الإنترنت عادت إلى 90 بالمئة من مراكز ريف دمشق.. وقطاع الاتصالات يشهد سرقات تفوق الخيال … صفحات فيسبوك تروج لفساد في اتصالات ريف دمشق.. والمدير ينفي لـ«الوطن»: صفحات تدار من الخارج
| نغم النجار
كشف مدير اتصالات ريف دمشق حسين عويتي أنه تم البدء بتجهيز عدة مراكز على مستوى المحافظة وتنفيذ عقود متعددة تضم تركيب عدد كبير من بوابات الإنترنت ضمن خطة العام الحالي، لافتاً إلى أن التنفيذ سيكون على ثلاث مراحل وليس دفعة واحدة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أشار عويتي إلى أن 90 بالمئة من مراكز اتصالات ريف دمشق أصبحت متوفرة لديها خدمة الحزمة العريضة «بوابات ADSL» منها ببيلا، سبينة، زملكا، الهامة، وغيرها.
وأوضح أنه سيتم إعلام المشتركين المتقدمين بطلبات للحصول على بوابة «ADSL» عبر رسائل SMS»» تصل إلى هواتفهم لمراجعة المركز، والأولوية للطلبات الأسبق، مؤكداً أن نظام الدور لديهم مؤتمت.
بيئة غير صحية
ورداً على سؤال حول سوء خدمة الإنترنت والهاتف الأرضي لدى المشتركين في بعض المناطق قال عويتي: «نحن نعمل في بيئة غير صحية، حيث إن خدمات الاتصالات هي خدمات حساسة، وفور تعرض الشبكات النحاسية للصرف الصحي أو لأعطال أخرى من قيام الوحدات الإدارية لأعمال مدنية تترافق مع مسارات الكوابل الهاتفية، تنتج لدينا أضرار في الشبكة».
وأضاف: تم تشكيل لجان لمعالجة تأثير وأضرار شبكات الصرف الصحي على خدمات الإنترنت والهاتف، بطلب من مديرية اتصالات ريف دمشق وبرئاسة أعضاء المجلس التنفيذي في المحافظة والبلديات المعنية في «جرمانا، السيدة زينب، صحنايا، ببيلا، حرستا، قدسيا» التي تعاني مراكزها الهاتفية بشكل كبير من أضرار الصرف الصحي، لكن الاستجابة من رؤساء الوحدات الإدارية لم تكن على المستوى المطلوب.
وأوضح عويتي أن السرقات والتعديات التي يشهدها قطاع الاتصالات خاصة في ريف دمشق تفوق الخيال، مؤكداً أن مراكز بالكامل خرجت عن الخدمة نتيجة مئات السرقات، التي قدّر خسائرها بمليارات الليرات.
وأكد أنه بالتعاون مع الوحدات الشرطية والمجتمع المحلي تم إلقاء القبض على الكثير من اللصوص في عدة مناطق وأحيلوا إلى القضاء المختص، مشيراً إلى أن جميعهم من خارج موظفي مراكز السورية للاتصالات.
واعتبر عويتي أن عدم توفر الطاقة الكهربائية من الشبكة العامة شكل عبئاً ومعاناة إضافية لقطاع الاتصالات، مبيناً أنه لا يمكن ضمان استمرار تقديم الخدمات عبر المولدات التي يتجاوز استهلاكها 200 مليون ليرة تقريباً بسبب المازوت.
كما أشار إلى أن المحركات الموجودة في مراكز الاتصالات العاملة هي محركات طوارئ وليست للعمل على مدار الساعة، معتبراً أن الطاقة البديلة حل جزئي وليس كاملاً، فإن الشمس تساعد في استمرارية الخدمات نهاراً ومن ثم يتم الاعتماد على شحن البطاريات التي من الممكن أن تخدم فقط 4 ساعات مقابل 12 ساعة خدمة خلال ساعات الليل.
ودق عويتي ناقوس الخطر بوجود نقص كبير في الخبرات الفنية والكوادر لديهم، تزامناً مع تقديم طلبات استقالة بالجملة، وعدم تقدم متسابقين إلى إعلانات التوظيف، مشيراً إلى أن المسابقة الأخيرة لمديرية اتصالات ريف دمشق تم الإعلان عنها مرتين ولم يتقدم أي متسابق لها.
وتعقيباً على ذلك، كشف عويتي أن هناك خطة تم إقرارها من مجلس الإدارة في السورية للاتصالات وهي حالياً في المراحل النهائية لتعويض العاملين في الشركة حسب جهود كل منهم.
صفحات هدفها الإساءة
صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي روجت مؤخراً عن ملفات فساد تم الكشف عنها داخل مديرية الرقابة الداخلية في مديرية السورية للاتصالات، الأمر الذي نفاه عويتي، معتبراً أن مثل هذه الصفحات الخارجية المعادية هدفها الإساءة إلى مؤسسات الدولة من دون الاكتراث للمصلحة العامة.
وأكد أن الأبواب مفتوحة أمام جميع المواطنين ممن لديهم وثائق تثبت حالات فساد لمعالجتها فوراً، وهذا ما تم التوجيه إليه مؤخراً في اجتماع وزير الاتصالات مع مديري الفروع بمحاربة أي مكمن من مكامن الفساد بقوة.
وفي الحديث عن الأشخاص الذين يعرضون على مواقع التواصل الاجتماعي بوابات إنترنت للبيع بأسعار خيالية، أوضح عويتي أنه تم إلقاء القبض على عدة مروجين منهم وإحالتهم إلى القضاء، مؤكداً أن ذلك مخالف لكل الضوابط المتبعة لدى السورية للاتصالات.
وبين أن البوابات المعروضة حالياً للبيع على مواقع التواصل ليست من مزود الخدمة «تراسل»، حيث أوجدت السورية للاتصالات طريقة لدرء الابتزاز الحاصل عبر عدم إمكانية الشخص بيع اشتراكه الهاتفي ومزود «تراسل» لشخص آخر، وبمجرد رغبته بالتنازل عن الهاتف تلغى بوابة الإنترنت مباشرة وتعاد إلى الشركة.