ثقافة وفن

المسرح هو حلم خاص بالنسبة لي … وسام رضا لـ«الوطن»: مواقع التواصل الاجتماعي لا ترتقي لمستوى الفن ولا يجب مزاولتها كمهنة

| هلا شكنتنا

وسام رضا، ممثل شاب من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، يتميز بتمثيله العفوي وحبه لتقديم أدوار درامية جديدة، يعشق التحدي ويعمل بجهد لإثبات نفسه على الساحة الفنية، ولا شك أن مشاركته هذا الموسم في مسلسل «ولاد بديعة» كان لها تأثير كبير على بداية مسيرته الفنية، حيث قدم شخصية «السيكي» بشكل متقن ولافت للأنظار، ما جعله يصبح «تريند» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما قدم دوراً مختلفاً في مسلسل «مال القبان».

• في البداية دعنا نتحدث عن الأصداء التي لاقتها شخصية «السيكي» في مسلسل «ولاد بديعة».

أنا سعيد جداً بالأصداء التي تلاقيها الشخصية والأصداء التي ألامسها في الشارع وحب الناس لهذه الشخصية، وهذا الشيء يسعدني جداً، والشكر لله لأن الناس أحبت الشخصية التي تنقلت بين حالتين وهما الحالة الكوميديا ومن بعدها انتقلت لعالمها الخاص التراجيدي وأظهرت معاناتها، لذلك الناس أحبت الشخصية إضافة إلى عمل المخرجة «رشا شربتجي» الرائع والكاتبين «علي وجيه» و«يامن الحجلي»، واستطعنا بتضافر هذه الجهود مع بعضها إظهار هذه النتيجة، وفي الحقيقة الناس أحبت جميع الشخصيات التي ظهرت في العمل، وهذا الأمر يجعلك تشعرين أن هذا التعب الكبير لم يضع سدى.

• أخبرنا عن تجربتك مع المخرجة رشا شربتجي وماذا تعلمت منها؟

كوني من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية لعام٢٠٢٢ وأعتبر خريجاً جديداً، ولقد احتككت مسبقاً مع المخرج سامر البرقاوي والمخرج «المثنى صبح» والمخرج «سيف الدين سبيعي» وأيضاً مع المخرجة «رشا شربتجي» في الوقت الحالي، وكل واحد يختلف عن الآخر بتقنيته بالتأكيد، لكنني لا أرى المخرجة «رشا» مخرجة صعبة على قدر ما هي مخرجة متطلبة، هي مخرجة سقف المعيار عندها عالٍ جداً، ومجتهدة لأبعد الحدود وتدفع الممثل لتقديم أفضل ما لديه، وأنا كوني ممثلاً جديداً وعندما أقف أمام كاميرا مخرجة عظيمة ولقد تربيت على أعمالها، أشعر بأن هذه الوقفة مسؤولية كبيرة، حقيقة المخرجة رشا هي شخصية راقية جداً ومبدعة وتعلم ماذا تفعل، وتركيزها عالٍ جداً، وأضافت لي الكثير وهي من صنعت «السيكي»، حيث كانت هذه الشخصية نتيجة شراكة بيننا، فهي المشرف الأعلى وأنا كنت أمشي حسب متطلباتها إضافة لعملي كممثل مع مخرجة بهذا الحجم والقدر والقيمة والمخزون الكبير جداً والسيرة الذاتية التي ترفع لها القبعة، وهذا الدور كان تحدياً كبيراً وتعلمت منها كثيراً.

لاحظ المتابعون وجود كيمياء عالية بينك وبين الممثل يامن الحجلي، أخبرنا عن تعاونكما معاً وخاصة بوجود الممثل «رامز الأسود»، حيث جمعتكم مشاهد كان لها صدى كبير عند المتابعين.

الأستاذ «يامن الحجلي» هو كاتب العمل بالشراكة مع الأستاذ «علي وجيه»، وأنا كنت محظوظاً جداً لأنني أتعامل مع كاتب العمل ثم ممثله، وكان هو بمنزلة البوصلة الثانية من بعد المخرجة من ناحية معرفته بخطوط العمل وتفاصيل شخصياته، وهذا التناغم أو الهارموني الذي حصل بيننا بسبب ذائقة الأستاذ «يامن الحجلي» ورقيه وإنسانيته وكيفية احتوائه لخريج جديد من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكيفية تعامله معي بكل حب، إضافة إلى أنه جعلني أشعر بأنه شريكي، وأنا أحببته كشخص وأقول إن الفن له علاقة بالحب، حقيقة كنت سعيداً جداً بالتعرف على الممثل «يامن الحجلي» إضافة إلى أن العمل معه ممتع جداً، وبعد مرور عدة أيام على بدء التصوير بدأت أشعر كأنه معلمي وأنا شغليه في المكتب، بمعنى آخر دخلنا بتفاصيل الشخصيات بشكل حقيقي، أما بدخول الممثل «رامز الأسود» فقد كنت فخوراً بأنني تعاملت معه لأنه شخص استثنائي على الصعد كافة، وهذه الهارموني هو جهد مني لأبذل طاقة لكي أستطيع أن أنسجم مع أساتذة لهم أسماء كبيرة.

• أخبرنا عن مشاركتك في مسلسل «مال القبان»، وكيف كانت التجربة بالنسبة لك وخاصة أن دورك «نعمان الزير» في «مال القبان» يختلف عن دورك في «ولاد بديعة»؟

في البداية كانت تجربة أنا فخور بها جداً، وخاصة عندما تحدث معي المخرج «سيف الدين سبيعي» وهو مخرج كبير بتاريخ طويل جداً، وكان هذا الأمر تحدياً بالنسبة لي مزدوجاً بسبب وقوفي أمام كاميرا المخرج سيف، وبأنني سوف أقدم شخصية «نعمان الزير» وهي شخصية الممثل القدير «بسام كوسا» في مرحلة الصغر، وأثناء تصوير العمل قي العام الماضي كنت أصور أيضاً مشاهدي في مسلسل «الزند»، ومشاهدي في مال القبان هي مشاهد غنية جداً وثرية وفيها ملعب كبير لأي ممثل وهذا كان تحدياً كبيراً بالنسبة لي، ولذلك وافقت بشكل فوري لأنني كان لدي رغبة بالعمل مع المخرج سيف الدين سبيعي والكاتبين يامن الحجلي وعلي وجيه، لأن نصوصهما تختلف لكونهما يقدمان أعمالاً سورية بحتة، وحقيقة استمتعت جداً في هذا الدور، وفي بعض الأحيان يشعر الممثل بأنه يجب أن يقدم الدور بشكل ثان، لكنني شعرت بأن شخصية «نعمان» يجب أن تقدم مثلما قدمتها، وكنت سعيداً بمشاركتي في مسلسل «مال القبان» ومسلسل «ولاد بديعة» لكي يرى المتابع أن وسام رضا لا يلعب الكوميديا فقط بل قادر على تقديم شيئين مختلفين وهذه دلالة على أنني أندرج تحت مسمى الممثل القادر على لعب اللونين.

• ما الأدوار التي تحلم بتقديمها مستقبلاً؟

لا أعتقد أن الممثل هو الذي يطمح لتمثيل دور معين، بالتأكيد الممثل يطمح بتقديم الأدوار المركبة والشخصيات المعقدة، ولكن بالتأكيد الورق هو الذي يستفز الممثل أكثر من أن الممثل يستفز الورق، ولأقول لكِ مثلاً أنا لدي فكرة ما في المسرح ولدي رغبة في تقديمها، بالتالي سوف أبني المسرحية على هذه الفكرة ومن بعدها أقوم بوضع هذه الشخصية بهذه المسرحية، أما بعالم التلفزيون فإن الأمر مختلف فقد يصل الورق للممثل إذا استطاع هذا الورق أن يلمس الممثل وجعله في حالة تحفز بكل طاقاته لبناء هذا الدور، ووظيفة الممثل تتجلى في رفع المستوى الفني للعمل.

• يعلم الجميع بأن المسرح السوري متعب، لكن جميع خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية لديهم رغبة في العمل المسرحي، أين المسرح اليوم من أهداف وسام رضا؟

المسرح ليس فرصاً ترسل للممثل وهو يوافق عليها بسبب العائد المادي، لأن هذا الفولكلور لا يوجد في بلدنا، المسرح في بلدنا هو عبارة عن محاولات فردية وخلق شي على خشبة المسرح من خلال جهد خاص من قبل مجموعة شباب، وبالتأكيد أحب أن أقدم شيئاً مسرحياً، ومن الممكن أن أجتمع مع أصدقائي ونبحث عن موضوع مسرحي معين، المسرح بالنسبة لي هو حلم خاص حيث أطمح لعمل مشروعي الخاص وأقدمه للناس من خلال المسرح، وتكون هذه الفكرة قادرة على مخاطبة الناس، المسرح هو شيء معقد وأكبر بكثير من توقعات الناس وهو ليس بسيطاً، بل هو نتاج بحث طويل جداً وله علاقة بالإنسان والاقتصاد والجغرافية وكل الحالة الإنسانية بما يخصها بجميع الأصناف، المسرح وفق ما تعلمته في المعهد العالي للفنون المسرحية هو مشروع أكثر من مهنة تتم مزاولتها، بالتأكيد أحلم بتقديم أعمال مسرحية وأتمنى أن يكون بلدي رائداً في العمل المسرحي، وأن تعود المهرجانات المسرحية لدمشق مثلما كانت في السابق، وفي النهاية المسرح هو من يقيس رقي الشعوب.

• في النهاية كيف تصف علاقاتك في مواقع التواصل الاجتماعي، وما رأيك باتجاه البعض لهذه المواقع واعتبارها مهنة؟

لكل مقام مقال، ودعيني أتحدث عن نفسي وعن كيفية تعاملي مع هذه المواقع، وأرى أن السوشال ميديا هي ضرورة العصر ولكن إلى حد ما، حيث تفيد الممثل بأن يتواصل مع متابعيه ويشعر بمحبتهم، ولكن يجب ألا تتم مزاولة السوشال ميديا كمهنة، وأنا شخصياً لا أحب مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بعد التفاعل الكبير الذي حصل معي بعد مسلسل «ولاد بديعة» أصبح لدي رغبة لأكون ضمن هذه المواقع لأنني من خلالها أشعر بمحبة الناس، وبالتالي هذه المحبة تشحنني لتقديم الأفضل مستقبلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن