اشتهر بشخصية «عبدو» في مسلسلات الأبيض والأسود … زياد مولوي.. الفنان الذي جذب المتلقي بظرافته وضحكته وأسلوبه الكوميدي العفوي
| وائل العدس
قبل يومين، مرت الذكرى السابعة والعشرين لرحيل الفنان الكبير زياد مولوي أحد رواد الكوميديا في سورية عن عمر 53 عاماً.
اشتهر بشخصية «عبدو» في مسلسلات الأبيض والأسود، واستطاع أن يحقق شعبية واسعة عبر أدواره الكوميدية، وخاصة في الدراما التلفزيونية والسينما رغم وجوده في فترة كانت الساحة تعج بملوك الكوميديا السورية، حيث قدم شخوصه بالعفوية المدروسة، وساعده شكل جسده الممتلئ على دخول عالم الكوميديا، لافتقاد الفن السوري في تلك الفترة إلى شخصيات شبيهة.
كان حاضراً في معظم الأعمال السينمائية السورية، التي حققت نجاحاً في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وقد عمل ممثلاً ومنتجاً ومؤلفاً ومغنياً، في الفترة التي شهدت ازدهاراً إنتاجياً للسينما في سورية، واتصف أداؤه بالطابع الكوميدي العفوي والمتميز، كما اشتهر بحكايات «عمو زياد».
لم يبتعد مولوي في حياته العامة عما أداه من الأدوار بمسيرته الفنية، حيث بدا محباً وعفوياً بأحاديثه مع الآخرين، ويتعامل مع الأطفال وكأنّه يحاور أي كبير في السن.
شارك عبر مسيرته الفنية وخاصة في السينما كبار النجوم في سورية والدول العربية، ورغم ذلك احتل مكاناً مميزاً بين هؤلاء، وجاءت أدواره مميزة فكان يجذب المتلقي بظرافته وضحكته وأسلوبه الكوميدي العفوي، حيث زرع البسمة على شفاه كل من رأى أعماله.
بداياته
بدأ مولوي حياته هاوياً في المدارس الإعدادية، ثم انتقل إلى التلفزيون، وشارك في الكثير من الأفلام والمسلسلات مع نجوم الكوميديا ومنهم دريد لحام ونهاد قلعي ورفيق سبيعي، كما عمل منتجاً وأنتج عدداً من الأفلام والأعمال الفنية، وعمل أيضاً مخرجاً في إذاعة دمشق إلى جانب عمله وممثلاً في السينما.
عمل في البداية في مسرح «الشوك»، ومنه انتقل للعمل في فيلم «رحلة حب» ومسلسل «بعد فوات الأوان»، كما شهدت هذه الفترة مشاركته في مسرحية «الشاطر زياد».
مع دريد ونهاد
ارتبط اسم زياد مولوي بالأعمال التلفزيونية الأولى للفنان دريد لحام في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، عن طريق شخصية الشاب البسيط طيب القلب، وعلى الرغم من ظهوره في عدد من الأعمال التلفزيونية في تلك الفترة مثل «حكايا الليل»؛ إلا أن أعماله مع دريد لحام ظلت هي الراسخة في الذاكرة بسبب إعادتها بشكل دائم، لينتقل في السبعينيات إلى القيام ببطولة عدد من الأفلام السينمائية ذات الطابع الكوميدي؛ مبتعداً إلى حدّ ما عن التلفزيون الذي عاد إليه ليجسد في عقد الثمانينيات الشخصية الأساسية في مسلسل عُرِض لمرة واحدة، ويبدو أنه فُقِد من مكتبة التلفزيون لأنه لم يُعرَض ثانية.
وجاء عام 1967 وحمل معه الفرصة الذهبية لزياد مولوي، عندما قدّم الممثلان دريد لحام ونهاد قلعي مسلسل «مقالب غوار»، والذي تدور حكاياته حول شخصية «غوار الطوشة»، بمشاركة مولوي، وهو العام نفسه الذي شارك فيه ضمن مسلسل «مسحر رمضان».
النجاح الكبير الذي حققه «مقالب غوار»، دفع فريق عمله لتقديم مسلسل «حمام الهنا» في العام التالي، وفتح الباب لزياد مولوي ليشارك في العام نفسه في فيلم «الصعاليك» مع فريق العمل نفسه.
استمر في العمل مع الثنائي دريد لحام ونهاد قلعي، وقدّم معهما في عام 1969 فيلم «خياط السيدات»، وقدم شخصية «صياح» في مسلسل «مختار السبع بحرات» مع رفيق سبيعي، تبعه تقديم فيلم «اللص الظريف» في عام 1970.
إلى مصر
نجح مولوي في تقديم شخصيات خاصة به، كما فتح له باب المشاركات في الأفلام السورية -المصرية المشتركة، فشارك في فيلم «امرأة من نار» مع صلاح ذو الفقار وناهد يسري، وفي فيلم «ذكرى ليلة حب» مع نبيلة عبيد، وفي «شقة للحب» مع ماجدة الخطيب ومحمد عوض خلال عام 1973.
كما نجح في فرض نفسه كأحد نجوم تلك الفترة، وعمل في عام 1974 في أفلام «خيمة كركوز» مع إغراء و«حب وكاراتيه» مع مديحة كامل (الفيلم الوحيد الذي غنى فيه)، و«بنات للحب» مع أحمد رمزي ونيللي، و«الغجرية العاشقة» مع صباح ونجوى فؤاد.
في الإنتاج
مع نجاحه وانتشاره في الأفلام، قرر مولوي خوض تجربة الإنتاج، وكان الفيلم الأول من إنتاجه عام 1975 وحمل اسم «حبيبي مجنون جداً»، ثم تبعته تجربة أخرى في فيلم «غرام المهرج» عام 1976، ولعب دور البطولة فيهما.
استمر في التمثيل، حتى عام 1978، في فيلم «الدنيا نغم» مع عمر خورشيد.
مع بداية الثمانينيات، وضعف الإنتاج الفني الخاص، اتجه إلى العمل ضمن مسرح الطفل، وأسس فرقته الخاصة، وكانت عروضه المسرحية المخصصة للطفل تشكل حدثاً فنياً بارزاً في تلك الفترة.
ولزياد مولوي تجربة واحدة في التأليف عبر مسلسل «طرابيش»، الذي عرض في عام 1992، من إخراج وبطولة طلحت حمدي ونبيلة النابلسي.
كما تولى منصب رئيس فرع دمشق لنقابة الفنانين، وتوفي في دمشق في العاشر من أيار عام 1997، تاركاً خلفه إرثاً فنياً كبيراً.