شؤون محلية

مشروع إرواء يستفيد منه 470 أسرة ويروي 600 دونم بكلفة 500 مليون ليرة … اتفاقية تعاون في المجال الإنساني بين الأمانة السورية والهلال الأحمر الإماراتي

| اللاذقية- عبير محمود

وقعت أمس الأمانة السورية للتنمية مع الهلال الأحمر الإماراتي اتفاقية تعاون في المجال الإنساني لمدة خمس سنوات بهدف تمكين المجتمعات المحلية في سورية والتي تأثرت بتداعيات سنوات الحرب الطويلة وزلزال السادس من شباط.

وحددت الاتفاقية مجالات العمل والتعاون المشترك بدءاً من تأمين حياة آمنة للأسر التي تضررت وفقدت منازلها عبر مشاريع إعادة تأهيل المساكن، والوصول لواقع معيشي أفضل وفرص متساوية للعائلات والأفراد في المدن والأرياف على امتداد الجغرافية السورية، إضافة للاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية بما يدعم تحسين الإنتاج الزراعي وواقع المزارعين عبر مشاريع ومبادرات تعنى بالحفاظ على البيئة والتوجه لمصادر الطاقة المتجددة، وضمان وصول المياه النظيفة للجميع، فضلاً عن الاهتمام بالصحة العامة من خلال تعزيز التجهيزات الصحية واحتياجات المراكز، وتمكين السيدات بمشاريع مهنية وريادية تحقق لهن الاستقلالية وتؤمن لهن مصادر دخل مستدامة.

وتوافق الطرفان على التشارك في وضع إستراتيجيات العمل والخطط السنوية التنفيذية والخاصة بكل مشروع وتبادل الخبرات والاستشارات العلمية والفنية، حيث تستثمر الأمانة السورية للتنمية شراكتها الطويلة مع أبناء المجتمعات المحلية وتسخر إمكاناتها وبرامجها وتوزع فرقها في المحافظات لتنفيذ المشاريع والخطط وبلوغ أهداف التنمية المستدامة بما يتوافق مع منهجية التنمية المجتمعية للوصول لمجتمعات محلية أكثر قوة وقدرة على مواجهة التحديات وصولاً للتعافي المبكر.

وفي مبادرة جديدة لدعم الشعب السوري، تم تدشين مشروع إرواء الأراضي الزراعية في قرية المشيرفة بريف جبلة ووضعه في الخدمة، بتنفيذ من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، إضافة لتوزيع معدات زراعية لخدمة القطاع الزراعي في عدة تعاونيات بريف المحافظة.

المشروع الذي تم تنفيذه في قرية المشيرفة التابعة لبلدية وادي القلع بريف جبلة بتكلفة تقديرية تبلغ 500 مليون ليرة، تم وضعه بالخدمة بحضور محافظ اللاذقية عامر هلال ووفد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برئاسة نائب أمين عام هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حمود الجنيبي، إضافة لحضور سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بدمشق حسن الشحي والرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية شادي الألشي.

وقال محافظ اللاذقية عامر هلال لـ«الوطن»: أن المشروع يعد مشروعاً تنموياً بامتياز، مبيناً أن محافظة اللاذقية بجميع جهاتها الرسمية تقدم كل الإمكانات اللازمة لتسهيل عمل هذه المشاريع التنموية وتقديم الخدمات بكل أشكالها وتجهيز المواقع بالتنسيق مع الوحدات الإدارية، مشيراً إلى أنه تم وضع خزان ري لعدد من الأراضي بمساحة نحو 600 دونم، وتستفيد منه أكثر من 470 عائلة.

ولفت هلال إلى الاستمرار بالقيام بالمشاريع التنموية بالتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والأمانة السورية للتنمية، مشيراً إلى توزيع جرارات زراعية في ناحية الفاخورة بريف اللاذقية، وتمكين العائلات المتضررة من الزلزال واللقاء مع الأطفال الذين فقدوا ذويهم جراء الزلزال.

من جهته قال نائب الأمين العام في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حمود الجنيبي في تصريح «الوطن»، إنه بالتنسيق والتعاون مع الشركاء على الأرض في سورية تم إنجاز العديد من المشاريع التنموية التي ساهمت في إنتاج الكثير من المنتجات الزراعية

وفيما يتعلق بالاتفاقية بين أن هذه الاتفاقية أتت بعد تعامل وعمل دام سنة وبضعة أشهر من بداية الزلزال مع الأمانة السورية للتنمية، مضيفاً: شاهدنا كل التعاون وكل الجهد الكبير المبذول في العمل الإنساني كما شاهدنا الإخلاص والتفاني في المشاريع المقدمة من قبلهم وهم دلونا على الكثير من المشاريع.

مدير الأمانة السورية للتنمية في اللاذقية راني صقر أكد لـ»الوطن»»، أنه تم إنشاء خزان تجميعي بسعة 320 متراً مكعباً تتجمع فيه مياه الينابيع، ومزود بالطاقة الشمسية لتأمين الطاقة الكهربائية للمضخات التي تستخدم بالري وتعمل على مدار الساعة، ويغطي نحو 600 دونم، وتستفيد منه أكثر من 470 عائلة تعمل بالزراعة.

وبيّن صقر أن التغير المناخي وانخفاض مصادر الطاقة كانا سبباً رئيسياً للبحث عن الفرص المتاحة لاستثمارها بشكل يحقق التنمية المستدامة في المناطق التي يتم تنفيذ المشاريع فيها، مشيراً إلى أنه بالمشروع تم استثمار وجود ينابيع تبلغ من العمر عشرات السنين، يستفيد منها الأهالي بشكل محدود لزراعة أراضيهم في منطقتهم الشهيرة بنوعية الخضراوات التي تتميز بأنها تروى من مياه الينابيع الصافية.

من جهته أكد مدير الموارد المائية في محافظة اللاذقية محمود قدار لـ«الوطن» أن المشروع يستخدم في ري الخضراوات في موسم الصيف من فاصولياء وبندورة وخيار وغيرها، ويعد هذا المشروع خطوة جيدة تساهم في تخفيف الضغط على النبع وللاستفادة القصوى من مياه النبع واستثمار المياه بأفضل طريقة في هذا المكان، إضافة لوجود مشاريع مشابهة في المناطق الجبلية في محافظة اللاذقية غير المغطاة من شبكات الري الحكومية.

وبيّنت مديرة منطقة القرداحة بالأمانة السورية للتنمية صفاء بدور لـ«الوطن»، أنه وبالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي تم تسليم معدات زراعية «جرارين وأربع عزاقات» لتعاونية يرتي للزيتون، وتعاونية الوطى دير زينون للزيتون، وتعاونية المعلقة للنباتات الطبية، بهدف مضاعفة الإنتاج وتخفيض التكلفة على المزارعين.

وأشارت إلى أن هذه التعاونيات الإنتاجية تستهدف نحو 3500 دونم، ويستفيد منها أكثر من 1200 مزارع منتسب حالياً إلى التعاونية، ويعود مردود تشغيل الآليات بالفائدة على المشاريع التنموية للتعاونيات والمناطق التي تعمل فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن