بريطانيا لن ترسل قوات إلى غزة.. و«العمال» دعا إلى تعليق بيع الأسلحة لإسرائيل … بلينكن: كلفة الهجوم الواسع على رفح باهظة ولن ينهي حماس
| وكالات
حذر وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن من أن هجوماً إسرائيلياً واسعاً على رفح سيثير «فوضى»، من دون القضاء على المقاومة الفلسطينية، على حين أعلن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أن بلاده لن ترسل قوات «خاصة» إلى غزة وستستخدم على الأرجح مقاولين في العملية، التي تقودها الولايات المتحدة لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر الرصيف العائم على شواطئ غزة.
وقال بلينكن، في تصريح لمحطة «سي بي إس» التلفزيونيّة الأميركيّة: إن هجوماً واسع النطاق يمكن أن يأتي «بكلفة باهظة بشكل لا يُصدّق»، معتبراً أن الهجوم الواسع النطاق على رفح من غير المرجّح أن يُنهي تهديد حماس.
وفي مقابلة مع محطّة «إن بي سي» التلفزيونيّة الأميركيّة، كرر بلينكن موقفه، مؤكداً أن الخطّة الحاليّة التي تدرسها إسرائيل في رفح «قد تلحق أضراراً هائلة في صفوف المدنيّين من دون حلّ المشكلة»، وقال بلينكن: إن «آلاف العناصر المسلّحين من حماس سيبقون» حتّى مع حصول هجوم في رفح، وإنّ هجوماً إسرائيلياً في رفح قد تنجم منه «فوضى»، مع احتمال عودة حماس في نهاية المطاف، وأكد بلينكن أن حماس عادت إلى مناطق دخلت إليها إسرائيل في الشمال، وحصل ذلك حتّى في خان يونس، المدينة الجنوبية القريبة من رفح.
بالتزامن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن أكد خلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، التزام الولايات المتحدة «الصارم» بأمن إسرائيل، وبالهدف المشترك المتمثل في «هزيمة» حركة حماس، وقالت الوزارة إن الجانبين بحثا الوضع في غزة والجهود الجارية لتأمين إطلاق سراح الأسرى.
وقبل ذلك، أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان عن المخاوف نفسها التي أعرب عنها بلينكن خلال اتّصال مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنغبي، حسب بيانٍ للبيت الأبيض.
وسبق أن شددت حركة حماس على أن المواقف الأخيرة للرئيس الأميركي جو بايدن تؤكّد من جديد «الانحياز الأميركي مع السياسة الإجرامية التي تقودها حكومة النازيين الصهاينة، واستمراره في منح الغطاء السياسي والدعم العسكري لحرب الإبادة التي تشنّها ضد شعبنا»، وأتى رد حماس تعليقاً على تصريحات أدلى بها بايدن قال فيها إن وقف إطلاق النار في غزة مرهون بإطلاق حماس سراح الأسرى في القطاع.
في الغضون، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، إن بلاده لن ترسل قوات خاصة إلى غزة وستستخدم على الأرجح مقاولين في العملية، التي تقودها الولايات المتحدة لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر الرصيف العائم على شواطئ غزة.
وأضاف «كاميرون» في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، مساء أول من أمس الأحد، إنه في حين أن المملكة المتحدة تشارك بشكل كامل في جهود بناء الرصيف العائم، بما في ذلك استخدام سفينة تابعة للبحرية الملكية كمركز لوجستي، فإنها ستتجنب نشر أفراد عسكريين في غزة، وتابع: «أعتقد أن نشر قوات بريطانية على الأرض سيكون مخاطرة لا ينبغي لنا أن نخوضها، فهناك أشخاص آخرون يمكنهم القيام بذلك».
وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة ستوقف تصدير شحنة قنابل إلى إسرائيل لثني رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن خوض عملية رفح، فإن المملكة المتحدة لا تزال تسمح لشركات الدفاع في البلاد بمواصلة تسليم شحنات الأسلحة إلى «تل أبيب».
بالتوازي، دعا حزب العمال البريطاني حكومة المملكة المتحدة إلى تعليق بيع الأسلحة لإسرائيل وسط مخاوف من شن «تل أبيب» هجوماً عسكرياً واسع النطاق على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وحسب قناة «القاهرة الإخبارية»، حث وزير خارجية الظل ديفيد لامي الحكومة على تعليق بيع الأسلحة التي يمكن استخدامها في الهجوم على رفح، مشدداً على أن «الحزب يعارض شن أي هجوم إسرائيلي في رفح منذ عدة أشهر، كما أنه كان واضحاً في تأكيد ضرورة ألا يتم المضي قدما في تنفيذ مثل هذا الهجوم، وهو الأمر الذي كان جزءاً من اقتراح الحزب الذي أقره مجلس العموم البريطاني في شباط، وأحد الأسباب التي دفعتنا إلى مطالبة كاميرون بنشر ملخص المشورة القانونية المتعلقة بمبيعات الأسلحة».
وتابع: «الرئيس بايدن كان على حق عندما أخبر رئيس الوزراء نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تقوم بتزويد إسرائيل بالأسلحة التي يمكن استخدامها في الهجوم على رفح في حال مضت قدماً في تنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة على الرغم من تحذيرات المجتمع الدولي»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة كانت واضحة في أنها ستواصل توفير الأسلحة التي تسمح لإسرائيل بـ«الدفاع عن نفسها».
وأضاف: «يجب على حكومة المملكة المتحدة أن تعمل الآن مع الولايات المتحدة لمحاولة منع الهجوم على رفح من خلال التصريح بوضوح بأنها ستجري تقييماً لصادراتها، وفي حال استمرار الهجوم على المدينة ستنضم إلى حلفائها الأميركيين في تعليق الأسلحة أو المكونات التي يمكن استخدامها في الهجوم الإسرائيلي».