أكدت أن تعذيب الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال تجاوز فظائع النازية … المقاومة تخوض اشـتباكات طاحنة مع العدو في حي الزيتون
| وكالات
واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لتوغلات قوات الاحتلال الإسرائيلي في القطاع ولاسيما في حي الزيتون جنوب شرق غزة وخاضت اشتباكات ضارية، كما استهدفت تحشيدات العدو في مناطق متفرقة، على حين اعتبرت حركة حماس أن حالات التعذيب الوحشية، التي يتعامل بها الاحتلال الإسرائيلي مع الأسرى الفلسطينيين في معتقلاته السرية، لا تخضع لأي رقابة، وأن هذه المعتقلات يتم فيها ارتكاب أبشع أشكال التعذيب والسادية التي لا يمكن للإنسانية أن تستوعبها.
وأكّد قائد ميداني في المقاومة الفلسطينية من حي الزيتون، أمس السبت، حسب «الميادين نت» خوض معارك ضارية وعنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وسط وجنوب حي الزيتون جنوب شرق غزة، وأوضح أن المعارك تتمركز في شارع المستوصف وسط الحي، وفي محيط مسجد علي وعيادة الوكالة جنوبه، مشيراً إلى أن المقاومة استهدفت عدداً من دبابات الاحتلال بالصواريخ المضادّة للدروع في محيط مستوصف الزيتون.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال حوّل المستوصف إلى مقر قيادة وسيطرة، كما يقوم بتدمير المنازل القريبة منه، ولفت إلى أن الاحتلال وسّع مساحة القصف المدفعي لتصل إلى شمال الحي، ولاسيما في محيط مدرسة الحرية ومسجد صلاح الدين، مشيراً إلى وجود حركة نزوح جديدة من معظم أنحاء الزيتون بعد استهداف عدد من البيوت وارتقاء أكثر من 12 شهيداً.
بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قصف جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في محيط مستوصف الزيتون في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، بقذائف «الهاون»، كما أعلنت تفجير عبوتين أرضيتين شديدتي الانفجار في عدد من آليات العدو المتوغلة في شارع 8 في حي الزيتون.
ونشرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشهداً مصوّراً لقنص جندي إسرائيلي جنوب حي الزيتون في مدينة غزة.
وبشأن الخطّة الإسرائيلية للدخول إلى حي الزيتون في مدينة غزّة، قال الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية، هاني الدالي: إن الاحتلال لا يملك أي أهداف تعبوية أو عملانية حقيقية للدخول إلى حي الزيتون، أو المناطق الأخرى التي دخلها في غزّة، لكنه أراد، من خلال هذا التقدّم المحدود، إشباع غريزة اليمين المتطرف في حكومة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ما يثبت أن للمقاومة اليد العليا في كل منطقة من مناطق قطاع غزّة.
في الأثناء، أكدت حركة حماس أن حالات التعذيب الوحشية، التي يتعامل بها الاحتلال الإسرائيلي مع الأسرى الفلسطينيين في معتقلاته السرية، لا تخضع لأي رقابة، وأن هذه المعتقلات يتم فيها ارتكاب أبشع أشكال التعذيب والسادية التي لا يمكن للإنسانية أن تستوعبها، وهذا ليس سوى جزء ضئيل من الفظائع التي يقترفها الاحتلال بحق الأسرى.
وقالت الحركة في بيان أمس أوردته وكالة «صفا» الفلسطينية: «ما كشفه تقرير شبكة «سي إن إن» الأميركية (أول) أمس عن حالات التعذيب مضافة له الشهادات المروعة التي رواها من أُفرج عنهم مؤخراً من تلك المعتقلات السرية، التي هي أشبه بمسالخ بشرية تتجاوز جرائم وفظائع النازية، يستدعي من المنظمات الحقوقية الدولية توثيق هذه الجرائم، ورفع الصوت عالياً لفضح هذه الممارسات اللا إنسانية»
وأضافت: إن «ارتكاب فظائع كهذه ليس مجرد إخفاق للمجتمع الدولي بكل مؤسساته أو إنها وصمة عار في جبين الإنسانية، بل يتعدى إلى تهديد السلم الدولي عبر السماح لهؤلاء القتلة والفاشيين بالإفلات من العقاب»، وتابعت: نؤكد أن حقنا في محاسبة هذا الكيان المارق لن يسقط بالتقادم، ولن تُمحى هذه الفظائع من ذاكرة الشعوب والأجيال، وسيأتي اليوم الذي يُحاسب فيه هؤلاء المجرمون على ما ارتكبوه بحق شعبنا وبحق الإنسانية.
وفي وقت سابق، كشف تحقيق لشبكة «سي إن إن» الأميركية عن انتهاكات تمارسها «إسرائيل» بحق الأسرى الفلسطينيين في مركز اعتقال سري بصحراء النقب، ونقل التحقيق، الذي نشر أول من أمس الجمعة، عن 3 إسرائيليين عملوا في مركز الاعتقال، الذي يدعى «سدي تيمان» الصحراوي، قولهم: إن «المعتقلين الفلسطينيين يعيشون ظروفاً قاسية للغاية في قاعدة عسكرية أصبحت مركز احتجاز في صحراء النقب».
وتظهر صورة مسربة، حصلت عليها «سي إن إن»، لمركز الاعتقال رجلاً معصوب العينين وذراعيه فوق رأسه، وفق الشبكة، وقال أحد الشهود الإسرائيليين الثلاثة: إن «الروائح الكريهة تملأ مركز الاعتقال الذي يحشر فيها الرجال معصوبي الأعين، ويمنعون من التحدث والحركة».
وأضاف: إن «الأطباء في مركز الاعتقال يقومون أحياناً ببتر أطراف السجناء بسبب الإصابات الناجمة عن تكبيل أيديهم المستمر، والإجراءات الطبية التي يقوم بها أحياناً أطباء غير مؤهلين، حيث يمتلئ الهواء برائحة الجروح المهملة التي تركت لتتعفن».
وتحدث الإسرائيليون الثلاثة، الذين عملوا في مركز الاعتقال علناً معرضين أنفسهم لخطر التداعيات القانونية والأعمال الانتقامية، وقال أحد المصادر، الذي كان يعمل مسعفاً في المستشفى الميداني: «لقد جردوهم من إنسانيتهم»، وأضاف مصدر آخر: إن الجنود الإسرائيليين استعملوا الضرب مع المعتقلين ليس بناء على معلومات استخبارية ضدهم، وإنما باعتباره عقاباً على ما فعله الفلسطينيون في 7 تشرين الأول الماضي.