الدقاق: استطعنا أن نتجاوز حدود سورية لنبحث عن هذه المواهب ونحتضنها على المستوى الدولي أيضاً … اختتام مسابقة الأولمبياد الدولي للمعلوماتية التي استضافتها سورية
| محمود الصالح
انتهت أمس منافسات الأولمبياد الدولي للمعلوماتية لدورة 2024 التي استضافتها سورية اعتباراً من يوم الجمعة الماضي بمشاركة 20 فريقاً من 10 دول عربية وأجنبية، حيث بدأ الامتحان التجريبيّ استعداداً لخوض الامتحان الرسميّ، وقام العشرون فريقاً المشاركة في «IOT»، بإجراء المسابقة التجريبية من أجل الاستعداد للمسابقة الرسمية ظهر السبت، وبدأت الفرق العشرون منافسات أولمبياد المعلوماتية الدوليّ بالاختبار الرسميّ للمسابقة لمدّة 4 ساعات متواصلة من التاسعة والنصف صباحاً، ولغاية الواحدة والنصف ظهراً بعد أن كانوا قد خضعوا إلى اختبار تجريبيّ يوم الجمعة، وقد جرت مراقبة جميع الفرق المشاركة من قبل لجنة المراقبة السوريّة.
وأعلنت نتائج هذه المنافسات بحصول فرق هنغاريا على الذهبية ورومانيا على فضيتين وثلاث جوائز برونزية لكل من سورية ورومانيا وإيطاليا، فيما حصلت بلغراد وإيران على ذهبيتين تشريفيتين، وباكستان على برونزية تشريفية، وأعلن أن هنغاريا ستنظم الدورة القادمة من هذه المسابقة.
من جهتها رحبت رئيسة هيئة التميز والإبداع هلا الدقاق بجميع المشاركين في سورية وفي هيئة التميز والإبداع في دمشق التي تستضيف هذا العام الدورة السابعة من أولمبياد المعلوماتية الدولي للفرق المدرسية.
وأكدت الدقاق اعتزاز سورية ومن خلالها هيئة التميز والإبداع بهذه الاستضافة أولاً لأهمية هذا الحدث في عالم التكنولوجيا والمعلوماتية وسباقاته الدولية، وثانياً لما تؤكده هذه الاستضافة من أن سورية وعبر تاريخها المملوء بالأزمات والتحديات تبقى مملوءة أيضاً بالكفاءات والقدرات والخبرات النوعية التي عملت هيئة التميز والإبداع ومازالت تعمل على احتضان ورعاية المواهب السورية المبدعة أينما حلت وحيثما كانت، مضيفة: استطعنا أن نتجاوز حدود سورية لنبحث عن هذه المواهب ونحتضنها على المستوى الدولي أيضاً.
من جهته قال المنسق الوطني للمسابقة عمار نحاس: تعتبر مسابقة الفرق الدولية للمعلوماتية منافسة متميزة من الناحية العلمية، حيث يعمل أعضاء كل فريق على حل مهام معقدة في البرمجة التنافسية التي هي النوع نفسه من المشاكل في الأولمبياد الدولي للمعلوماتية، موضحاً أنه يمكن لكل فريق استخدام جهازي كمبيوتر لإعداد حلول لهذه المشكلات، ويتلقى النظام الآلي هذه الحلول ويقوم بتصنيفها تلقائياً.
ونوه النحاس إلى المستوى العلمي العالي لمهام هذه المسابقة الذي يعكس قدرات أعضاء الفرق المشاركة فيها وقدراتهم على حل هذا النوع من المهام لذلك تعتبر هذه المسابقة من أهم المسابقات التي يجب الاهتمام بها ودعمها.
وأضاف: تعكس هذه المسابقة فرصة فريدة من نوعها لطلاب الثانوية ليتنافسوا بشكل مختلف في البرمجة التنافسية، على عكس المسابقات الأخرى التي يشارك فيها الطلاب بشكل فردي وتسهم المشاركة الجماعية في دعم روح العمل الجماعي بين المشاركين، وتحفز طريقة جديدة للتفكير، تعتمد على مشاركة العمل والمهام واستخدام الموارد بشكل جماعي.
وتابع النحاس: بالإضافة إلى ذلك تدعم هذه المسابقة الروح التنافسية بين المدارس والمؤسسات المختلفة، حيث ينتمي كل فريق إلى مؤسسته، ويعكس مستواه، ما يحفز هذه المؤسسة لرفع مستوى التدريب وتعزيز مستواها العلمي، كما تشجع على نشر ثقافة المعلوماتية وعلوم الكمبيوتر بشكل عام بين طلاب المدارس الانتقالية وتوجيه المهتمين بهذا المجال إلى الاتجاه الصحيح.
وبين النحاس أن المشاركين في هذه المسابقة هم مجموعة النخبة من الفرق التي مرت بعدة مراحل في بلدانها، ويعد طلابها من أفضل الفرق في العالم، لذلك فهي فرصة لاكتشاف المتميزين ودعمهم وتوجيههم في الاتجاه المناسب وتوفير وسائل دعم مهاراتهم وتوجيه إمكاناتهم.
وأشار النحاس إلى أن سورية تنظم نسخة المسابقة هذا العام بمشاركة متنوعة، أي إنه من الممكن المشاركة عبر الإنترنت أو محلياً بسبب الظروف المؤسفة في منطقتنا، إذا لم تتمكن معظم الفرق من القدوم إلى سورية للمشاركة محلياً، وبدلاً من ذلك سيشاركون عبر الإنترنت، والجانب الإيجابي من هذا الأمر هو توفير الفرصة لأي بلد للمشاركة عبر الإنترنت، معرباً عن أمله أن تستمر المنافسة في الانتشار وأن يزداد عدد الدول المشاركة في المستقبل.
واختتم النحاس كلمته قائلاً: إن هذه المسابقة جرت بشكل سلس ومن دون أي مشاكل وكانت حماسية وممتعة للجميع، واحتوت على تسع مسائل مختلفة تنوعت صعوبتها، وتم حل أغلب المسائل من قبل المشاركين، لافتاً إلى أن النتائج عكست خبرة عالية لدى المشاركين.
المنسق الدولي للمسابقة لاسلو نيكازي قال: إن العمل الجماعي لهذه المسابقة جعلها مميزة في أولمبياد المدارس الثانوية، وإن التفكير سوية في مهمة صعبة والبرمجة المشتركة يعد أمراً ممتعاً.
وأعرب عن خالص تقديره للمنظمين من هيئة التميز والإبداع على جهودهم لتنظيم النهائيات الدولية لعام 2024 وتفانيهم وعملهم الجاد يضمنان لنا حدثاً سلساً وناجحاً.