رياضة

فرقنا.. والمراجعة المطلوبة!

| غانم محمد

لا أنتقص على الإطلاق مما تفعله فرقنا، ومما تبذخه من أموال في الدوري المحلي، ولها ما شاءت في هذا الصدد، ولكن العقل (في حدوده الدنيا) يفرض سؤالاً مشروعاً، فحواه: هل يتناسب المردود مع هذا الصرف، وبتعبير أدقّ، هل الجدوى (الاقتصادية) تبرر الاستمرار في هذا الدفع (العشوائي) ما دام المنتج الكروي لا يلقى رواجاً في السوق المحلية؟

إن كان من يملك المال يحب كرة القدم، ومن أجل ذلك يصرف عليها كما يدّعي، فإن حبّه (أعمى) بكل تأكيد، لأن ما يدفعه للاعب يحضر معه في (25) مباراة على أبعد تقدير، يستطيع به أن يؤسس لجيل كروي قادم، لكنه لا يفعل ذلك، وهنا تسقط ذريعة (الحب المزعوم) وتتحوّل إلى محاولة في اتجاه آخر لا أجرؤ على تسميتها!

الدوري السوري موسم 2023- 2024 ربما هو الأسوأ منذ أن وعيتُ على كرة القدم السورية، مستوى وحضوراً جماهيرياً وإنتاجاً… إلخ، وربما هو الأعلى كلفة أيضاً، والسؤال: هل نستطيع ضبط الأموال (المهدورة) على ما يُسمى الدوري الممتاز في خدمة كرة القدم السورية بشكل سليم، وهل نستطيع إيجاد مقاربة أو حلّ وسط بين رغبة البعض في الظهور وبين منفعة اللعبة الشعبية الأولى، وعلى من تقع مسؤولية ذلك؟

هل نستطيع مثلاً أن نلزم الداعمين بالصرف على الفئات العمرية وعلى مدارس كرة القدم، ولو بنسبة محددة مما يدفعونه على تعاقدات الفريق الأول، وهل نستطيع أن نقنعهم أن ذلك سيطور كرة القدم السورية، وما داموا ارتضوا أن يدخلوا هذا الميدان فعليهم أن يكونوا جزءاً من هذه (الفكرة) وإلا فلا مكان لهم مهما كان حجم إنفاقهم!

لا يهمّني من فاز باللقب ولا من هبط إلى الدرجة الأولى، ولا من يدرب اليوم هذا الفريق ومن سيدربه بعد جولتين أو ثلاث جولات، يهمّني مضمون هذا العمل ومخرجاته، وهل تطورنا في موسم 2023 -2024 ولو بنسبة 1 بالمئة فقط عن الذي سبقه!

بصراحة، الجواب صادم، والانحدار (من وجهة نظري) يتناسب عكساً مع حجم الإنفاق، وهذه قصية تستحق التوقف عندها ودراستها!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن