دبلوماسي أوروبي عن زيارة شي لفرنسا: هو الفائز لأنه عزز صورته كحاكم للعالم … الرئيس الصيني من بلغراد: صداقتنا عميقة.. وفوتشيتش: نعم تايوان هي الصين
| وكالات
أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ من بلغراد التي وصلها أول من أمس، أن بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وصربيا في العصر الجديد هو خيار إستراتيجي اتخذه البلدان، وبدوره أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أمس خلال استقباله نظيره الصيني أن «تايوان هي الصين»، مؤكداً أن موقف بلاده واضح وبسيط فيما يتعلق بوحدة أراضي الصين.
وحسب وكالة «شينخوا»، قال شي للصحفيين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع فوتشيتش، إن «بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وصربيا في العصر الجديد هو خيار إستراتيجي اتخذه الجانبان، والهدف منه هو تحقيق تطلع الشعبين إلى حياة أفضل، وأساس هذا الخيار والقوة المحركة له هما الدعم القوي والمشاركة واسعة النطاق من شعبي البلدين».
وأضاف شي: إن الصين ترحب بزيادة صربيا رحلاتها الجوية المباشرة بين بلغراد وشانغهاي، وتشجع شركات الطيران من الجانبين على إطلاق رحلات مباشرة بين بلغراد وقوانغتشو، ويعد هذا أحد الإجراءات الستة التي أعلنها شي لدعم بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وصربيا، وذلك خلال لقاء مشترك مع الصحفيين برفقة نظيره الصربي ألكسندر فوتشيتش.
وفي وقت سابق، قال شي في بيان مكتوب لدى وصوله إلى بلغراد: «تتمتع الصين وصربيا بصداقة تقليدية عميقة، وقد صمدت علاقاتنا الثنائية أمام اختبار البيئة الدولية المتغيرة وأصبحت مثالاً جيداً للعلاقات بين الدول»، وأعرب الرئيس شي عن تطلعه إلى استغلال هذه الزيارة كفرصة لإجراء تبادل متعمق لوجهات النظر مع فوتشيتش بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك وتجديد الصداقة والتخطيط للتعاون واستكشاف التنمية ووضع خطة جديدة لتنمية العلاقات الثنائية.
وأضاف في بيانه المكتوب «أثق في أن هذه الزيارة ستكون مثمرة وستفتح فصلاً جديداً في العلاقات الصينية- الصربية»، قائلاً: «من دواعي سروري البالغ أن أجري زيارة دولة إلى جمهورية صربيا بدعوة صادقة من الرئيس فوتشيتش»، مردفاً بالقول: «نيابة عن الصين حكومة وشعباً، أود أن أتقدم بخالص التحيات وأفضل التمنيات لصربيا الصديقة حكومة وشعباً».
وأكد شي أنه منذ إقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة في عام 2016، حققت العلاقات الثنائية قفزات تنموية ونتائج تاريخية، موضحاً: تربط البلدين ثقة سياسية متبادلة صلبة مثل الصخر، وقد شهدا نتائج مثمرة في تعاون «الحزام والطريق» عالي الجودة، مضيفاً إن «صداقتنا القوية ترسخت بجذورها بشكل أعمق في قلوب الشعبين».
ولفت شي إلى أن الصين وصربيا قدمتا دعماً قوياً لبعضهما البعض في القضايا المتعلقة بمصالحهما الأساسية وشواغلهما الرئيسية، وقال: «دعمنا بشكل مشترك النزاهة والعدالة بين الدوليتين، وساهمنا في تعزيز السلام والتنمية العالميين، والتعاون بين بلدينا متجذر في مبدأ المساواة والمنفعة المتبادلة».
وقال «عند نقطة بداية تاريخية جديدة، ستعمل الصين مع صربيا للبقاء بشكل مشترك على التزام بالتطلع الأصلي والمضي قدماً معاً لفتح آفاق جديدة للتعاون بين الصين وصربيا بقوة دفع أقوى ونطاق أكبر وجودة أعلى».
وحسبما نقلت شبكة البث الرسمية الصربية «آر تي أس»، أعلن الرئيس الصربي بدوره أمس خلال استقباله نظيره الصيني في بلغراد أن «تايوان هي الصين»، وأكد أن الجانب الصربي يدعم بقوة موقف الصين المشروع بشأن تايوان والقضايا الأخرى المتعلقة بالمصالح الأساسية، وقال فوتشيتش لحشد تجمع أمام مكاتب الحكومة: «لدينا موقف واضح وبسيط فيما يتعلق بوحدة أراضي الصين»، مضيفاً «نعم، تايوان هي الصين».
ووقع الرئيس شي ونظيره فوتشيتش أمس بياناً مشتركاً بشأن بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وصربيا في العصر الجديد، ما يجعل صربيا أول دولة أوروبية تبني مجتمع مصير مشترك مع الصين، وفي البيان المشترك، قررت الدولتان تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وصربيا والارتقاء بها، وصربيا هي أول دولة في منطقة وسط وشرق أوروبا تصبح شريكاً استراتيجياً شاملاً للصين قبل ثمانية أعوام.
ووصل الرئيس الصيني شي جين بينغ، مساء أول من أمس الثلاثاء، إلى بلغراد آتياً من فرنسا في زيارة دولة تندرج في إطار أول جولة أوروبية له منذ جائحة كورونا، وأرسلت القوات الجوية الصربية طائرتين مقاتلتين لمرافقة طائرة الرئيس شي بعد دخولها المجال الجوي للبلاد.
ورحب الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وقرينته تمارا فوتشيتش بالرئيس الصيني ترحيباً حاراً في مطار بلغراد نيكولا تيسلا، كما قدم عدد من أطفال صربيا الزهور للرئيس الصيني وقرينته بنغ لي يوان لدى وصولهما ملوحين بالأعلام الوطنية للبلدين، وقام أشخاص يرتدون أزياء وطنية بالغناء والرقص ترحيباً بهما.
وتعد زيارة الرئيس شي إلى صربيا ثاني زيارة له إلى البلاد خلال ثماني سنوات، وهي علامة فارقة في تحديث وتحسين العلاقات الثنائية، ومن صربيا ينتقل شي إلى هنغاريا، المحطة الثالثة والأخيرة في جولته الأوروبية، وتعد صربيا وهنغاريا من بين أكثر الدول الأوروبية تعاطفاً مع موسكو التي بدأت عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا في شباط 2022.
وغادر شي فرنسا، أول من أمس الثلاثاء، في ختام زيارة استمرت يومين أبدى خلالها تحفظاً في شأن تقديم تنازلات كبيرة في مجال التجارة أو السياسة الخارجية، على حين حاول نظيره الفرنسي الضغط من أجل الوصول للسوق الصينية، وتناول أيضاً معه الأزمة في أوكرانيا، وقال دبلوماسي أوروبي وفق ما نقلته وكالة «رويترز» إن شي هو «الفائز» في الزيارة لأنه «عزز صورته كحاكم للعالم يناشده الغربيون حل المشكلات الأوروبية في أوكرانيا».