أنباء عن إعدام التنظيم مئات المعتقلين والمظاهرات ضده إلى تصعيد … استخبارات أردوغان تطلب من «النصرة» ضبط الحدود مع إدلب
| حلب- خالد زنكلو
اتفقت استخبارات رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، على استمرار تبنيه ودعمه وعدم رفع الغطاء السياسي عنه، مقابل اتخاذ التنظيم الإرهابي خطوات عملية على الأرض لضبط حدود محافظة إدلب مع تركيا أمام عمليات التهريب.
ويعمد التنظيم الإرهابي إلى تسهيل عمليات تهريب الأشخاص إلى داخل الأراضي التركية انطلاقاً من إدلب، ولديه مكاتب متخصصة في جباية عائدات التهريب، حيث يتقاضى 100 دولار أميركي عن كل شخص من شبكات التهريب المنظمة التي يرعاها ويتولى إدارة شؤونها وتأمين البنية اللوجيستية لعملها من أنفاق وممرات تهريب آمنة.
وأكدت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات إدارة أردوغان في إدلب، أن ضابط الارتباط التركي، المسؤول عن ملف العلاقة بين أنقرة و«النصرة»، التي تشكل ما تسمى «هيئة تحرير الشام» واجهتها الحالية، رتب الشهر المنصرم لقاءين بين ضباط استخبارات أتراك مع متزعمين من التنظيم الإرهابي للتفاوض بشأن ضبط الحدود التركية مع إدلب من قبل الأخير.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أنه جرى الاتفاق على أن تنشر «النصرة» قوات خاصة وتنشئ محارس على طول حدود إدلب مع تركيا، ابتداء من بلدة أطمة شمال شرق المحافظة، مروراً ببلدات شمال غربها مثل كفرتخاريم وسلقين ودركوش، وصولاً إلى خربة الجوز بريف جسر الشغور غربي المحافظة، وحتى حدود ريف اللاذقية الشمالي مع تركيا.
ولم تفصح المصادر عن الجهة التي ستتولى دفع تكاليف ضبط الحدود، لكنها توقعت أن تدفع إدارة أردوغان القسم الأكبر منها، كنوع من التعويض عن عائدات التهريب التي كان يحصل عليها التنظيم الإرهابي.
وكشفت المصادر أن البند الأهم من الاتفاق، ينص على استمرار إدارة أردوغان بتبني «النصرة» وتسويقها أمام الرأي العام الخارجي، وخصوصاً الغربي منه، وكذلك استمرار تقديم الدعم في المجالات المختلفة له، بعد أن تردد في الآونة الأخيرة عن نية إدارة أردوغان رفع الغطاء السياسي عن التنظيم الإرهابي، على خلفية المظاهرات التي تخرج كل يوم ضده منذ مطلع الشهر الماضي في معظم بلدات ومدن المحافظة مع مساع من إدارة أردوغان لتأليب الرأي العام والشارع المحلي ضد التنظيم الإرهابي.
المصادر لفتت إلى أن الاستخبارات التركية منحت «النصرة» آخر فرصة للقيام بما هو مطلوب منه، بعد مماطلتها بتنفيذ اتفاقيات سابقة بهذا الخصوص منذ سيطرتها على إدلب صيف 2015 وزيادة عمليات تهريب البشر في الأشهر الأخيرة، ولذلك، طلبت إدارة أردوغان قبل أسبوعين بشكل رسمي من «النصرة»، المباشرة بضبط الحدود لإحراجها، على الرغم من أنها تصنف التنظيم منظمة إرهابية يحظر التعامل معه.
إلى ذلك، خرجت الليلة ما قبل الماضية أكبر مظاهرة في مدينة إدلب ضد «النصرة» ومتزعمها الإرهابي المدعو «أبو محمد الجولاني»، شارك فيها أطياف المجتمع كافة بمن فيهم رجال دين إسلامي، بعد اتساع رقعة المظاهرات لتشمل كل المناطق التي يهيمن عليها التنظيم الإرهابي في إدلب وريف حلب الغربي.
وذكرت مصادر أهلية في مدينة إدلب لـ«الوطن» أن أمس شهد خروج مظاهرة ضخمة تجمع خلالها المتظاهرون أمام المحكمة العسكرية التابعة لـ«النصرة» بمشاركة عائلات الإرهابيين الأجانب، وطالبوا بإعدام «الجولاني» وحل التنظيم الإرهابي مع «جهاز الأمن العام»، وإطلاق سراح المعتقلين، حيث تواردت أنباء عن إعدام التنظيم للمئات منهم دون محاكمة أو تسليم جثثهم إلى ذويهم.