رياضة

في «فاينال» السلة.. فوز جدير للوحدة على الجلاء وكوادر الوحدة ممنوعة عن الكلام

| مهند الحسني

حفلت مباراة الوحدة وضيفه الجلاء أمس الأول في أولى مواجهاتهما بالفاينال بكثير من الإثارة والندية واللمحات الفنية الجميلة وشهدنا مباراة لم نر مثلها منذ سنوات من حيث قوة الفريقين وما يملكانه من لاعبين كبار، فجاء اللقاء مثيراً بتقلباته وغريباً بمجرياته وغنياً بنقاطه التي تجاوزت المئة نقطة، وهذا الرقم لم نشاهده منذ سنوات في دوري الرجال.

فوز صعب

بدأت المباراة بتقدم متوقع للجلاء وبدفاع غير منضبط للوحدة، وهذا متوقع بعد فترة التوقف الكبيرة بالنسبة للوحدة، ولكن بعد مضي الربع الأول بدأ التجانس يظهر على لاعبي الوحدة وخاصة الأجانب دونتي وجاميل.

نقطة التحول بدفاع الوحدة كانت بإشراك شريف العش في بداية الربع الثالث، حيث أدى مستوى ضغط عال على رامي مرجانة وساهم بإرباك هجوم الجلاء، حيث ارتكب العديد من التورن أوفر ومنح الوحدة نقاطاً سهلة من الفاست بريك.

ويجب ألا ننسى النسب العالية للتسجيل من خط الرمية الحرة للوحدة حيث لم يضع سوى رمية واحدة بكل المباراة.. على العموم الفريقان قدما مباراة ممتعة هجومياً وننتظر سلسلة لاهبة.

بهذا الأداء قلب الجلاء كل التوقعات التي منحته خسارة بفارق رقمي كبير، لكنه كان نداً قوياً وقدم أداء ذكرنا بأداء أزرق الشهباء في الأيام الخوالي، وظهرت مجموعته منسجمة ومتناغمة بنسبة كبيرة في الشقين الدفاعي والهجومي، ففريق يسجل 104 نقاط في سلة فريق متخم بالنجوم وعلى أرضه وبين جمهوره فهو من المؤكد فريق بات من طينة الكبار.

على الرغم من فوز الوحدة غير أن أداءه ترك الكثير من إشارات الاستفهام وخاصة من الناحية الدفاعية رغم وجود عملاقين كبيرين تحت السلة عبد الوهاب الحموي وكمال جنبلاط، وعوّل الفريق بأكمله على خدمات اللاعب الأميركي دونتي الذي تحمل عبء اللعب بنسبة كبيرة وسجل 41 نقطة وكان أهم الخيارات الهجومية لمدرب الفريق.

ممنوعون عن الكلام

توسمنا خيراً بالإدارة الجديدة التي تشرف على مفاصل اللعبة، وبأنه سيكون هناك عقلية منفتحة في التعامل وخاصة مع الإعلام الرياضي، لكن توسمنا هذا لم يدم طويلاً بعدما اصطدمنا بواقع صعب تجلى بمنع أي لاعب بفريق السلة يدلي بأي معلومة للإعلام لأسباب غير معروفة، حيث قامت «الوطن» بالاتصال بأحد لاعبي الفريق من أجل إجراء لقاء معه عن أخبار الفريق وحظوظه بالدوري القادم، لكن اللاعب اعتذر بأدب جم، وأكد بأن الإدارة منعت الجميع من الحديث للإعلام دون أن يوضح الأسباب.

رسالتنا للبرتقالي

النقد الصحيح هو أساس كل بناء صحيح لأنه يزيل البناء المتهدم، ويكشف الأخطاء ويهيئ المجال لإقامة البناء الجديد، ومن خلال النقد يمكن معرفة الأخطاء وقديماً قالوا (رحم اللـه من أهدى إليّ عيوبي).

والنقد يكمل الإصلاح الذي يعطي حلاً للأخطاء والعيوب والمشكلات التي يكشفها النقد، هذا كلام نظري، وأكثر الناس في عصرنا باتوا لا يحتملون أدنى درجة من النقد، رغم شعاراتهم وأقوالهم في كل مناسبة بتقبل النقد والعمل فيه.

أثبتم بأن شعاراتكم التي كنتم تنادون بها وشفافيتكم المزعومة ليست إلا أضغاث أحلام، وبدلاً من أن تعالجوا السلبيات التي ظهرت على اللعبة بشكل عام هذا الموسم، وأن تبنوا علاقة طيبة مع الإعلام، قمتم بمنع لاعبيكم من الإدلاء بأي تصريح تحت طائلة (كذا وكذا)؟! وهو إجراء أكل الزمان عليه وشرب ويتناقض مع الأجواء الإيجابية التي يعيشها بلدنا في الوقت الراهن، ومع المساحة التي حصل عليها الإعلام لمعالجة جميع القضايا وأكثرها خطورة وحساسية دون أن توضع في طريقه أي مطبات أو عوائق، لنفاجأ بمثل هذا الفكر البالي في حالة تعكس تناقضاً محزناً لأشخاص يدّعون الجرأة والمجابهة وتبنيهم للفكر الناقد.. نأمل أن يعيد القائمون على الفريق علاقتهم مع الإعلام وألا يتفاقم الوضع أكثر ويصل إلى مرحلة يصعب العودة عنها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن