجة إلى قرارات حازمة وحاسمة من اتحاد كرة القدم تفوق الصلاحيات الممنوحة إلى اللجان القضائية ولذلك للمزيد من الضبط لكل هذه الحالات، وعلى سبيل المثال فإن انسحاب فريقي جبلة والساحل من الدوري الأولمبي كان غير مبرر، ومارست لجنة الانضباط والأخلاق ضمن السلطة الممنوحة لها صلاحياتها في التصدي لهذه المخالفة، ولكن هذا لا يكفي لأن اتحاد كرة القدم أو الاتحاد الرياضي العام من المفروض به محاسبة من أصدر قرار الانسحاب، لأنه بكل تأكيد قرار خاطئ وخصوصاً إذا علمنا أن مباريات الدوري الأولمبي قليلة ولم يبق منها إلا بضع مباريات، وأن المشاركة في هذا الدوري لا تتطلب الكثير من الأموال الاحترافية باعتبار أن اللاعبين ضمن سن الرعاية.

لكن الشيء المثير للعجب ما حدث في نهائي دوري شباب الدرجة الثانية لأبطال المحافظات المؤهل إلى دوري الدرجة الأولى، حيث ظهرت حالات تزوير عديدة بأكثر من فريق منها فريق البوليل من ريف دير الزور، حيث أشرك معه عدة لاعبين من الفتوة واليقظة بأسماء مستعارة، وتم التحقق من التزوير، وغير ذلك يتم التحقق من حالات أخرى، والمؤسف أن بعض الفرق التي لم تستطع على المزاحمة على بطاقات التأهل انسحبت فيما تبقى من مباريات دون أي اعتبار لقدسية المسابقات، وهذا الأمر يجب أن يسأل عنه القائمون على هذه الفرق والقائمون على كرة القدم في هذه المحافظات، وإذا كانت هذه الفرق نخبة فرق المحافظة، فكيف هو حال بقية الفرق التي لم تتأهل إلى الدور النهائي.

موضوع الانسحاب من المسابقات يجب أن يضع له اتحاد كرة القدم حداً، لأنه أصبح عادة مقيتة يمارسها الكثير من الفرق، ونشاهدها بشكل جلي في مسابقة الكأس، ونحن نسأل: إذا كانت المشاركة في الكأس اختيارية لفرق الدرجتين الأولى والثانية فلماذا ينسحب بعض الفرق بعد تثبيت مشاركتها؟

والحال الذي يرفع العديد من إشارات الاستفهام عندما اعتذر فريقا حرجلة والتل عن متابعة مبارياتهما في دوري الدرجة الأولى لأن ما تبقى من مباريات كانت غير مؤثرة على الترتيب، وكذلك كان حال الجزيرة، ولعب دوما آخر مبارياته بسبعة لاعبين لتتوقف المباريات التي يكون طرفها في الشوط الثاني، والنواعير (الفريق العريق) فعل الشيء ذاته في آخر مبارياته بدوري الدرجة الأولى.

وفي دوري شباب الدرجة الأولى شاهدنا انسحاب فرق تل براك وعفرين والصنمين وغيرها، مثل هذا الكم من الخروقات القانونية للمسابقات يجب أن يواجه بقرارات حازمة وذلك ضبطاً للمسابقات واحتراماً لقدسيتها، ولعل السبب غير المباشر في حدوث هذه المخالفات حشر 28 فريقاً في الدرجة الأولى، الكثير منها لا يملك مقومات كرة القدم، فكيف به سيشارك بفريقين على الأقل للرجال وللشباب.

من هذا المنطلق من المفترض أن يعيد اتحاد كرة القدم نظام الدوري في الدرجتين الأولى والثانية، وأن يعيد دراسة أوضاع الأندية المنتسبة إلى أسرة كرة القدم، وباتت كرتنا بحاجة إلى فرض شروط على كل من يريد ممارسة هذه اللعبة، فلم تعد لعبة شعبية فقط، بل صارت لعبة منظمة لها قوانينها، وأنديتها لها مسؤوليات البناء والتطوير، فالأندية الخلبية ضارة بالكرة السورية، وأمام ذلك نحن بحاجة إلى استراتيجية شاملة تعيد كرتنا إلى الطريق الصحيح، وبداية هذه الاستراتيجية إعادة دراسة نظم الدوري والمسابقات وأوضاع الأندية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن