عربي ودولي

السفير الأميركي لدى الاحتلال: لا تغيير في العلاقة ومساعداتنا تتدفق إلى إسرائيل … إعلام العدو: مصريون ألغوا اجتماعات مع إسرائيليين على خلفية عملية رفح

| وكالات

أكد موقع إسرائيلي إلغاء مسؤولين عسكريين مصريين اجتماعات مع مسؤولين عسكريين من الاحتلال، لافتاً إلى تفاقم الأزمة بين الطرفين على خلفية اعتراض مصر على العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، في حين قلل السفير الأميركي لدى كيان الاحتلال من أهمية قرار الإدارة الأميركية تأخير تسليم شحنة قنابل ثقيلة إلى إسرائيل، مؤكداً عدم وجود أي تغيير في العلاقة بين الطرفين.
ونقل موقع «i24NEWS» الإسرائيلي عن مصدر إسرائيلي، إن مسؤولين عسكريين مصريين ألغوا فجأة اجتماعات مقررة مع مسؤولين عسكريين إسرائيليين، وأشار الموقع إلى أن الخلاف ينبع من مخاوف مصر بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، وسيطرة جيش الكيان على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وهو ما تعتبره القاهرة تهديداً للمعاهدة القائمة منذ فترة طويلة بين الطرفين، في إشارة إلى «اتفاقية كامب دايفيد».
ورأى الموقع أن الإلغاء المفاجئ يشير إلى تفاقم الأزمة بين الطرفين على خلفية الزلزال الذي أحدثته مصر، حين أعلنت أول من أمس الأحد، دعمها الدعوى التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، لارتكاب الكيان ابادة جماعية في قطاع غزة، وأثار القرار ردود فعل قوية في كيان الاحتلال، حيث وصفه أحد المصادر لـi24NEWS بأنه «خيانة، بالنظر إلى التعاون السابق، ولاسيما في شبه جزيرة سيناء».
وحذرت مصر قبل العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، جنوب قطاع غزّة، من مخاطر أي عملية مماثلة، وفي بيانٍ لوزارة الخارجية، وصفت القاهرة أي عملية عسكرية في رفح بـ«العمل التصعيدي»، مشيرةً إلى أنه ينطوي على «مخاطر إنسانية بالغة» تهدد أكثر من مليون فلسطيني في تلك المنطقة.
وطالبت مصر إسرائيل بتجنّب التصعيد «في هذا التوقيت البالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار»، وبـ«حقن دماء المدنيين الفلسطينيين»، الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب.
وقبل أيام، أكدت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن مسؤولين مصريين أبلغوا مدير الاستخبارات الأميركية، وليام بيرنز، وجوب ممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً جدية على إسرائيل من أجل وقف عمليتها في مدينة رفح، والعودة إلى المفاوضات الجادة، وإلا فإن القاهرة «ستعمل على إلغاء اتفاقية كامب ديفيد».
وفي هذا السياق، قال الأمين العام للمؤتمر القومي العربي حمدين صباحي إن «اقتحام معبر رفح انتهاك لاتفاقية كامب ديفيد، والرد يكون بإلغائها»، جاء ذلك في حين نفى السفير الأميركي لدى كيان الاحتلال، جاك لو، حدوث تغيير في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال السفير الأميركي لـ«القناة 12» الإسرائيلية: إنه لم يتغير شيء بشكل أساسي في العلاقة بين الطرفين، رغم القرار الذي اتخذته إدارة الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي بتأخير تسليم شحنة قنابل ثقيلة إلى إسرائيل، وإعلان بايدن أنه لن يزود إسرائيل بأسلحة هجومية في هجوم كبير يؤثر على المراكز السكانية في رفح جنوب قطاع غزة.
ولفت إلى أن المساعدات العسكرية من واشنطن زادت بعد 7 تشرين الأول 2023، مؤكداً أنه تم تجميد «مجموعة واحدة من الذخائر فقط»، وأن «كل شيء آخر مستمر في التدفق»، وأضاف إنه ينبغي على الجانبين «مواصلة الحديث حول القضايا المتعلقة باستخدام القنابل ذات القطر الكبير والقنابل الثقيلة، خاصة عندما يكون هناك احتمال في أن يتم استخدامها في مناطق حضرية مكتظة بالسكان، قبل أن يكرر أنه «من الخطأ الاعتقاد بأن أي شيء قد تغير بشكل جذري في العلاقة».
ورداً على سؤال حول نية بايدن المعلنة بعدم تزويد إسرائيل بأسلحة هجومية إذا هاجمت المراكز السكانية، أجاب لو: ما قاله الرئيس هو أنه لا يعتقد أن شن حملة برية واسعة النطاق في منطقة مكتظة بالسكان هي فكرة جيدة، لكنه قال على وجه التحديد إنه لا ينبغي استخدام القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل (900 كيلوغرام) في هذا المكان.
ومع ذلك، أشار لو إلى أن بايدن اعتبر أن إسرائيل، لم تنفذ حتى الآن هذا النوع من العمليات البرية الكبرى في رفح، والتي تعارضها الولايات المتحدة، ورأى أن عملية رفح «لم تعبر إلى المنطقة التي تكمن فيها خلافاتنا».
ورداً على سؤال عما إذا كان بايدن يطلب حقاً إيقاف الحرب، اعترض السفير وقال إن الولايات المتحدة شددت منذ بداية الحرب على «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، ورداً على سؤال آخر عما إذا كان هدف الحرب لا يزال هو «القضاء على حماس»، قال إن الولايات المتحدة «لم تكن لتستخدم هذه اللغة أبداً»، مؤكداً أن «التحدي يكمن في تقليص حجم حماس ومنعها من الحكم، وأن هذا لا يعني القضاء على كل عضو في حماس».
وأضاف قائلاً: لم نقل قط إن ملاحقة الكتائب الأربع التي تحتفظ بها حماس في رفح ليست هدفاً مشروعاً، لقد قلنا إن هناك طريقة أفضل للقيام بذلك، بما في ذلك من خلال العمليات المستهدفة.
وقال لو: إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلص إلى أنه «لن يكون هناك انقطاع في المساعدات الأميركية لإسرائيل»، وتابع إن هذا القرار «له عواقب كبيرة»، مشيراً إلى أن «الكثير من الناس ينتقدون هذا القرار، وأنا أعتقد أنه كان القرار الصحيح»، قبل أن يضيف «أنتم تنظرون إلى ذلك في سياق تأخير شحنة واحدة من القنابل الثقيلة، عليكم أن تنظروا إلى الأمر في سياق أوسع».
وأكد أنه بالنسبة للتغييرات غير المقبولة لدى إسرائيل في الاقتراح الذي جرى إرساله إلى حركة حماس، بشأن الهدنة والأسرى، «قلنا إنها غير مقبولة»، ودعا «جميع الأطراف» إلى الاستمرار في التفاوض والبقاء على اتصال، وأكد أن بلاده تساعد إسرائيل في المعلومات الحساسة بشأن مكان وجود قادة حماس، مشدداً على أن للولايات المتحدة وإسرائيل «هدفاً مشتركاً يتمثل في هزيمة حماس».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن