لواء احتياط في جيش الاحتلال: حزب اللـه يحفر في الوعي الإسرائيلي … استقالة مسؤول عن سياسة «اليوم التالي في غزة» بتل أبيب
| وكالات
على خلفية عدم اتخاذ المستوى السياسي قرارات بشأن ما يسمّى «اليوم التالي في غزة»، قدّم المسؤول عن السياسة الأمنية والتخطيط الإستراتيجي في مجلس «الأمن القومي» التابع للاحتلال الإسرائيلي، يورام حِمو، استقالته من المنصب، أمس الأحد، في حين عززت العمليات النوعية الأخيرة التي نفذتها المقاومة في لبنان، وخصوصاً لجهة الاستهداف المركز لمستوطنة «كريات شمونة»، بعد الدمار الذي لحق بمستوطنة «المطلة»، الردع وتواصل حفر صورة الهزيمة في الوعي الإسرائيلي.
وأوضحت القناة «السابعة» الإسرائيلية أن حِمو مسؤول عن متابعة سياسة «اليوم التالي في غزة»، مشيرةً إلى أنه سيعلن مغادرته المنصب بسبب عدم التقدم في معالجة هذه المسألة.
وفي السياق، أكدت قناة «كان» الإسرائيلية أن استقالة حِمو «جاءت على خلفية عدم اتخاذ المستوى السياسي لقرارات بشأن قضية اليوم التالي في غزة»، ولفتت إلى أن مجلس «الأمن القومي»، هو الهيئة المسؤولة عن الشؤون الخارجية و«الأمن القومي»، وهو يعمل، من بين جملة أمور منذ بداية الحرب على غزة، على ما يسمى مسألة «اليوم التالي»، مضيفةً: إن هذا المجلس يصيغ سياسة الحكومة ورئيسها بشأن هذه المسألة.
وحذرت وسائل إعلام إسرائيلية في الفترة الماضية، من استقالات بالجملة بعد قضية استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، أهارون هاليفا، على خلفية إخفاقه في كشف عملية «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول الماضي، في حين توقّع محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عاموس هرئيل، في 23 نيسان الماضي، موجةً كبيرة من الاستقالات في صفوف القيادة السياسية والأمنية خلال الفترة المقبلة، وقال إن «هذه الاستقالات تحشر نتنياهو في الزاوية، لأنه الوحيد الذي يرفض حتى الآن تحمّل أي مسؤولية عن الهزيمة في غزة».
بدورها، تحدثت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية عن تأثير «الدومينو» لاستقالة هاليفا، وأكدت أنها «لن تكون الأخيرة» بين كبار ضباط الاحتلال، وكشفت الصحيفة أن هناك ضباطاً كباراً آخرين، بما لا يقل عن 4 برتبة عقيد، على مستوى قادة الوحدات الميدانية، أبلغوا رفاقهم بنيتهم الاستقالة، بينهم قائد فرقة غزة العميد آفي روزنفيلد.
وفي وقت سابق، رجحت مصادر في جيش الاحتلال، «أن يعلن مزيد من المسؤولين الكبار في الجيش الاستقالة بعد عيد الفصح» (بعد 15 نيسان)، في حديثها مع وسائل إعلام إسرائيلية.
من جانب آخر نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن ضابط احتياط في جيش الاحتلال، قوله إن «حزب اللـه يحفر في الوعي الإسرائيلي دماراً، في حين نجلس هنا ونتحدث»، وأضاف إيتان دانغوت، منسق شؤون المناطق الفلسطينية في كيان الاحتلال سابقاً، لـ«القناة 12» الإسرائيلية، إن مستوطنات الشمال، مثل «المطلة»، صارت مدمرة من ناحية البنية التحتية، والمزيد من المنازل تصبح خارج الاستخدام كل يوم، مردفاً بالقول إن الهدف التالي هو «كريات شمونة»، ورأى أنه، بالمقابل، جنوب لبنان «محصّن من ناحية البنية التحتية».
ويأتي تصريح دانغوت امتداداً لسياق طويل من التصريحات والتحليلات التي يحفل بها الإعلام الإسرائيلي يومياً، والتي تعبّر عن خيبة الأمل الكبيرة من أداء جيش الاحتلال في مواجهة حزب اللـه على الجبهة الشمالية، ومن قدرة المقاومة على التحكم بمجريات المعركة وعلى رسم واقع جديد.
وفي هذا السياق، أكدت قناة «كان» الإسرائيلية في وقتٍ سابق أن مَن يبقى على قيد الحياة في شمال فلسطين المحتلة، فهذا بسبب قرار حزب اللـه الّذي يراقب طوال الوقت كلّ حركة على الحدود، وفي تقريرٍ بشأن الوضع في شمال فلسطين المحتلة، قال مراسل القناة في الشمال، روبي همرشلاغ، «ثمة ضرر كبير في المطلة، في الواقع، فقط عندما تكون هناك يمكنك أن تفهم إلى أي مدى أنتَ مكشوف»، وأضاف إن المستوطنة كلّها تحت إشراف حزب الله، وتتلقّى صواريخ كثيرة في الأيام الماضية، مؤكداً «الأضرار ثقيلة جداً كما يمكن أن نرى».
وتابع: «وجودي هنا لأقدّم تقريراً، هو لأن حزب اللـه قرّر عدم قتلي، هذا هو الواقع اليومي في الشمال، مَن يبقى على قيد الحياة فهذا بسبب قرار حزب اللـه الّذي يراقب طوال الوقت كلّ حركة على الحدود الشمالية».
وفي الحديث عن أسباب ذلك، ترى وسائل الإعلام الإسرائيلية أن قواعد الاشتباك التي أخذتها «إسرائيل» على نفسها في الشمال أوصلتها إلى هذا الطريق المسدود، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن «إسرائيل اختارت أهون الشرّين لأنها لا تريد تعريض المستوطنين في الوسط لخطر القصف بالصواريخ».
وحسب المعلّق السياسي في صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية، أمنون لورد، فقد وصف رئيس مجلس «المطلة»، دافيد أزولاي، في مؤتمر في عسقلان في نيسان الماضي، الحياة في المستوطنات المهجورة على الحدود اللبنانية، بأنها «أسلوب حياة مشين» لمجلس محلي من دون ناس.
وتوقّف أزولاي عند رؤية جنازة بحضور مئات اللبنانيين، بينهم الكثيرون من عناصر حزب الله، على بعد مئات الأمتار من الحدود، مقابل إقامة الجنازات سراً في جوف الليل، وبحضور عشرة أشخاص، في المستوطنات الواقعة على الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وبعد أن كانت مستوطنة «المطلة» المهجورة والمدمرة تحوز على الاهتمام الأكبر لدى الإعلام والجمهور الإسرائيليين من بين مستوطنات الشمال، بوصفها عنواناً لارتباك الاحتلال وقدرة حزب الله، أتت الاستهدافات المتكررة والنوعية لمستوطنة «كريات شمونة» في الأيام الأخيرة لتنقلها إلى واجهة الأحداث، وتجعلها محوراً لاهتمام الإعلام الإسرائيلي، وتفاقم مما يُعرَف بـ«رعب الشمال» داخل الكيان.