بينما أكد رئيس الحزب الدّيمقراطي اللّبناني طلال أرسلان أن «التّواصل المباشر والتّنسيق بين لبنان وسورية بالأطر الرّسميّة والجدّيّة، وحده كفيل للبدء بحلّها، دعا وزير المهجرين عصام شرف الدين، رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي لمناقشة الحل النهائي لملف النازحين السوريين في دمشق، مؤكداً أنه «سيرفض «الهبة المالية الأوروبية» التي أعلن عنها مؤخراً إذا كانت مشروطة بإبقاء هؤلاء النازحين في بلاده.
ورأى أرسلان، في تصريح نقله موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني أمس، أن «كلّ من يعتبر أنه بمواقفه ومزايداته اليوم أو بتواصله مع الشّرق والغرب بإمكانه حلّ ملف عودة النازحين (السوريين)، فهو إما واهم أو يتقصّد إيهام النّاس بأمر لن يحصل».
وأكد أرسلان، أن التّواصل المباشر والتّنسيق بين الدّولتين اللّبنانيّة والسّوريّة والحكومتين بالأطر الرّسميّة والجدّيّة، وحده كفيل للبدء بحلّ هذه الأزمة، وأن تنفيذ الخطّة الشّاملة الّتي أعدّها وزراء حزبه وأقرّتها حكومة حسان دياب السابقة، السّبيل الوحيد للحل»، مضيفاً: «أوقفوا المتاجرة بملف وجودي، واعملوا ولو مرّة وفق المصلحة الوطنيّة العليا، والرّشاوى الدّوليّة مخجلة بصورتها ومضمونها».
بموازاة ذلك، أعلن شرف الدين أنه سيرفض «الهبة الأوروبية» إذا كانت مشروطة بإبقاء النازحين السوريين في لبنان، حسبما ذكر موقع «النشرة».
وقال شرف الدين: «بعد جريمة باسكال سليمان، هناك إجماع وطني على أن هذا الموضوع موضع إجماع لبناني ولا خلاف عليه بانتظار القرار السياسي المباشرة بالحل لأن الوضع لم يعد يحتمل التأجيل».
واعتبر شرف الدين أن المطلوب، «توفير سفن تقل النازحين إلى بلدهم وليس قوارب غير شرعية وغير آمنة».
وعن قوافل إعادة النازحين السوريين التي أطلقها الأمن العام من جديد، أوضح شرف الدين أنه «في الـ2022 بدأت القوافل بنقل السوريين ولكن تم سحب الملف وتسليمه إلى اللواء عباس ابراهيم (المدير العام السابق للأمن العام اللبناني)، ومن ثم إلى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بو حبيب وتم «تنييم الملف» حتى اليوم بعدما تأزم الوضع».
وأشار، إلى أن «الغاية من هذه المبادرة، تحريك ملف النازحين وإعادة إحياء ورقة التفاهم بين لبنان وسورية»، وقال: إن «هذا الملف لا يحل سوى باجتماع بين الدولتين وعلى رئيس الوزراء (ميقاتي) أن يناقش في سورية في الحل النهائي».
يشار إلى أن الخميس ما قبل الماضي، أعلن خلال زيارة قام بها كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس للبنان عن دعم أوروبي للبنان بقيمة مليار يورو، ليشن سياسيون لبنانيون عقب ذلك حملة تحت عنوان أن «الاتحاد الأوروبي يقدّم رشوة للبنان لقاء إبقاء النازحين السوريين على أرضه».
وفي سياق متصل، وفي كلمة له خلال «المؤتمر البلدي والاختياري لتنظيم الوجود السوري في منطقة البترون اللبنانية، قال رئيس «التيّار الوطني الحر» النّائب اللبناني جبران باسيل: إننا «لسنا بحاجة لأوروبي ولا لأي أجنبي ليعلّمنا على حسن الضّيافة، فنحن أثبتنا أنّنا أكثر بلد مضياف في العالم، ولسنا بحاجة إلى أحد كي يعلّمنا حقوق الإنسان، فنحن نعلّم وأكثر بلد احترم الإنسان وحافظ على السّوري وآواه وحماه، كما لسنا بحاجة إلى أحد أن يدفع لنا مالاً (هم موّلوا الحرب السّوريّة وحرّضوا عليها)، فنحن أكثر بلد مانح بموضوع النّازحين.
وأضاف باسيل: إن «لبنان مش للبيع، والبترون مش للبيع».
في غضون ذلك، قالت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان نقله «النشرة» أمس: إنه «بتاريخ 10/5/2024، أثناء محاولة وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات توقيف عدد من المهربين في منطقة دير العشاير- البقاع، حاول السوري (خ. ع) طعن عناصر الوحدة بحربة، فأطلقوا النار باتجاهه ما أدى إلى إصابته، ونُقل إلى أحد المستشفيات حيث فارق الحياة».