قالت مصادر مقربة من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية: إن مخاوفها تزايدت في الآونة الأخيرة من تنامي القدرات العسكرية لقوات العشائر العربية في ريف محافظة دير الزور.
ونقلت المصادر لـ«الوطن» عن متزعمين ميدانيين في «قسد» قولهم إنهم راحوا يدركون حقيقة تغيير موازين القوى في أرياف دير الزور لغير مصلحتهم، إثر انقلاب معظم العشائر العربية عليهم ورغبتها في الانضواء تحت راية وقيادة قوات العشائر العربية، التي تنفذ هجمات ضد الميليشيات، تسببت بخسائر بشرية وعسكرية كبيرة لها.
وأوضحت المصادر أن الانطباع السائد لدى متزعمي «قسد» سابقاً، تمثل بمقدرتهم على الالتفاف على مطالب أبناء العشائر العربية عبر إغواء بعضهم وإقصاء بعضهم الآخر، إلا أنهم عجزوا عن ذلك مع استمرار انتفاضة أبناء العشائر في وجه الميليشيات وإصرارهم على نيل مطالبهم بطرد الميليشيات وحكم مناطقهم بعيداً عن تسلطهم.
وذكرت أن التصعيد الأخير لقوات العشائر، بعد انضمام ألوية جديدة، شكلها أبناء القبائل مثل البوسرايا والبوشعبان، إلى جيش العشائر تحت إمرة القائد العام إبراهيم الهفل، رفع من منسوب القلق لدى «قسد» التي باتت تخشى خروج الأمور عن سيطرتها وفقدانها لبعض المناطق في شرق الفرات، الذي لا يمر يوم فيه من دون تسجيل هجمات عديدة ضد الميليشيات وبشكل منظم أكثر من السابق، الأمر الذي قد يدفع بمتزعمي «قسد» إلى تقديم تنازلات للدولة السورية في أي مفاوضات مقبلة معها.
ورأت أن نقطة ضعف «قسد» ومن خلفها ما يسمى «الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سورية»، هو حكمها لدير الزور من خارج المحافظة التي يهيمن المكون العربي العشائري على تركيبتها السكانية، والذي لا ينعم أبناؤه بعائدات حقول النفط والغاز في منطقته، بل تتم سرقتها من الميليشيات وبيعها تهريباً للخارج، ولذلك أصبحت الحقول مع الصهاريج المحملة بالنفط المسروق أهدافاً ثابتة لقوات العشائر.
على الأرض، نفذت قوات العشائر العربية أمس هجوماً واسعاً بقذائف «آر بي جي» وقذائف الهاون باتجاه حواجز ونقاط «قسد» العسكرية في بلدة حوايج ذيبان بريف دير الزور الشرقي، حيث جرت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 4 مسلحين من الميليشيات وجرح أكثر من 10 آخرين، وفق قول مصادر عشائرية شرقي الفرات.
وذكرت المصادر لـ«الوطن» أن هجمات قوات العشائر العربية طاولت أيضاً نقاط «قسد» قرب بلدتي غرانيج والشحيل عند الضفة الشرقية للفرات، مقابل الضفة الغربية للنهر حيث مناطق سيطرة الحكومة السورية، من دون معرفة حصيلة الهجمات.