الأخبار البارزةشؤون محلية

خطة التعاون بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية لغاية 2025 … عرنوس للمديرة الإقليمية: المنظومة الصحية تستعيد تعافيها تدريجياً … غباش: ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق بشكل مستمر بين المنظمة والوزارة لإنجاح هذه الشراكة

| محمود الصالح

أكد رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس أن المنظومة الصحية تستعيد تعافيها بشكل تدريجي، وستكون قادرة على تجاوز الصعوبات التي تواجهها بالتعاون مع المنظمة وكل شركاء التعاون الدولي، مشيراً إلى الدعم الذي تقدمه الحكومة للقطاع الصحي من خلال إعادة تأهيل المشافي والمراكز الصحية، ودعم معامل الأدوية للاستمرار بالإنتاج وتلبية احتياجات السوق المحلية، إضافة إلى اتخاذ مجموعة من القرارات التي تخص الكوادر الطبية والصحية بهدف تحفيزها والحفاظ عليها.

وبحث عرنوس أمس مع المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حنان بلخي والوفد المرافق لها تعزيز التعاون بين سورية والمنظمة في تأمين احتياجات القطاع الصحي، وبرامج التعاون المشترك وتدريب وتأهيل الكوادر الطبية لمواكبة مستجدات العمل الطبي الدولي ونقل الخبرات والتقنيات إلى كوادر وزارة الصحة.

وأعرب عرنوس عن تقديره لجهود المنظمة التي أبدت الكثير من التعاون مع الدولة السورية سواء في مكافحة كورونا أم في ملف الزلزال، واعتبر أن مهمة القطاع الصحي قبل أن تكون طبية هي مهمة أخلاقية وإنسانية بغض النظر عن أي اعتبارات، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها الحكومة لسد النقص الحاصل في الأجهزة المتطورة كالطبقي المحوري والمرنان المغناطيسي وأدوية السرطان.

من جهتها قدمت بلخي خلال اللقاء شرحاً عن خطط المنظمة وبرامجها في منطقة الشرق الأوسط التي تركز على التعاون العلمي والتدريب والتأهيل وتحديث المعلومات والبيانات والاستفادة من الأتمتة التي تساعد في تطوير العمل وإكساب الأطباء الخبرة العلمية، إضافة إلى برامج الحصول على العلاج وحزمة الخدمات وتعزيز نظم الرعاية الصحية وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه الواقع الصحي.

وفي السياق وقعت وزارة الصحة مع منظمة الصحة العالمية إستراتيجية التعاون القطري من عام 2022 حتى عام 2025، حيث وقع من الجانب السوري وزير الصحة حسن غباش ومن جانب منظمة الصحة العالمية بلخي.

وناقش المشاركون بالاجتماع الذي عقد في مبنى وزارة الصحة أمس، سبل تنفيذ الأهداف الإستراتيجية للوزارة ومحطات الإنجاز وجوانب التعاون مع المنظمة، إضافة إلى التحديات التي تواجه العمل بسبب ضعف التمويل أو تقليصه للعديد من البرامج الصحية، وصعوبة تأمين وصيانة الأجهزة الطبية نتيجة العقوبات المفروضة على سورية.

وثمّن وزير الصحة الجهود الكبيرة التي تبذلها منظمة الصحة العالمية، لافتاً إلى ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق بشكل مستمر لإنجاح هذه الشراكة، بما يسهم بتقديم خدمات صحية شاملة للمواطنين.

وأوضح الغباش أن توقيع الاستراتيجية يؤكد الالتزام المشترك بالعمل على الأولويات المتفق عليها، ويعزز تاريخ المنظمة الطويل في دعم الأولويات التنموية الوطنية ويوافقها.

وقال: إن زيارة مديرة الإقليم لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط تضمنت الاطلاع على الواقع الصحي وتحديد أولويات العمل، وذلك بهدف زيادة التنسيق بين الوزارة والمنظمة، لافتاً إلى أن مديرة الإقليم تسعى لإطلاق مجموعة من البرامج والأهداف المتطورة والمهمة فيه.

بدورها أوضحت بلخي أن الاتفاقية ستجدد في ظل شراكة المنظمة العالمية مع سورية، مشيرة إلى أنه تمت مناقشة الاتفاقيات والشراكات القديمة لإعادة ترتيب الأولويات في ظل الظروف الصعبة، إضافة إلى المشاكل الإقليمية ومشاكل المناخ.

واطلعت المديرة الإقليمية ووزير الصحة على نظام إدارة معلومات المشافي في مشفى حرستا الوطني، وأعمال إعادة التأهيل والترميم في مشفى دوما الوطني، وشملت الجولة في مشفى حرستا أقسام الإسعاف والمخبر وقسم الأشعة والطبقي المحوري والعمليات وغسيل الكلية والمخبر العام وحواضن الأطفال والخدمات التي يتم تقديمها للمواطنين.

وأكد غباش خلال الجولة أهمية متابعة المنظومات الصحية وجودة الخدمات التي يتم تقديمها وصيانة الأجهزة والتدريب المستمر للكوادر الصحية.

مدير مشفى حرستا الوطني أحمد إسماعيل من جهته بين أن المشفى يعتمد على نظام الأتمتة بشكل كامل بغية تسهيل العمل للأطباء والمراجعين، والحصول على البيانات الصحيحة للمريض بشكل تلقائي عن طريق إدخال الباركود الموجود على الهوية عبر إدخالها في البرنامج ومن ثم يتم اختيار الخدمات الطبية المرغوب بها لتنتقل إلى القسم المعني بذلك ومن ثم تنتقل نتائج الفحوصات إلى الطبيب الفاحص للتشخيص، مشيراً إلى أن هذا النظام سهّل العمل بشكل كبير واختصر الوقت والجهد.

مدير صحة ريف دمشق ياسين نعنوس أوضح أن أعمال إعادة التأهيل والترميم في مشفى دوما الوطني انطلقت منذ نحو 10 أشهر، مشيراً إلى أهمية إعادة افتتاح المشفى لكونه يخدم نحو مليون شخص في مدينة دوما وما حولها.

وبيّن نعنوس أن الطاقة الاستيعابية للمشفى تصل إلى 42 سريراً منها 8 أسرة عناية مشددة، إضافة إلى 3 حاضنات أطفال وغرفتي عمليات وغرفة عمليات إسعافية، وستتوافر أيضاً أجهزة طبقي محوري وتصوير شعاعي، إضافة إلى المخبر العام والإسعافي.

بدوره رئيس مجلس مدينة دوما هشام عبد القادر المما بيّن أنه رغم المشاكل والصعوبات تم البدء بأعمال التأهيل منذ ما يقارب العام للوصول إلى هذه المرحلة وإعادة تأهيل المشفى بدعم من المنظمات الدولية، إضافة إلى مساهمة المجتمع المحلي.

وفي سياق متصل اطلعت بلخي والوزير الغباش على مستودعات وزارة الصحة المركزية في مجمع الأسد للبحوث الصحية في منطقة الديماس بريف دمشق.

وبينت بلخي في تصريح صحفي أن المنظمة تسعى بشكل كبير لتطوير الشراكة مع الوزارة بما يخص المساعدة بوصول الأدوية والمساعدات الطبية إلى المواطنين، مشيرة إلى أن الجولة تهدف للاطلاع على عمليات التخزين وكمية الإمدادات الموجودة التي تخدم جميع المناطق السورية إلى جانب العديد من المبادرات التي يتم العمل عليها في جميع دول الإقليم بهدف وصول الخدمات والعلاجات الصحية للجميع في الوقت المناسب.

بدوره مدير الإمداد في وزارة الصحة محمد شما بين أن المنظمة جهزت 3 كتل أبنية لتكون مستودعات لوزارة الصحة بمساحة تخزينية نحو 800 متر مجهزة وفق شروط نموذجية، إضافة إلى التخزين الجيد للمواد وأجهزة المراقبة والإطفاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن