إدانات دولية للعملية الإسرائيلية في رفح وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية … روسيا: تزعزع استقرار المنطقة.. أستراليا: آثارها مدمرة.. إندونيسيا: لوقف الفظائع
| وكالات
تواصلت المواقف الدولية المنددة بالعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، وسط تحذيرات من انعكاساتها الخطرة على أكثر من مليون فلسطيني أجبرهم الاحتلال على النزوح إلى المنطقة الواقعة جنوب قطاع غزة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء: «شكل بدء العملية العسكرية البرية الإسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة عاملاً إضافياً لزعزعة الاستقرار، بما في ذلك على نطاق المنطقة بأكملها».
وحسب موقع «روسيا اليوم»، أضافت زاخاروفا: يتركز هناك «في رفح» نحو مليون ونصف مليون مدني فلسطيني، ونطالب إسرائيل بالالتزام الصارم بأحكام القانون الدولي الإنساني».
وفي وقت سابق، حذر المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف من أن أي عملية إسرائيلية في رفح قد تتحول إلى كارثة إنسانية.
من جهته، شدّد نائب وزير الخارجية البريطاني أندرو ميتشيل على أن الهجوم العسكري على رفح «لن يؤدي إلى القضاء على حماس»، مشيراً إلى أن «الأولوية هي تأمين وقف دائم لإطلاق النار»، وعلى الرغم من تأكيده أن العملية «ستنتهك القانون الإنساني الدولي»، امتنع ميتشيل عن توضيح أي عواقب بريطانية تطول الاحتلال في حال قيامه باجتياح شامل.
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن تصريح ميتشيل يأتي في أعقاب تصريح مماثل لوزارة الخارجية الفرنسية، إلا أن المسؤول البريطاني ذهب إلى أبعد من ذلك بقوله: إن مثل هذا الاجتياح قد يؤدي في نهاية المطاف إلى «تقوية حماس، لا إضعافها».
وفي أستراليا، أصدرت وزيرة الخارجية بيني وونغ، بياناً أكدت فيه موقف بلادها الرافض أي هجوم بري إسرائيلي على رفح، حيث يحتمي أكثر من نصف سكان غزة من القتال.
وحذّرت وونغ من أن الآثار التي ستنجم عن عملية عسكرية موسّعة في رفح ستكون مدمّرة على الفلسطينيين، لافتةً إلى دعوتها إلى وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية، بهدف تمكين إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة وتدفّق المساعدات لا تزال قائمة، وأعربت عن دعم العمل الذي تقوم به كل من مصر وقطر والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق.
بدوره، أدان الاتحاد الإفريقي بشدة الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، داعياً المجتمع الدولي إلى وقف «هذا التصعيد الدموي في الحرب».
وحسب وكالة فرانس برس، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي محمد في بيان عبر منصة «إكس» عن «القلق البالغ حيال الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة التي تتسبب في كل لحظة بسقوط عدد هائل من الضحايا وبتدمير ممنهج لظروف الحياة البشرية»، داعياً المجتمع الدولي بأكمله إلى «تنسيق التحرّك الجماعي بشكل فعال لوقف هذا التصعيد الدموي».
من جانبها، دعت إندونيسيا المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف فظائع الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وإزالة جميع العوائق التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية ومنع حدوث أي كارثة.
ونقلت وكالة «وفا» عن وزارة الخارجية الإندونيسية قولها في بيان أمس: «إن إندونيسيا تدين الهجوم العسكري للاحتلال على مدينة رفح والسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح»، مضيفة: إن أي محاولة لتشريد الفلسطينيين غير مقبولة لأنها جريمة بحق الإنسانية.
إلى ذلك حذر وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن من العواقب الوخيمة لسيطرة الاحتلال على معبر رفح، وقال في تدوينة على منصة «إكس»: من غير المقبول على الإطلاق أن تسيطر إسرائيل على معبر رفح، غزة تعاني المجاعة، والمعبر مغلق حالياً أمام المساعدات الإنسانية الحيوية، وأوضح مارتن أن اجتياح رفح سيؤدي إلى عواقب وخيمة، وأن هناك حاجة ماسة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ماليزيا أدانت من جهتها اجتياح الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده لإجبار الاحتلال على وقف أعماله الإجرامية، وقالت وزارة خارجيتها في بيان أوردته «وفا»: إن الهجوم على رفح يؤكد عزم الاحتلال على مواصلة الإبادة الجماعية، والمجتمع الدولي مدعو إلى محاكمة الاحتلال بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
أما منظمة أطباء بلا حدود، فحذّرت من أن الهجوم على رفح ستكون له آثار كارثية على أكثر من مليون شخص، وسيفاقم أضرار النظام الصحي المتهالك في غزة بفعل عدوان الاحتلال وحصاره.
بدورها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن أي هجوم بري لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة سيشكل كارثة إنسانية، وقالت في بيان لها: «نحذر من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح ستشكل خطراً كارثياً على السكان المدنيين»، مجددة الدعوة إلى حماية المدنيين في غزة وضمان حصولهم على الضروريات الأساسية للحياة.
وأعربت اللجنة عن استعدادها للقيام بدورها في الوفاء بالجوانب الإنسانية لأي اتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة، في حين أكدت منظمة المطبخ المركزي العالمي أن «أوامر الإخلاء الإسرائيلية أجبرتها على تعليق أعمالها في العديد من المطابخ المجتمعية التي تدعمها».