«لعبة حب» قصة رومانسية لطيفة تحصد إعجاب المشاهدين
| مايا سلامي
لا تزال سلسلة الأعمال المقتبسة والمعربة مستمرة على الرغم من ردود الأفعال السلبية والانتقادات التي تعرضت لها في بداية عهدها، إلا أنها أضحت الآن طبقاً رئيساً لبعض المشاهدين الذين وجدوا فيها مادة ترفيهية خفيفة الظل تقدم لهم الحكاية الممتعة والبسيطة بعيداً عن القضايا المعقدة والحزينة.
ويتجدد اليوم حضور تلك الأعمال من خلال المسلسل الكوميدي-الرومانسي «لعبة حب» النسخة العربية من المسلسل التركي الشهير «حب للإيجار» الذي انطلق عرضه في الرابع عشر من شهر نيسان الماضي ومن المتوقع أن يمتد على مدى 90 حلقة.
ويجمع على قائمة أبطاله نخبة من نجوم سورية ولبنان: معتصم النهار، نور علي، شكران مرتجى، أيمن رضا، أيمن عبد السلام، حازم زيدان، حسام تحسين بك، حسن خليل، ساشا دحدوح، جو طراد، ناظم عيسى، نهاد عاصي، ساندي نحاس.
قصة العمل
تدور قصة العمل حول الشاب الثري «مالك الأسعد» الذي يعمل في عالم تصميم الأحذية النسائية ويمتلك شركته الخاصة، ويتسم بشخصيته الجذابة وطباعه الصعبة والعنيدة التي تجعله لا ينجذب لأي فتاة بسهولة، فيقرر جده تزويجه ويسند المهمة إلى عمه وزوجته اللذين يشترط عليهما إتمام الأمر خلال ستة أشهر فقط مقابل الإبقاء على ثروتهما ومنحهما قصر العائلة الكبير.
فتبدأ زوجة عمه «فريدة» بالبحث عن تلك الفتاة وتحضر له العديد من المواعيد الغرامية، ثم تقحم في حياته فتاة فقيرة تدعى «سما» لتعمل في وظيفة مساعدته الشخصية وترسم معها مراحل خطتها وتحضرها لتكسب قلبه ويتقدم لخطبتها خلال الفترة المحددة، إلا أن اللعبة تنقلب حقيقة وتجد «سما» نفسها واقعة في حب مديرها «مالك» الغامض الذي يبادلها أيضاً الشعور نفسه فتنشأ بينهما علاقة مليئة بالأحداث المشوقة والمواقف الطريفة.
جماهيرية واسعة
يحظى العمل الآن بجماهيرية واسعة بسبب قصته اللطيفة البعيدة عن موضوعات الخيانة والانتقام التي ضجت بها المسلسلات المعربة السابقة، فلم تخلُ حلقاته من المشاهد العفوية والطريفة التي بالرغم من استنساخها من العمل الأصلي قدمت بمستوى عالٍ من الإتقان من قبل نجوم النسخة العربية الذين وضعوا بأماكنهم المناسبة وهاموا عليها بإبداعهم الخاص حتى حصدوا إعجاب المشاهدين.
كما جاء العمل مفعماً بالألوان والحياة والطاقة الإيجابية التي تجلت في الديكورات والأزياء والموسيقا التصويرية المنتقاة بعناية والتي لاءمت عرضه المتزامن مع فصلي الربيع والصيف.
وإضافة إلى ذلك لم يركز المسلسل على استعراض الملابس والمنازل الفارهة والثراء الفاحش بل صور طبقات اجتماعية مختلفة وأظهر الفوارق في منازلها ونمط حياتها لكن بقالب فكاهي سعيد قريب من قصص الخيال التي تتحقق فيها المعجزات، وتمت معالجة النص الأصلي بإجراء بعض التعديلات لجعله ملائماً لعادات وتقاليد مجتمعاتنا وهو الأمر الذي أبعده عن مرمى الانتقادات.
ثنائية متناغمة
يلفت الأنظار كل من معتصم النهار ونور علي بثنائية الحب المتناغمة والمنسجمة التي يجسدانها والتي تعكس العلاقة بين شاب ثري متكبر وفتاة متواضعة وطيبة تؤمن بالأحلام والمعجزات، تخطف قلبه بعفويتها وتصرفاتها الطفولية والمرحة البعيدة عن زيف وتصنع الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها.
فنجح معتصم بأداء شخصية «مالك» بسبب الكاريزما التي يتمتع بها وملامحه الجادة التي جعلت ردود أفعاله منطقية وملائمة للحالة التي يصورها لشاب يحيط نفسه بهالة من الغموض والكبرياء.
كما تهيم نور علي على شخصية «سما» بجمالها الطبيعي وأدواتها المميزة التي مكنتها من تجسيد المشاهد الكوميدية بخفة جعلتها قريبة من قلوب المشاهدين.
للمرة الأولى
ومن خلال هذا العمل تطل شكران مرتجى للمرة الأولى في المسلسلات المعربة بشخصية «فريدة» المرأة الذكية السريعة الانفعال التي تسعى بشتى الوسائل والطرق للاستحواذ على ثروة والد زوجها، وتجسد هنا دور العقل المدبر الذي يحيك الخطط الشريرة بعض الشيء لكن بطريقة لا تخلو من روح الفكاهة والهضامة التي اعتدناها عند شكران فتضيف المزيد إلى الدور بأدواتها وحركاتها الخاصة والمميزة التي جعلتها من الشخصيات المحبوبة في العمل.
ويظهر إلى جانبها أيمن رضا بدور زوجها «سلطان الأسعد» الذي يجسد خطاً كوميدياً في العمل لرجل تحكمه زوجته، يعيش الكثير من العلاقات في الخفاء، وتعجبه كل فتاة تقع أنظاره عليها.